لحا اللهُ في مصرَ وجهَ الألى=طغوا في ثراها فحلَّ البِلى
وحلَّ عليها الظلامُ الذي=تمادى ، وعرشَ البلاد اعتلى
تجلَّى على أرضها مذ رمى=بسهم ٍمن الخزي صوبَ العُلا
فأردى به الحُلمَ ثم استوى=على العار حتى انتشى موحِلا
لحا الله وجهَ الغبيِّ الذي=ترى جهلَهُ مُذهِلاً مُخجِلا
ترى زيفَهُ في عيون الدُّنا =جلياً على قُبحِهِ مُسْبِلا
كشمس الضحى ليس من منكرٍ=لها إذ بدا نورُها مقبلا
ترى مَن هدى اللهُ مستبصِراً=سناها ، وغيرُ البصير فلا
فلا تسألنْ عن رعاةِ الدُجى=وعُبَّادِ عِجْلٍ وسرِّ البَلا
ومن يكُ في سكرةٍ مِن هوى=سيبقى مدى الدهر مُستَغفلا
حقيراً لدى ظالمٍ مجرمٍ=ذليلاً ، وفي غيِّهِ جاهلا
إلى الأرض يخلُدُ في رغبةٍ= يدندنُ في ذمِّ أهْلِ العُلا
بعيداً عن الحقِّ في نُصرةٍ=ويسرعُ إذ ينصرُ الباطلَ
يُرى ذائقاً يستسيغُ الهوى=مع الإفكِ ما شانَهُ أوْ قلى
عجيبٌ هو الغيُّ ، يا ويْحَهُ =ترى مَن به الغيُّ مستبسِلا
يُنافحُ عن غيِّهِ ما وعى=يُضحّي له جاهداً عاملا
لك الحمدُ ربِّي على أنّنا =دعاةٌ إلى الحقِّ نهوى العُلا
عَشِقنا الغُبارَ الذي في الخطى=ونرجو من الله أن يقبلَ