اللطامنةُ.. وِصالُ الـنَّـائبـاتِ
ذَري جَمـرَ المَواجـعِ في ضلـوعــي
يؤجِّـجُ مـا استطـاعَ لظى ولـوعي
و أَجـري نَـهـرَ جُرحِكِ في وَريـدي
لـهــيـبــاً مسـتــبــدّاً في نَجيـعــي
صحـيــحٌ أنَّـنـي أذوي الــتيــاعـــاً
عـلـيـكِ مُـذَوِّبــاً لَـهَفِـي شُمـوعـي
و لكــنَّ الـمَــواجـــــدَ قــاصـــراتٌ
عــنِ الأرزاءِ و الـخَـطـبِ الـفَـظيعِ
فلـلـحُــزنِ الـمُـبَـــرِّحِ أَسْلـمـيـنــي
و لـلـفَيضِ الـمُـقــرِّحِ مِنْ دُموعـي
نــسيــتُ لنكبتي فـيـكِ اشتياقـي
إلـيـكِ و قـدْ نسيتُ رُؤى رُجوعي
هَـبـينـي فُـرصــةً أبكـيـكِ فـيـهــا
عـلـى مَـهَـلٍ و أنــدُبُ في خشوعِ
كـأنَّ الأمـــرَ لـيــسَ بِـمُـستــطــاعٍ
ألا وعــــدٌ إذا لــمْ تـسـتـطـيعـــي؟
فـمــا لـكِ لا يمُــرُّ علـيــكِ يــــومٌ
بغَـيــرِ مـــواردِ الأَلــمِ الــذَّريــــــعِ؟
و ما لكِ إن سَجى في الكونِ لـيلٌ
أرِقـــتِ و مـالليلِكِ مِـنْ هُـجــوعِ؟
و إمَّـا أشـــرقَـتْ شمـسُ الـبَـرايـا
فشَمسُكِ في الـغمـامِ بلا سطوعِ؟
كـأنَّ الــنَّــائـبـــاتِ علـيـكِ عَـهْـــدٌ
لـهـا بـكِ أنْ تَـكِــرَّ بــلا رُجــــــوعِ
و أنْ تَــغــدِي لــهــا وَطـنـاً أصيلاً
تـقـيمُ بـهِ مَـدى الـزَّمـنِ الـوَسـيـعِ
حِــدادُ نِـصــالـِـهـا لـكِ في وِصالٍ
فحَسبُ مِنَ الطُّلـوعِ إلى الطُّلـوعِ
ريـاحُ الـمــوتِ عــاصـفـــةٌ ببعضٍ
و مَـوتُ الـبَعـضِ يَعصِفُ بالجميعِ
فكمْ تَــغـتــالُ أنـجُـمَــكِ الليالــي
و كـمْ تُجنـى ورودُكِ في الرَّبيــعِ
يَـشـنُّ الـمـارقــونَ علـيـكِ حَـربــاً
تُــــدارُ بـكـلِّ فــتَّــــاكٍ مُــريـــــعِ
مُـسَـعَّـــــرَةً بـكِـبْـــرٍ و انـتــقــــامٍ
حـرائـقُـهــا و بالـحـقــدِ الـبَـديـــعِ
و ذنـبُــكِ أنَّ تُــرْبَــكِ جِــدُّ غـــالٍ
عصيٌّ يستحيـــلُ على الخضــوعِ
و أنَّـكِ تُـرخصيـنَ بَـنـيـكِ صَرعَـى
فــداءَ الـحَـقِّ و الـشَّـرفِ الـرَّفـيـعِ
و أنَّــكِ يا عــزيـــزةُ لم تَــهــونــي
و أنَّــــكِ يـا أبـيَّـــةُ لــمْ تَـبـيعـــي
وسوم: العدد 717