ليلة الإسراء والمعراج
يا ليلة النور أهلاً خير عائدةٍ
ذكراك عمّ الملا في كل أقطارِ
في جنح ليلك قام البدر مرتحلاً
تحفه الجند تأوي روحه السـاري
صلى في المسجد الأقصى بمن معه
من أنبياءٍ وأعوانٍ وأخيارِ
وصار في رحلة المعراج مخترقاً
سبعاً طباقاً بإذن الخالق الباري
وكلم الله في إصلاح أمتهِ
بأن يخفِّفَ عنهم ثقل أوزارِ
فأستجاب له المولى وعلّمهُ
كل العبادات من فعلٍ وأذكارِ
وعاد من رحلة المعراج مبتهجاً
وكاشفاً كل أنباءٍ وأسرارِ
ومخبراً صحبهُ أسرار رحلتهِ
ومقنعاً لهمُ بصدق أخبارِ
وصار في دربه المرسوم محتملاً
رسالة الحق في جهرٍ وإسرارِ
وحوله قومهُ الأبطال تحرسهُ
من كل سوءٍ ومكروهٍ وأخطارِ
وتنشر الدين في الآفاق قامعةً
كتائب الشرك تفني كل كفارِ
وامتدت الملة السمحاء حاكمةً
كل العوالم في عزمٍ وإصرارِ
ياخاتم الرسل أولى القبلتين غدت
في كفِّ صهيون من قاداتنا شاري
والأخ فيها ينادي لم يجد سنداً
يأوي إليه ولم يظفر بأنصارِ
والعرب ناموا ولم يسعوا لنصرته
تخاذلوا وتناسوا واجب الجارِ
ويسمعون أنين الأخت صارخةً
لما تلاقي من الآلآم والعارِ
والأم تبكي على أبنائها طردوا
من البلاد وحل الكلب في الدارِ
فلو توحدت الأقوام واتحدت
صفاً قوياً لنالت كل مضمارِ
وردت البلد المطرود صاحبهُ
لأهله رغم أنف الفاجر الضارِي
ياقدس صبراً لحتى ينتهي زمنٌ
وينقضي ما قضته حكم الاقدارِ
ويكتب الله في ألواح قدرته
نصراً عزيزاً بإذن الخالق الباري
وسوم: العدد 718