في الجابريّات أحبابي وخلاني= مَن ذا يُبَلّغهم شوقي وتحناني ؟
قد أشعل النّأيُ في الأحشاء نارَ جوًى= لا يُطفئ النّارَ إلا غيث أوطاني
غيثٌ أراهُ يُرَوّي ظامئاً ولهاً= شطّ المزارُ به يا ويحَ ظمآن
ما أنت يا غيثُ إلا غيثُ أفئدةٍ= يُروي الظّماءَ بوبلٍ منهُ هتّانِ
نحنُ الظّماءُ ودونَ الرّيّ وحشُ نوًى= متى القضاءُ على ذا الوحش والجاني؟
كم ذا فرَسْتَ أيا وحشَ النّوى عَصًباً= قد كان ينعشه أنفاسُ ولداني
قد كان ينعشه النّسرينُ ذا أَرَجٍ= والرّوحُ ساجدةٌ حمداً لمنّانِ
نسرينُ زهرةُ طُهرٍ في مرابعنا= نسرينُ ميلادُها تاجٌ لنيسانِ
نسرينُ أغنيةٌ يشدو الفؤادُ بها= نسرينُ تأسوكَ في سرٍّ وإعلانِ
وكيف أنسى الفِدا منها وتضحيةً= ما استبدلَت برياض الوُلْدِ مِن شانِ
يَجزيكِ ربُّكِ يا بنتي سنأً ورِضاً= يجزيك ربك إحساناً بإحسان
(مَن يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازيهُ= إنْ لم تُوَفَيْ ففي أخراكِ عينانِ
يرعاك ربّي وأحفاداً لنا نُجباً= " أنوارُ " شمسُهمُ تزهو بإيمانِ
وأنتَ يا عُمرٌ زينُ الشّباب ،غداً= ألقاكَ تاجاً علا من فوق بنياني
وأنت يا أَنَسٌ نارٌ على علمٍ= حدّث بلا حرَجٍ عن تاج شبّانِ
يرعاكمُ اللهُ يا من أنتمُ شُهبٌ= في ليل وحشتنا رجماً لشيطان
متى أعودُ إليكم يا أحِبتنا ؟=متى أعودُ إلى رَوْحٍ وريحانِ؟
متى جلوسيَ في أفياء منزلنا= فتسرَحَ الرّوحُ في أحلام وسنان ؟
متى أجوب ربوعاً راع ناظرَها= ذاكَ الجمالُ ، فجلّ المبدعُ الباني
يا مَن خلقتَ بهذا الحُسْنِ أربُعنا= طهّرْ بواطنَنا من رجس شيطانِ
وامْنُنْ علينا بجمع الشّملِ ، خالِقَنا= في ذي الرّبوع وبيتٍ شاقهُ العاني
" إسلامُنا " بقيود الهود مُرتَهَنٌ= فهل يعود إلى بيتي وأحضاني ؟
وهل تقرُّ بهِ عينٌ وأفئدةٌ= فيجملَ العيشُ في ذكرٍ وشُكرانِ ؟
* * *=* * *
يا لائمي في فراق الحِبَّ في بلدي=أما علمتَ بغرب الأرض شرياني؟!
لولا " المُحَمّدُ " في (ونْدْسُرْ) وديرتها= ما كنتَ شاهدتَ في الأسفار ركباني
لولا " الغُوَيدَةُ " والأحفادُ روضتُنا= لَما كتمتُ معَ الآهات أشجاني
يا ويحَ قلبيَ في حِلٍّ ومرْتَحَلٍ = ما بينَ حِبٍّ وحِبٍّ هامَ وجداني
لا تعذلوني فلو ذقتم كؤوسَ نوًى =لكان عندَكمُ أسرارُ تحناني
أنت الملاذُ أيا ربّي ويا صمَدي= فجُد لعبدك ما يرجوهُ من شانِ
أنت الرّحيمُ ،وما كربي بمُنكشفٍ= إلا بأمرك ، إنّي عبدُك الفاني
فامْنُنْ إلهي بحمع الشّمل في سَعَةٍ=من قبل أن يُلبسوني بيضَ أكفاني