أوَّاهُ مِمَّا فينَا
يَا كَاشِف َ الضُرِّ إنَّ الضَّيمَ يُدمِينَا
بتْنَا شتَاتَاً وَلاَ أصْقَاعَ تَأوينَا
تَعْدُو الذِّئَابُ عَلَيْنَا في مَرَابِعِنَا
قَدْ زَادَنَا الجُبْنُ إضْعَافَاً وَتَوهِينَا
كنَّا نكِرُّ عَلَى الأَعْدَاءِ نَرْدَعُهُمْ
واليَوم نَطْمَحُ أنْ نَبْقَى مُوَالينَا
كُنَّا الحُمَاةَ وَأرْضَ العِزِّ نَحْرِسُهَا
إذَا اسْتَغَاثَت وَنَادَتْ بِالمُحَامِينَا
كَانَتْ مَرَابِعُنَا الدُّنْيَا بِأَكْمَلِهَا
وَالنَّصْرُ وَالعَدْلُ في الأَقْطَارِ مَاشِينَا
يَا وَصْمَةَ العَارِ في فُقْدَانِ عِزَّتِنَا
شَتَّانَ مَا بَيْنَ بَادِينَا وَمَاضِينَا
وَاليَومَ صِرْنَا كَرَمْثٍ غَاصَ في لُجَجٍ
حَتّى غَدَوْنَا بِلاَ مَرسى وَلاَ مِينَا
ضَاقَتْ بِنَا الأرضُ رغْمَاً مِنْ تَضَاؤلِنَا
قَدْ سَاهَمَتْ في تَلاَشينَا أيَادينَا
حُكَّامُنَا كَالسُّكَارى في تَخَاذُلِهم
فَاقُوا الحَرَابي أضاليلاً وَتَلْوينَا
بَاعُوا الشُّعُوبَ وَلاَ أخْلاَقَ تَرْدَعُهم
وَالغَدْرُ يَغْرِزُ في الأَوْطَانِ سكّينَا
حَاكُوا الدَّسَائِسَ وَالتَّفْريقُ مَنْهَجُهُمْ
حَتَّى ابْتُلينَا وَقَدْ دُكَّتْ نَوَاحِينَا
شَعْبٌ يَمُوتُ مِنْ الجُوع الشَّديدِ وَهُمْ
أعْطُوا الجَوَاهِرَ إكْرَامَاً لِرُوزِينَا
قَوْمٌ لِئَامٌ إِلَى إِبْليسَ نِسْبَتهُمْ
سُحْقَاٌ فَلَمْ يَحْفَظُوا عَهْدَاً وَلاَ دِينَا
لِمَ السَّلاَحُ أَيَا عرْبَانُ ذِلَّتِنَا
حَتْمَاً تُجِيبُونَ مَنْ يَحْمي فِلسْطينَا؟
لاَ يَا لِيُوثَاً فَإِنَّ السِّرَ مُفْتَضَحٌ
فَمَا السِّلاَح أَتَى إلاَّ ليُبْكينَا!!!!
مَاتَ الضَّميرُ وَنَصْلُ الغَدْرِ مَزَّقَنَا
هَيْهَاتَ لَوْ تَعْرِفُ الدَّمْعَاتُ مَا فينَا
هَذي قَصِيدِي وَلِلحُكَامِ أُرْسِلُهَا
لِلّهِ أَتْلُو دعَائِي أنْ يُعَافِينَا
يَا رَبّ خُذْهُمْ أرِحْنَا منْ شُرُورِهمُ
أنْصِفْ عِبَادَكَ ، يا أللهُ آمينَا
وسوم: العدد 726