وانصرعبادَك واخذل حزب مَن ظلموا أنت النّصيرُ وأنت المانح الرّتبا !
ليت القوافيَ تعطيني أعنّتها = كيما أحدّث عن دنيا الورى العجبا !
لكنّ حظّيَ منها حظُّ مَن قبضَتْ = منه اليمينُ على ماءٍ، فما قبضا !
لم يبقَ في كفّه إلاّ ندىً ضحِلٌ = والزّرعُ ينبتُ إذ غيثُ السّما انسكبا !
لكنّ ذاك النّدى يُبقي حُشاشة مَن = يرجو انفراجاً ويرجو نيل ما احتجبا !
بذا أتيتكمُ فلْتعذروا قلمي = إنْ لم يُوَفَّق إلى إيضاح ما وجبا !
* * *=* * *
ها قد خُلقنا وشيطان الهوى معنا = ويلَ الذي تبع الشّيطان واقتربا !
أمّا الّذي قهر الشّيطان مُتّبِعاً = هديَ الإلهِ فقد أعلى له الرُّتبا !
كلٌّ له حزبُه والحربُ قائمةٌ = بين الفريقين فاختر حزب مَن غَلبا !
ذاك الشّقيّ دعا للنّار مُتَّخذاً = من اللذائذ طُعماً غرّ مَن رغبا !
لذائذٌ فنيتْ أودتْ بعاشقها = ثمّ انثنى نادماً مِن بعد ما نُكِبا !
هيهاتَ ينفعُه ذاك القرينُ وقد = فات الأوانُ وجاء الحقُّ وانتصبا !
هلاّ سعيتَ بذي الدّنيا إلى رشَدٍ = يُنجيك يومَ ينادَى أينا غلبا ؟ !
هيّا استفق من سباتٍ قبل يومِ غدٍ = وانهض إلى طاعة الرّحمن مُحتسبا !
ولا يغُرّنْك شيطانُ الهوى أبداً = ولا يغرّنْك مُلْكٌ طال واغتصبا !
مهما جمعتَ من الدّنيا وزينتها = فلن يردَّنّ عنك الموت والعطبا !
وما الجوابُ بيومٍ أنت شاهدُهُ = أين القرينُ يردُّ النّارَ واللهبا ؟!
هذي جهنّمُ مأواكم فتحطمُكم = أنتم ومَن كان في الدّنيا لكم ذنبا !
وأنتَ يا مَن وريتَ القلبَ نارَغوىً= هلاّ ارعويتَ وتاب القلب واضطربا ؟
وأنت يا مَن مكرت السّوءَ مرتدياً = ثوب الصّلاح فها قد بان ما احتجبا !
فقد سقيتَ كرام النّاس كأسَ أذىً = من بعد ما منحوك الحبّ ملتهبا !
كمن بذلتَ له المعروف تُؤثرُهُ = على سواهُ فأبدى الكرهَ والغضبا !
وكم وكم في حياة النّاس من كدَرٍ = كاّنّهم خُلقوا للضّرِّ واعجبا !
سبحان ربّيَ كم في النّاس من بطِرٍ= لم يشكروا نعماً ،لم يحسنوا أدبا !
تاهوا على النّاس واستعلَوا كأنّهمُ = أربابُ نعمتهم ناسين مَن وهبا !
واللهُ أمهلهم حتّى إذا فرحوا = بذا النّعيم أتاهم كيدُ مَن رقَبا !
كيد الإله متينٌ لا مثيلَ له = فارقب إلهك واحذر كيده رهَبا !
يا سعدَ مَن عرفوا حقّ الإله ولم = يعدوا على النّاس بل قاموا بما وجبا!
وإن أُصيبوا بعسرٍ قال قائلٌهم = حمداً وصبراً فإن اليسر قد قربا !
* * *=* * *
كذا الحياةُ امتحانٌ مظهرٌ صُدًقاً = أو مظهرُالزّيف فيمَن يعتلي السُّحُبا !
أدعوك ،ربّيَ، رحمنَ الورى أبداً = أنا الضّعيف فكن لي خيرَ مَن حدبا !
فرّج إلهيَ كربي ولْتُعِدْ ولدي = حرّاً طليقاً فأنت الكاشفُ النّوَبا !
وفّقْ إلهيَ أولادي ومَن ولدوا = للصّالحات وكفَّ الشّرَّ والنّصبا !
وآتِهِمْ خيرَ ما آتيتَ مؤمننَا = دنيا وأخرى وحقّق خير ما رُغبا !
هذا دعائيَ فاغفر لي ومن سبقوا = من مسلمين وأهلٍ ذِكْرُهم عذُبا !