قصيدة أعدمت صاحبها
القصيدة التي أَعدم حافظ الاسد بسببها الشاعر السوري *حسن الخيّر* (علوي من القرداحة) بعد قطع لسانه في سجن طرطوس.
مـاذا أقـول وقـول الـحق يعقبه
جـلد الـسياط وسـجن مظلم رطب
وان كـذبت فـان الـكذب يسحقني
مـعاذ ربـي ان يـعزى لي الكذب
وان سـكت فـان الـصمت ناقصة
إن كان بالصمت نور الحق يحتجب
لـكنني ومـصير الـشعب يدفعني
سأنطق الحق ان شاؤوا وان غضبوا
عـصابتان هـما: احـداهما حكمت
بـاسم الـعروبة لا بعث ولا عرب
وآخـرون لـباس الـدين قد لبسوا
و الـدين حـرم ما قالوا وما ارتكبوا
عـصابتان أيـا شـعبي فكن حذراً
جـميعهم من معين السوء قد شربوا
أيـقبل الـبعث ان تـثري زعـانفه
بـاسم الـنضال ثـراء ما له سبب
مـن أيـن جـاؤوا بـه حقا وجلّهم
مــا زانـهم أبـدا عـلم ولا أدب
ولا تـشـقق كـف فـوق مـعوله
فـي الحقل يوما ولا اضناهم التعب
ولا تـجـلى عـلى ايـدهم هـدف
ولا تـحـررت الـجولان والـنقب
هـل الـسماء بكت من فوقهم فرحا”
فـراح يـهطل مـنها المال والذهب
لا تـكـذبوا إنـهـا امـوال امـتنا
ومـن غـذاء بـنيها كـل ما سلبوا
كـم قـد سـمعنا بـهيئات تحاسبهم
لـتسترد إلـى الـجمهور مـا نهبوا
فـما رأيـنا سـوى قـول بلا عمل
كـم فـي تصرفهم من عجبة العجب
عـلا بـرتبته ( لـص ) ورتـبته
من سوئه انخفضت ولتخجل الرتب
انـي لأخـجل ان أحـصي معائبهم
أنّـى ذهـبت تجلى العيب والعطب
قـالوا: الـنقابات قـلنا: انـها كذب
كـم لـعبة بمصير الشعب قد لعبوا
اخـتاروا لـكل قطاع لاعباً حذقاً
ونـصبوه نـقيباً بـئس من نصبوا
ومـجلس الشعب كل الشعب يعرفه
ويعرف الناس هل جاؤوا أم انتخبوا
قـالوا: وجـبهتنا ؟ قلنا: لقد صدقوا
يـوم الـبيان بـما قـالوا وما كتبوا
اذ قــال قـائـلهم: انّـا سـماسرة
نـمشي كما يقتضيه العرض والطلب
لـم يـصدقوا بـحديث غـيره ابدا
ومـا عـداه لـعمري كـله كـذب
سـيـعلمون جـمـيعا أي مـنقلب
يـوم الـحساب ومـا فيه هم انقلبوا
قـالوا حماه عماها الحقد فاضطربت
يـا لـلعجب عرين البعث يضطرب
لـو يـذكرون حماة الامس ما فعلت
بـالـظالمين وبـالاقطاع لانـتحبوا
كـانت وكـان بنوها خير من رفعوا
لـلـبعث رايـاتـه خـفاقة تـجب
لـما رأوكـم نـكبتم عـن مبادئكم
فـإنـهم شـرفا”عن حـبكم نـكبوا
الـم تكن حلب الشهباء ساحتهم.. ؟
ألـم تـدكي كـيان الـفرد يا حلب
الـم تثوري بوجه الانفصال ؟ وهل
أغـضى عـلى عاره ابناؤك النجب
والـلاذقية مـهد البعث ما فعلت..؟
حـتى اثـير عـلى ساحاتها الشغب
مـباحث السوء شاؤوا ان تشب بها
نـار الـخلاف وقـد أغراهم اللهب
قـالت لـهم وجـراح الحزن تؤلمها
لا تـحلموا بـخلاف كـلنا عـرب
أل الـفقيد عـزاء أن مـحنتكم من
مـحنة الشعب لا تجدي بها الخطب
لـئن نـكبتم بـحر صـادق فـطن
فـحسبكم ان كـل الـناس قد نكبوا
يـرضـى فـقيدكم دربـا يـوحدنا
ولـيس يـرضى إذا تاهت بنا شعب
سـيسقط الـغيث فـي ارضي وقد
ظـمئت ويـنجلي الـليل والسحب
وسوم: العدد 725