عتابٌ من قريب لبعض مَن خالطوا الإخوان عن قُرب في عمل أو في جوارٍ أو في متابعة لأنشطتهم في المجالات المختلفة .. نقابات .. مدارس .. مجالس .. جمعيات.. نوادي.. ثم إذا البعض منهم يتأثر أو يكاد بأكاذيب الإعلام الذي دَأَبَ بعد الانقلاب على تشويه صورتهم ، وساعده في ذلك أحكام قله من القضاة اختيرت عن قصد..ليجتمع على الإخوان وغيرهم بعد هذا الانقلاب :
" بطشُ الحكام ، و سُمُّ الإعلام ، و ظلم الأحكام "
و كنا نرجو ولازلنا أن يُنْكِرَ هذا الظلمَ مَن خالطوا لإخوان وعرفوهم طوال سنوات وعقود مضت فلم يجدوا منهم ما يُشاع عنهم الآن بل ربما وجدوا عكس ذلك تماماً
***
***
***
ياقوم هل سَّركم أن غاب إخوانُ= هل جاءكم بعدهم خيرٌ و عمرانُ
هل كان منهم لكم في بعض يومٍ مضى= أهلٌ .. و معرفةٌ .. صحبٌ و جيرانُ
وهل نسيتم لهم فضلاً و سابقةً= في الخير و البِرِّ و الإخلاص مُذ كانوا
أما ذكرتم لهم يوماًّ لِمَا صَنَعُوا= ما فيه محمدةٌ أو فيه عرفانُ ؟!!
وهل تعاملتم يوماً مع البعض= منهم فمسَّكموا ظُلم و عدوانُ !!
هل في النقابة إذ نالوا إدارتها= صانوا الأمانةَ للأعضاء أم خانوا
أم طوَّروا خدمة الأعضاء و اجتهدوا= ما كان في وُسعهم بذلٌ و إمكانُ
وهل سمعتم لهم عن بعض مدرسةٍ= و معهدٍ كم به علم و إيمانُ
تسابق الناسُ حتى مَن يُعارضُهم= لها ليَرشُدَ أشبالٌ و فتيانُ
على الأبوين إذ صدقا= أن يسلما الإبن كي يرعاه إخوانُ
أما ذكرتم لهم جمعيةً قُصِدَت= من الفقير بها برٌ و إحسانُ
و مجلس الشعب إن تسألْ مضابطه= فهل بها منهمو نصحٌ و تبيانُ
وهل بهم عند قول الحقِّ مَن جَهرُوا= بقوْلَة الحقِّ ما هابوا و ما لانوا
وهل نسيتم لهم ما كان من طفرةٍ= إذ مخزن القمحِ بالخيرات ملآنُ
و زارعوا القمح في يوم الحصاد أتَوْا= وزيرهم باسمٌ ؤ الكل فرحانُ
كم لجنةٍ عندهم للصلح قد عُقِدَت= فيرجع الودُّ إذ في العدل ميزانُ
وهل سيُنسى لهم تعمير مسجدنا= روضاتُ علم و تدريسٌ و قرآن
وكم بِصفِّ صلاةٍ كان إخوتكم= جنباً لجنبٍ و مرحمةٌ و بنيانُ
أكل ذلك في يوم انقلاب غدا= كأنَّه لم يكن .. يعرُوه نسيانُ
أم أن ما يَفتري الإعلام صدَّقتم= فكان من بعضكم جورٌ و خذلانُ
أما فطنتم إلى سُمٍّ يُذاع به= خبثٌ و تضليلٌ.. .. مكرٌ و بهتانُ
ألم يقولوا لكم قد زوجوا البنت= إن تبلغ التسعَ !! ما في الأمر نُكرانُ
ألم يقولوا لكم باعوا القنال كما= باعوا الثلاثة أهرام وقد خانوا
ألم يقولوا لكم قَتَلُوا برابعةٍ= أولادَهم تحت بطن الأرض ما بانوا
ألم يقولوا لكم عن سدِّ نهضتهم= قد ارتضَوْه و نهر النيل عطشانُ
ألم يقولوا لكم ما قاله مالكٌ= في الخمر عنهم و ليس هناك برهانُ
أبعد هذا إذا قالوا نصِّدقهم؟!= أما كفى منهمو زيغٌ و بهتانُ
هذا الهراءُ به الإخوان قد ظُلِمُوا= و الناس منهم بقول الإفك نشوانُ
يا قوم هل سرَّكم أن غاب إخوانُ= هل بعدهم قد صَفَتْ دورٌ و أوطانُ
وهل تحسن حال الناس بعدهمو= هل أُرخِصَتْ عندنا سلعٌ و أثمانُ
وهل تحسَّن حالُ الأمنِ في بلدي= هل زاد في الناس إخلاصٌ و إيمانُ
سيناءُ هل عندها أمنٌ وتنميةٌ= أم كلَّ يومٍ بها قتلٌ و نيرانُ
أين العريشُ و هل قد هُجِّرَتْ مُدُنٌ= مِن حولها كي يُعشِّشَ فيها غربانُ
والحق إن تجهرْ به هل أنت في مأمنٍ= أم في انتظارك بعد القيد سجّانُ
والنقد هل تستطيعُ اليوم تنطقُه= إلا بهمسٍ به تُخفيه جُدرانُ
ماذا جنى الناسُ من تأييد طاغيةٍ= أيُرتجى الربحُ مما فيه خسرانُ
أين الوعود بمليون وأفدنةٍ= و شقةٍ بعدُ لم يدخلها سُكَّانُ
أين الوعود مؤكدةً بعاصمةٍ= ليست تُنافسها مدنٌ و بُلدانُ
أين العلاج بأسياخٍ بها لحمٌ= فيها الشفاءُ و جُلُّ الناس جوعانُ
أم أن ذاكرةً للناس قد نَسيت= فالبعض منتبهٌ والبعض غفلانُ
أين القضاء وأين العدل هل ذهبا= فمنطقُ القاضي جَوْرٌ و إذعانُ
لم نَجْنِ منها سوى حفلاً لفندقهم= به الخواصُّ و بهرجةٌ و إعلانُ
ياربنا نجِّنا أنت الرجاء لنا= من انقلاب له مكرٌ و روغانُ
سلاحه كَذِبُ الإعلام و البطشُ= و حكمُ جَوْرٍ لبعض قُضاتنا خانوا
يا دعوةَ الحق إن الحقَّ منتصرٌ= مهما يحارِبه ظلمٌ و طغيانُ
يا رب هَئِّ لنا من أمرنا رشدا= أنت الوليُّ لنا بَرٌّ و منّانُ
ولِّ الأمورَ لنا أخيارَ أمَّتنا= و من له الشرع و الإخلاص عنوانُ
و احفظ لنا مصرَ بالأخلاق رائدةً= و شعبها كلهم أهلٌ و خِلَّانُ