أُنظرْ لهذي البيدِ كمْ تتشعَّبُ = ترْعى حُشاشتَها سُعادُ وزيْنبُ
أمّا الفؤادُ المُستهام فإنَّما = رفع النِّصالَ لهُ الرُّماةُ وَصوّبوا
وله دليلُ الليل ِ يَنفُضُ سدْله = فوْق النَّجوم وضوْؤَها يتهيَّب
ومنَ الشُّموس البيض في غلوائها = ظللٌ على آثر الجوى تتسَكبُ
فمضى لحينٍ يجْتلي بجوارِها = ما لمْ يرَ الرُّكبانُ أوْ يترَقَّبوا
يرى الجلالَ يَطول الطلّ مبْتهجاً = ورَوْنقه عبْرَ السَّنا يتطيَّبُ
ظلل ٌ تكفلت ِالمباهجَ والرّؤى = وأريجُها سُفنَ الغواية يركبُ
وزادها ألقُ المَعأيش فتنةً = فلها السّناءُ مُحاوِرٌ ومُخاطَبُ
لمّا أتاها ما يَنِمّ عن الجوى = طفقتْ بأقداح وظلت تشرَبُ
وإذا عناها ما يَؤول منَ النوى = عزفت بأوْتار وراحتْ تطربُ
ولقدْ تدبَّرتِ المَواجع في الخفا = ء كما تخفتْ في الجُحور العَنكبُ
هيَ منْ طوى متنَ الرّبوع إلى الجبا = ل وهيَ مَن جَعل الجَحافلَ تهْرُبُ
وهي التي بترتْ بحدّ سنائها = وهَنَ النُّهى، فهْي الخصيمُ المذنبُ
يامنْ تعللَ بالسّراب يَلمّه = إنّ السّقاية في الغمَام لأعْذبُ
كمْ غيْمةٍ تسْري على فلك الدّجى= ولكمْ تظلُّ فيوؤها تتسرّبُ
فتمْلأ الأرْجاءَ منْ ألق السُّرو = ر ومنْ رُواءٍ بالسّنا يتخضّبُ
وتشدّني ظللُ السَّآم لفيْئها = فأرى بها ظللَ المواجد تنضُبُ
أمشي على الحَصاة ثمَّ أدكها = برواحلي لكنّها تترَسّب
أمّا الرّواحلُ في الزُّحام تعثرتْ = ومضى بها حبْلُ المناحَة يسْحَبُ
أفبَعْدَ هاتيك البداهة تصطفى = ظللَ الغمام وهْيَ نارٌ تلهَبُ؟
ظللٌ، وما أدْراك ما ظللُ الغما = م، بفهْمها عقلُ البداهة يتعبُ
قلبي هُنا، يحْظى بطيب هوائها = وَريعُها، خط َّ الدّوائر يَعْقبُ