يا نزيل السجون خمسين عاما = أنزلتك الجنانَ رحمةُ الرحمنِ
كنت نور الإسلام يسري شعاعا = مستثارا من منبع القرآن
نحن أمة عادت هداها = وأصاخت لضلة الشيطان
تمقت الإسلام هديا سويا = وتروم الضلال وفق الأماني
استنامت لكل حاكم سوءٍ = واستجابت صوانعَ العدوان
وصفوا الإسلام شِرعة قتل = فاستذلت للوصف والبهتان
وعدت تقتل الأقارب قتلا = جائرا في ضراوة الذؤبان
فاستباح الأعداء طهر ثراها = وتشظى توحدُ الأوطان
وغدا القريب غريبا بدارٍ = لم تعد للإسلام دار أمان
وغدا المسلمون جمع أسارى = في بلاد الطغيان والسجان
أيها المهديُ اسما وفعلا = كنت آية الصبر والعنفوان
تدفع الظلم دفعا فدفعا = وتُبين الإسلام وضْحَ بيان
في فلسطين ذكرى جهاد = أنت سطرتها بالهندواني
تحفظ الأرض خطاك بحب = حين جئتها لذودة العدوان
ما ترددت في المجيء افتداء = وارتغابا في جنة الرضوان
سيرة سوف تبقى ضياء = تجتليها حتى نواظر العميان
وكذا الرجال الرجال ضياهم = خالد على كرور الزمان
في مياه النيل منك صفاء = يتنامى كلما غذ في الجريان
في ربوع الإسلام منك عبير = دائما ، أبدا ، عاطر الفوحان
فامضِ أيها الحبيب حبيبا = ونزيلا في جنة الرحمن