من وحي سراب الصحراء
الغويفات (الحدود السعودية/الإماراتية)، 29.9.2014
(1) قال تعالى: "وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت؛ 29).
(2) الرُّضاب: رَغْوَةُ الْعَسَلِ.
سَرابٌ كُلُّ أَحْلامي سَرابُ = مَضى مِنْ دونِ أَحْبابي الشَّبابُ
حَياتي غُرْبَةٌ قَدْ تِهْتُ فيها = وَيَنْعَبُ فَوْقَ آمالي الْغُرابُ
وَتَجْتَمِعُ الْهُمومُ عَلى فُؤادي = وَلِلْأَفْراحِ ما اكْتَمَلَ النِّصابُ
وَإِنْ أَفْرَحْ دَفَعْتُ الْهَمَّ ضِعْفًا = كَأَنَّ الْحُزْنَ لِلْفَرَحِ الْعِقابُ
وَلَسْتُ مُعاتِبًا حَظّي بِيَوْمٍ = وَهَلْ يُجْدي مَعَ الْحَظِّ الْعِتابُ؟!
عَلى ظَهْري هُمومٌ مِثْلَ مِلْحٍ = عَلى صَدْري، كَما الصَّخْرِ، اكْتِئابُ
وَما الدُّنْيا سِوى لَعِبٍ وَلَهْوٍ = لِمَنْ جَهِلوا كَما قالَ الْكِتابُ
وَلَوْ لِلْحُرِّ هذي الْأَرْضُ دارٌ = لَحُزْتُ قُصورَها فَأَنا الْمُهابُ
وَما يَوْمًا تَهَيَّبْتُ الْمَنايا = وَمَنْ بِاللهِ يُؤْمِنُ لا يَهابُ
وَلكِنّي زَهِدْتُ بِها، وَأَنّى = يَسيلُ عَلى الَّذي يَفْنى اللُّعابُ؟!
وَأَطْمَحُ لِلنَّعيمِ بِخَيْرِ دارٍ = وَأَنْهارٍ بِها سالَ الرُّضابُ
وَرِثْتُ الْمَجْدَ عَنْ أَهْلٍ كِرامٍ = وَغَيْرَ السَّيْفِ ما حازَ الْقِرابُ
أَبي قَدْ كانَ ذا خُلُقٍ رَفيعٍ = يُحَلِّقُ في سَما الْمَجْدِ الْعُقابُ
سِوى الْإِسْرافِ في بَذْلٍ وَجودٍ = لَعَمْرُكَ ما بِهِ شَيْءٌ يُعابُ
وَيُكْرِمُ مَنْ أَساءَ إِلَيْهِ جَهْلًا = وَسَلْ عَنْهُ إِذا فيكَ ارْتِيابُ
وَلا يُنْبيكَ عَنْ مَرْءٍ كَجارٍ = وَعَنْ خُلُقِ الْفَتى يُنْبي الصِّحابُ