كوني الحقيقة
لوّحْتِ لي بغمامةِ العيد الصغيرة
ومنحتِني من مقلتيكِ قَصِيدةً
وصرختِ بي:
"العُمرُ أغنية قصيرةْ
فاصبِرْ..."
وهل للصبر أن يُرخي على الشوك حصيرةْ
قلتِ: "حياتك وَردةٌ
والشوكُ فيها ليس إلا ومضة للزائرين
يُعليه كي يحمي مَصيرَهْ..."
لا تعذلي يا حلوتي
فالعمر عندي نجمتان
لهما مع الأفراح والأحزان موعدان
العمر عندي رحلة
قبيلة عاشت على شدّ الرحالْ
بين الفيافي والتلالْ
بحثاً عن العيش الزلال الحلو في جفن الأمانْ
* * *
وقلتِ لي : "سنلتقي..."
زرعتِ لي في أضلعي
بين الأماني برعماً
وموعداً
وَهْماً, تلاشى كالدخانْ
* * *
كان الزمان ظالماً
وقاسياًُ علينا
طوينا العمر أحزاناً
مضينا
قهل نعود للأفراحِ...؟
وتعود إلينا...؟
ضحكة الأمل القديم على شفاه الجرحِ
هل تبقى لدينا...؟
تحمل العيد المخضب بالضجيج وبالسكينة
* * *
أصبحتُ يا صغيرتي محاطاً بالوعود القاحلة
والعمر يمضي
والمسير كقافلة
تاهت على مشارف الصحراء, تبغي
في الفيافي ناهِلَةْ
كوني المنارة, وانهضي من خاطري
نُقصي عن الأيام وهمَ الساحرِ
كوني الحقيقةَ واليقينَ
فقد مضتْ أيام عمري
وانمحت من خاطري
أحلام عمري الماطر
.............................
حلب 1975
من مجموعة: قصة الملف رقم 1
وسوم: العدد 726