الفأرُ ظريف

في إحدى الحاناتِ

وفي يومٍ من أيام الخريفْ.

سكر الفأرُ "ظريفْ"

وتناولَ حبَّةَ تكييفْ.

قامَ في الحاضرين -بأعلى صوته – خطيباً

قالَ عِباراتِهِ صَريَحةً وبلا تَلطيفْ.

"إني أرى رُؤُوساً قد أَينَعت وَحانَ قِطافُها"

فَأَنا حَجَّاجُ ثَقيفْ.

كُلُّكم على نِعالي، وَلا أُبالي

وضيعكم بَعدَ الشَريفْ والعقيدُ بعدَهُ العريف.

أَضَعتُم البِلادَ والعِبادْ

نَشَرتُم القوادةَ والفَسادْ

وقَبلَها أتقنتمُ السلبَ والنهبَ والتزييف.

وَقبلَ أَن يُكملَ خُطبَتَهُ

دَخَلَ الحانَةَ قطٌ

أَسوَدٌ سدَّ الفضاءَ بِطولِهِ

بنظّارَةٍ وِشارِبٍ مُخيفْ.

حينَ رآهُ ظَريف

قَطَعَ خُطبَتَهُ وقال بصوت مُرتَجِفٍ خَفيفْ:

الكلُّ ماعدا

حَبيبي ... " الحَنونُ رَئيفْ ".

تَبَّاً لك يا ساقي!

هَل أَسقيتَني خَمرةً يا هذا أَم نَخوةً؟

يأْ... قصدي حبة تَخريفْ.

وسوم: العدد 745