ليل الجاهلية، و قد كان و لايزال ممتدا بامتداد الجاهلية التي لما تزل تعارك من أجل بقائها، و قد آذنها الإسلام بصبح واعد من أجل مستقبل أفضل.
و ليل الإسراء و المعراج حيث الرحمة المزجاة من قلب الجزيرة الإسلامية(مكة) إلى المسجد الأقصى في ( القدس) الشريف و منها إلى حيث"دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى" إلى حيث "أوحى إلى عبده ما أوحى" حيث البشرى بصبح هداية ربانية تمزق فيه سدف الظام، و بالنصر المبين، على الظلام و أتباعه و الملتاثين فيه من أبالسة الجان، و طغاة البشر من بني الإنسان.
ذمار :3\1\ 1995المصادف30 شعبان1415ه
الليلُ ساجٍ والزمان طَوِيلُ= تمضي قوافِلُهُ وبعدُ يطولُ
ولهُ على دربِ الحياةِ مَنَائِرٌ= ومعالِمٌ ومَظاهِرٌ وطُلولُ
وبِهِ أَنامٌ خَيِّرُون...ودونَهُمْ= لِصٌ، وآخَرُ سيءٌ، وجَهُولُ
وحِجازُ بينِهُمُ مَخَاضُ فضيلةٍ= يروي روايةَ خَوْضِهِ قابيلُ
أُمَمٌ، جماعاتٌ، شعوبٌ،سَمِّها= ما شِئْتَ، فهي القاتِلُ المقْتولُ
تاهَتْ عنِ الدربِ القويمِ، وأَسْرَفَتْ= في القصد، حتّى سادها المرذولُ1
وطغى الهوى، واحْر نْجَمَتْ مِحَنٌ ولم= تَفِدِ الدعاوى، أو يَفِيدَ القيلُ
حارَتْ وما الربانُ فيها بالذي= يَدْرِي وما مسؤولَها المسؤولُ
والكُلُّ في شُغُلٍ وقد عَدِمَ الرؤى=وَتَمَلَّكَتْهُ حَيْرَةٌ وذهولُ
وغدا بِبَيْنِ البيْنِ في مُسْتَنقعٍ= يَرْدى وقد خارتْ قِوى وعقولُ
واستحكمت في العالمين..مَصَائِرٌ= سُوْدٌ وأَظْلَمَ صُبْحُها المأمولُ
* * *=* * *
يا ليلَ مَكَّةَ كَمْ تَطُولُ وهذِهِ= الأوثان كم يبقى لها تَبْجيلُ
ولِكَمْ يُعَمَّرُ ظالِمٌ أو غاشِمٌ= أو جاهِلٌ أو مُفْسِدٌ ضِلِّيلُ
ولِكَمْ يُباهي في الشقاوَةِ سَيِّدٌ= وشقاؤهُ بِصغارِهِ مَجْبُولُ
* * *=* * *
ويَجيءُ صَوْتٌ ليسَ يدري كُنْهَهُ= أنْ يا محمَّدُ إنني جِبْريلُ
أنَتَ الرسُولُ فَقُمْ تَشَمَّرْ لِلهدى= ما عادَ يُجدي الغارُ والتأميلُ
هذا هو القرآنُ أَحْمِلُهُ إِلَيْ= كَ رسالةً مِنْ قادِرً تنزيل
فيهِ على طُولِ الزمانِ معالِمٌ= للسَّالكين وعَصمةٌ ودليلُ
* * *=* * *
ومضى النَبيُّ يَزِفُّ بُشرى دَعْوَةٍ= رِبِيَّةٌ فيها التُّقى المأمُولُ
يَجْلو عنِ القلبِ البئيسِ صدا الهوى= ويَزِيحُ عَنْهُ الهَمَّ وهو كَليلُ
وَيُبَشِّرُ الدنيا بصُبحِ هدايةٍ= فيهِ انتصارٌ للهُدى وقَبُولُ
حتّى إذا ما كان ليل كرامةً= والمصطفى بهداهُمُ مَشْغُولُ
إذ بالحبيبِ يَدُقُّ حَلْقَةَ بابِهِ= قُمْ آذنَتْ قُربى وآنَ وُصُولُ
هذا البراقُ إليكَ ..فهو مَطِيَّةٌ= تُزجى ومَرْكَبُ عِزَّةٍ وذَلُولُ
لِلمسْجِدِ الأقصى فإنَّكَ ضَيْفُهُ= للقبلةِ الأولى دَعَاك خليلُ
للقدسِ قُدْسِ المُؤمِنين لِصَخْرَةٍ= تَرْقى رُقِيَّاً ما رَقَاهُ رَسُولُ
* * *=* * *
يمضى الزمانُ وبعدُ مِنْ مَسْرَى= النبيِّ يهيجُ تذكارٌ ويُزهى قِيلُ
والمسلمونَ الغُرُّ في ساحاتِهِ=أبداً سيوفٌ للهُدى ونُصولُ
وَصَلُوا الزمانَ مَعَ الزمانِ فلا يُرى= فَتْقٌ إذا احْتَدَمَتْ وغالَ الغولُ
إلَّا وأرواحٌ إليهِ سُرَّعٌ= تسعى وهَمْزَهُ وَصْلِها التهلِيلُ
سَلْ يَومَ حِطينٍ إذ احْتَدَمَ الوغى= وتَزَاحمَتْ في المعمعانِ خُيولُ
وزَهتْ فِرَنْجَةُ بالعديدِ وأَقْبَلتْ= تسعى وغايةُ همِّها التقتيلٌ
يُنْبِئْكَ ذاكَ اليومُ عن آسادَها=وصلاحُها هو سيفُها المسْلولُ
قُصَّتْ رِقابُ المعْتَدِينَ وأَوصِدَتْ= ثُغْرُ العداءِ وأخْرِسَ التَضْلِيلُ
وأصاختِ الدنيا لصوتِ مجاهدٍ= بَطَلٍ لَهُ فِعْلٌ بها مَقْبولُ
عَلَمٌ على دَرْبِ الحياةِ مناضِلٌ= فيما يقول مُعلِّمٌ مسْؤولُ
يَغْشَى الحياةَ يَرُومُ إصلاحاً لها= لم يَثْنِهِ التضليلُ والتَجْهِيلُ
قد خَدَّ في الصَّخْرِ الأصَمِّ مَسِيرَهُ= فهو الزكاءُ الخِصْبُ والقِنْدِيلُ
هُوَ زَرْعُ رحْمانٍ أبَرَّ بِهِ التُقى= فنما وزادَ نَمَاءَهُ التأصِيلُ
فِعْلٌ مِنَ الخيراتِ يَعْبَقُ ظِلُّهٌ= بالمكرماتِ خصاصُهُ مَبْذولُ
فإذا قضى جِيلٌ وآذنَ عَهْدُهُ= بالإنصرامِ أَجَدَّ بَعْدَهُ جِيلُ
كالغيثِ ما ينفكُّ يأذنُ بالحيا= ولهُ العطاءُ المُبْدِعُ المأمُولُ
هو سيف إسلام إذا استلَّ الهدى= دَاْنَتْ لَهُ أسدٌ بها وفحولُ
وإذا تَلَمَّعَ ذاتَ لَيْلٍ في دُجى= فَرَّ الظلامُ العَتْمُ وهو خَذُولُ
قدرٌ يُلَوِحُ بالفخارِ مُؤذِناً= ولهُ الفخارُ المَحْضُ والتأثيلُ
قد صاغَ مَلْحمةَ الكفاحِ ولم يَنِ= ما داهَمَتْهُ أَعبُدٌ وقُيولُ
جَعَلَ الصلاحَ سفينَه ومضى إلى= رضوانِهِ ولِذاكَ فهو عَجولُ
الصُّبحُ موعِدُهُ لِيومِ كَرِيهَةٍ= خيطُ الجهادِ بضوئِهِ مَوصولُ
هُوَ مِنْ شُعاعِ الشمسِ يَفْتُلُ هدبَهُ= والزَّيتُ من زيتونِهِ مَعْمولُ
فإذا أضاءَ أضاءَ مِنْ هدْي التُقى= وإذا استوى فمعارِجٌ وأُصُولُ
هو مُسْلِمٌ مِنْ مَعْشرٍ قد أسلموا= للهِ،لم يَقْعُدْ بِهِم تَخْذيلُ
إخوانُهُ أنى تَلَفَّتَ مَعْشَرٌ= كَرُمُوا بحُسنى بِرُّها مَشْمولُ
لم تَثْنِهم غيرٌ،ولم تَقْعُدْ بهم= هِمَمٌ،ولم يَذْهَبْ بهم تَضْليلُ
بل هُم ذُؤاباتُ الحياةِ وعِزُّها= وشبابُها المأمولُ والمسؤولُ
كتبُوا على حَدَقِ الحياةِ عبارةً= تُفضي بمكنونِ الهوى وتقولُ:
ربي هو الأعلى،وقرآني هو ال= أسمى،وإسلامي هو المقبولُ
ومحمّدٌ هو قائدي ومعلِّمي= وهو الزَّعيمُ المُصطفى ورسولُ
وإذا تُمَسُّ عقيدتي ألفيتني= الليث يخشى غَضْبي والفيلُ
* * *=* * *
يا قُدْسُ يا مسْرى النبيِّ محمّدٍ= لك موعِدٌ مهما الزمانُ يَطولُ
صَبْراً وإنْ خَذَلَ الخَذُولُ وأدْلَجَتْ=غِيَرٌ وسادَ الواغلُ المرذَولُ
فالفجرُ يُشْرِقُ من ضميرِ مُجاهِدٍ= حُرٍّ أبي أن يُفْسِدَ الضليلُ
واللهُ يَنْصُرُ جُنْدَهُ وعَبِيدَهُ= وعبيدُ أمريكا لهم سِجِّيلُ