أورادُ الذّكرياتِ لِنايِ الخريفِ
مِنْ شُعَراءِ الشّامِ
من مواليدِ قريةِ (دير الجمّال) في محافظةِ حلبَ ،
يحملُ الإجازةَ في اللغةِ العربيّةِ وآدابِها ، مُعِدٌّ ومقدّمُ برامجَ في قناة البوادي (البابطين الثقافية ):
برنامجٌ نقديّ ( بين السّطورِ ) وبرنامجُ ( عوائلُ أدبيّةٌ ).
عضوٌ مؤسِّسٌ في جماعةِ (شَذرات) الأدبيَّةِ.
شارك في مسابقةِ (أمير الشّعراءِ) في موسمِها السّابعِ .
لهُ ديوانانِ مطبوعانِ ( لمنْ المَدارُ ؟ ) ( وطنٌ يتيمٌ في حِضنِ أختِهِ ).
وديوانٌ ثالثٌ قيدُ الطّباعةِ.
مجهـولةٌ صُـورتــي ، والرّيــحُ تُغوينــي
كــأنّمــا غُــربـــــةُ الألــــوانِ تَكـويــنــي
شــفّــتْ يــدُ الـغيـمِ دفـئــاً مِنْ أمومتِها
تحنــو على هيكلِ الـذِّكرى فتَهــدينـــي
تكــادُ أغــصــانُــهــا في الـظِّلِّ تُنجبــني
لولا ابتـهــالاتُهــا في الـشَّمسِ تُخفينــي
مــا زالَ في قـلـبِـهــــا أرضٌ تَـبَلَّلُ بـــي
عـنْ كلِّ شَـهقـــةِ دمـــعٍ حيــثُ ترميني
تـغـضُّ أســـرارَهـــا عـمــا يشــي عَبَثــاً
عــنْ عــابــرٍ كـنتُــهُ يومــاً ، وتطوينــي
أمضــي .. وحــرفيَ مُصْفَـرٌّ .. تحاصــرُهُ
بـيــنَ الـفصـولِ انطفـاءاتٌ تُـعـــرّينــي
أبحـرتُ والـعمــرُ طفلينِ ..الـمَدى دمُنـــا
لـي مِـنــهُ أشــرعــةٌ تُطـوَى وتــذرونــي
أنا الخـريـفُ ..اشـتـعـالُ الرّيحِ يقطِفــني
تـلّاً مِـنَ الـمِـلــحِ يـا أنــهــارُ .. آويــنــي
تـقـمّصَ الخوفُ صَمتي والجِهاتُ صـدًى
وجـهــاً فوجهـاً إلى مـنــفــايَ تُـهديني
أهْـذِي وألـثُمُ مِــنْ مِـحــرابِ غُــربـتِــهـا
آيَ الـضَّــبــابِ ، وأســـراري قـرابـيـنـــي
مــا شــاءَ لــي حُلـمُهــا ألـفـيتُهــا وتـــراً
بُـحَّـــتْ مـواجيـــدُهُ شـــوقــاً تغـنّيــني
لـم تـكـتـمـلْ لــوحــتـي والأفْقُ في قلقٍ
تـعـثَّــرَتْ روحُـــــهُ بـي وهـــيَ تُملـينـي
في عَـتْبـةِ النّاي رجــعٌ حِيكَ مِنْ وَجعي
كالشِّعـــرِ يَخفــقُ بالـرّؤيــا ويرفـــونـــي
مِنْ غيهــبٍ أزهــرَتْ حــولــي حكايتُهـــا
عِـطــراً تــمــدّدَ بحـثــاً عـــنْ عناوينـــي
مَنْ أنـــتِ ؟ مِن ظمئي ماءٌ ؟ومن سَـفَري
خطــوٌ على كَــتِــفِ الـيَنبــوعِ يُلــقينـي؟
أمٌّ عـلــى شــفـــةِ الــنِّسيـــانِ تكبُرُ بـي؟!
فاتـلـي ضِفــافِ غِـيـابــاتي استعيدينــي
لا تقرئــي ســيــرةَ الـصَّحراءِ ، واشتعِلي
نخــلاً جَنيّــاً بــصَــدرِ الـرُّوحِ يحــدونـي
مِنْ خُضرةِ الكافِ أهوي في احتراقِ دمي
أستعتــقُ الحُلــمَ ، حتى صُفــرةِ الـــنُّـونِ
مجهـولـــةٌ صُـورتــي ..كـونــي لأُشبهَني
مـرآةَ روحـــيَ .. إنّـــي ضِـــقتُ بالطِّـيـنِ
وسوم: العدد 720