*** ***
*** ***
عَبَقَ الشَّذوُ فافترشتُ لذاتي = صهوةَ الأُنسِ بعدَ طولِ سباتِ
وتناءتْ أحناءُ قلبي عن الوَهْنِ .. = .. وجافتْ مساوئَ الحسراتِ
وتحاملْتُ ــ والخطوبُ جِسامٌ = فائراتٌ ــ على العزماتِ
وتجلَّت رغمَ الظلامِ ذُكاءٌ = لابصبحِ الآثامِ والزَّلاتِ
إنه النورُ من رفيفِ المثاني = والحديثُ الشريفُ في الهالاتِ
ونجاوى على مشارفِ فتحٍ = معَ آيِ الهدى عن الجنَّاتِ
هي أغلى البواحِ من بشرياتٍ = بينَ عينيَّ لُحْنَ في الظلماتِ
ماطوى الكربُ جذوةً من يقينٍ = في قلوبِ الكتائبِ اللاهباتِ
نفحاتُ القرآنِ بوحٌ لوحيٍ = فاحَ في الكائناتِ بالبيِّناتِ
ولياليه مقمراتٌ دوامًـا = نعمَ أُنسُ التُّقاةِ في المقمراتِ
للظِماءِ الأبرارِ منه فراتٌ = ملأتها الآناءُ للسَّرواتِ
هم فخارُ الزمانِ في حقبِ الظلمِ .. = .. تعالوا فوقَ اعتسافِ الطغاةِ
وَهُمُ الخيرةُ الأباةُ وقد أرغى .. = .. عدوُّ الإسلامِ دون أناةِ
فَتَوَلَّتْهُمُ العنايةُ تحمي = مُجتناهم من وطأةِ الآفاتِ
فلهيبُ الحقدِ الدفينِ سَيُطوَى = رغمَ مافي يَدَيْهِ من ويلاتِ
قلْ لكلِّ المستعذبين دِمانا = من بقايا فلولِ أهلِ الأذاةِ
لن تسودوا فأرضُنا ذاتُ إرثٍ = ليس يفنى مُحَمَّدِيِّ الشِّياتِ
كم فديناهُ إنَّ فيه سُمُوًّا= لايُدانى من كلِّ مبتغياتِ
كم تمنيتُ في كلَّ رجائي = أن تعودي يا أُمَّتي للنجاةِ
الربيعُ المخضلُ يُؤتَى بخيرٍ = لبنيكِ الأبرارِ حُلوَ الصِّلاتِ
مثلما كانَ في السنين الخوالي = يتهادى بالفتحِ والصَّافناتِ
عشتِ يا أُمَّتي بأفياءِ دينٍ = وبثوبٍ زها من المكرُماتِ
في حماكِ الشعوبُ تمرحُ تيها = وفخارًا بالحقِّ في الآياتِ
وتعالى علاكِ باللهِ حتى = صارَ صرحًـا من أبهجِ الرائعاتِ
وهفا مجدُك الوريفُ فألقى = من مآتيك أطيبَ الثمراتِ
وتمرُّ الرياحُ هوجًـا ويلوي = عصفُها من غصونِكِ الباسقاتِ
حينَ جانبْتِ بعضَ ما في المثاني = حيثُ كان القيادُ للشبهاتِ
ومشى الناسُ بالمزاميرِ لهوًا = فوجدنا القلوبَ مختلفاتِ
ماتَ في الناسِ حسُّهم وأُصيبوا = بالشَّقا من عدوِّهم والأذاةِ
كم أغارتْ عليك يا أمتي من = هبواتٍ وغُمَّةٍ و غُزاةِ
وتقاعستِ والخطوبُ جِسامٌ = فروابيكِ غيرُ ممتنعاتِ
وانثنى عزمُك الشَّديدُ أمامَ .. = .. المنكراتِ انفلَتْنَ والشهواتِ
وغزتْ أفكارُ الفرنجةِ أفكارَ .. = .. بنيك النيامِ كالأمواتِ
كنتِ ! ماكنتِ ؟ وانفرطَ العقدُ .. = .. على نهجِ غربةٍ وشتاتِ
وتراميْتِ والعواصفُ ثارتْ = بغبارِ الأوزارِ والتُّرَّهاتِ
ويكِ يا أُمتي : أفيقي أفيقي = فالرزايا تنداحُ بالقارعاتِ
واستردَّي خيريَّةً لك من ربِّ .. = .. البرايا أعطاكِها في الحياةِ
لم يزلْ وعدُه الأجلَّ نداءً = في مثاني آياتِه المحكماتِ
فأبو بكرٍ قد حباكِ بنبلٍ = وبروحٍ فيَّاضةٍ بالهباتِ
ردَّ كيدَ المنافقين وأفنى = خبثَ مرتدينَ في الجبهاتِ
الجواد السَّباقُ نالَ مكانا = لم ينلْهُ أكابرُ السَّرواتِ
وأخوه الفاروقُ ذو الشأنِ أعلى = راية العدلِ في رحيبِ الجهاتِ
أنكرَ الظلمَ والضَّلالَ وأرسى = منهجَ الخيرِ في دجى الغمراتِ
ولعثمانَ والمآثرُ تبقى = ماتوالى تتابُعُ السنواتِ
الشهيدُ المحمودُ في كلِّ شأنٍ = صِهرُ خيرِ الورى كريمُ الصفاتِ
وعليُّ المقدامُ عاشَ فأغنى = مالمجدِ الإسلامِ في الغدواتِ
وافتدى الدينَ والأمانةَ شهمًأ = وحماها بأكرمِ المهجاتِ
بابُ بحرِ العلومِ ، والعلمُ كنزٌ = ليس يرضى بالزيفِ والشبهاتِ
وصِحابٌ أعزَّةٌ وأُباةٌ = لهمُ الفوزُ والرضا في الحياة
واصطفاهم ربُّ البريَّةِ جندًا = لجهادٍ وليس للتُّرهاتِ
آهِ يا أُمَّتي فقدْتِ خطاهم = فتخبطتِ ويك بالعثراتِ
وتبعثرتِ كالغثاءِ بأرضٍ = بينَ هوجِ الشدائدِ المنكراتِ
لستُ أبكي على النعيمِ توارى = أو على الخيرِ ديفَ بالحسراتِ
إنَّما لوعتي على موتِ عـزٍّ = وظلالٍ جانَبْتِ منحسراتِ
وشموخٍ يأبى المذلةَ ولَّى = ومزايا قد بِتْنَ مندثراتِ
وفتوحٍ أرادها لكِ ربِّي = غامراتٍ للناسِ بالرحماتِ
فتقاعسْتِ وانثنى لكِ عومٌ = وتهافتْتِ فوقَ جمرِ الشكاةِ
ولمَن تشتكين ! والكلُّ حمقى = ماتوانوا في مكرِهم والأذاةِ
رافقتْ قلبَك المدمَّى البلايا = صنعوها للفتكِ والصَّفعاتِ
قانظري وجهَك الكئيبَ توارى = عنه نورُ القرآنِ والصلواتِ
والمسي الجرحَ نازفًـا بدماءٍ = فائراتٍ على جميعِ الجهاتِ
أتنامين والنوازلُ شتَّى = وأسى النازحين في الهبواتِ
ليس واللهِ من إقامةِ عـزٍّ = لكِ يا أُمَّتي بلا آياتِ
شرعةُ اللهِ قوَّةٌ وثباتٌ = إن أردتِ العلا ءَ والمكرماتِ
فخذيها إذا أردْتِ قناةً = كي تردِّي ما للعدا من قناةِ
وأعدِّي لهم ، ولكنْ حذاري = من شيوعِ الفسادِ والموبقاتِ
إنَّما تُنصرين بالعملِ الصالحِ .. = .. والتقوى ذاكَ نهجُ النجاةِ
بدعاءٍ للهِ في هدأةِ الليلِ .. = .. به حتفُ ظالمٍ وجناةِ
إنَّه اللهُ ربُّنا فتعالي = واستظلي بجنَّةِ البيِّناتِ
رغمَ سيلِ الأوجاعِ في قلبيَ الدَّامي .. = .. وفيضِ الشجونِ في آهاتي
واكتوائي بنارِ كلِّ مصابٍ = وسكونِ الأحزانِ في نظراتي
تتلوَّى فجائعي صارخاتٍ = مثقلاتٍ من وقدِ لفحِ الشتاتِ
أيُّ أرضٍ فيها أذانٌ و ذِكرٌ = قد تعالى للمسلمين الهُداةِ
سلمتْ من أذى العدوِّ ومن ظلمِ .. = .. زنيمٍِ يعيشُ في الغفلاتِ !
رغمَ كلِّ الأرزاءِ تأكل قلبي = وبقايا الأفراحِ في بسماتي
لا أرى في الغدِ القريبِ سوى الفتحِ .. = .. كإشراقةِ الصباحِ الآتي
إنَّه الوعدُ من نبيٍّ كريمٍ = فاستعدِّي يا أُمَّـةَ الجُمُعَاتِ
واكسري النايَ والربابةَ واصغي = لصحيحِ الحديثِ عندَ الرواةِ
لن يمرَّ الطغيانُ دونَ عقابٍ = لسراياهُ من يدِ الثاراتِ
فَهُدَى الشرعةِ الأثيرةِ باقٍ = رغمَ موجِ المخاطرِ المفزعاتِ
بشبابِ الإسلامِ ، بالأملِ العَذْبِ .. = .. بروحِ الفداءِ ، بالصلواتِ
بثباتِ اليقينِ باللهِ ربًّـا = قاهرًا قادرًا لمحقِ الغزاةِ
أُمَّتي دينُها أعزُّ وأبقى = من فحيحِ الضلالِ والفلسفاتِ
سقطتْ كلُّها بنارِ عماها = ويلها قد خلتْ من الحسناتِ
إنَّ نورَ القرآنِ فيه انعتاقٌ = عن مدارِ الضياعِ والشبهاتِ
لم تمتْ أُمَّتي فقد أخرجتها = رحمةُ اللهِ من دجى الغمراتِ
وهداها إلى الصراطِ بشرعٍ = فنجتْ في عصورِها الغابراتِ
وأراها وللمروءةِ سمتٌ = يُلبسُ العزمَ من جميلِ الشياتِ
ويدُ المخلصين عادت لتبني = ماتهاوى على يدِ النكباتِ
وبآيِ الرحمنِ يسترشدُ الركبُ .. = .. ونورِ الرسولِ و الباقياتِ
ما أجلَّ الشبابَ في ثوبِ تقوى = وأعزَّ البلادَ مبتهلاتِ
بوركتْ أُمَّتي يهبُّ بنوها = بالتفاني لأقدسِ الرغباتِ
يبذلون النَّفيسَ دونَ شموخٍ = قد تدنَّى في ساحِ الجَلَباتِ
في حُداءٍ يطوي التنائي ويأتي = بربيعِ الجنائنِ المورقاتِ
أمتي لن تموتَ فالخيرُ باقٍ = في مغانٍ بالبِرِّ منبجساتِ
لم تهبْ سطوةَ المكائدِ أو ذلَّتْ ..= .. خضوعًا لبهرجِ المزرياتِ