في شهر رمضان ـ من عام 2016
الشعر يعرض والتاريخ يعتذر = مما له تصعق الأجيال والعصر
والحبر يهراق والأقلام صاخبة = من هول ما دونه الأهوال تنفطر
حتى الأساطين في شعر وفي أدب = أقلامهم في بلاد الشام تنكسر
وليس آلة تصوير تحيط بها = فالخطب أعظم من أن يرنو له بصر
آه وفي (الرستن) المنكوب عائلة = إسأل إذا شئت من كانوا ومن حضروا
أم وحبيبتها والبيت يجمعهم = والفطر حان ولكن هل ترى فطروا
اسمع تفاصيل مأساة يذوب لها = صم الصخور وقلب القرن ينشطر
غدت إلى السوق كي تقضي حوائجهم = والخطب يحدق والأهوال والخطر
آه ويا لهف قلبي عندما رجعت = وليس للبيت جدران ولا أثر
تحول البيت أنقاضاً وأتربةً = والصبية البرءُ في أكوامها غمروا
ناحت وصاحت وما يغني النواح على = زهرٍ يفوح ومسكٍ ضاع ينتشر
بل دس في الترب والأحجار تغمره = آه على الزهر بين الرمل يندثر
وفي (المعرة) خرّت ثم صاعقة = يذوب كالملح لما يسمع الحجرُ
أب يداعب قبل الفطر صبيته = وأم أطفاله بالبيت تنتشر
تعد ما طاب للإفطار من رطب = ومن عصائر ازدانت بها السفر
إذا الصواريخ تهوي كي تفطرهم = ناراً تشبُّ وراح البيت يستعر
ولا تسل ما جنى بوتين مجزرة = قورية الدير والفسفور ينهمر
تحول السوق أشلاء مقطعةً = وكان يختال مزداناً ويزدهر
بضائع جلبت من كل ناحية = والبيع يمتد أحياناً وينحسر
والناس ثم كموج البحر من صخب = وفي هدوء مخيف شابه الحذر
دهاهما الخطب بل طارت شرارته = إلى السماء وكالبركان ينفجر