هموم الناس كالناس، منها العالي ومنها الدنيء.
في خلوةٍ قدسية النفحات = أوغلتُ في نفسي ألُمُّ شتاتي
وأنا شجٍ حيناً وحيناً فارحٌ = أما النِّدامُ فوحدتي وصُماتي
ألفيتُ همّي قد رَبَا حتى غدا = خصماً عنيداً مُولعاً بأذاتي
وكأنّه الأضغانُ عند عصابةٍ = مذ رُزْتهم كانوا أشرَّ عداتي
* * *=* * *
وإذا بطيفٍ كالملاك رأيتُه = وعليه سمتُ الصدقِ والإخبات
فسألته: من أنت؟ قال مبادراً: = أنا أنت إيماناً ونهج حياةِ
أنا أنتَ ما نتلوه في جوف الدجى = والدمعُ في العينين من آيات
وصوادحٌ فوق المآذن خمسةٌ = ميمونة معلومة الأوقات
يا قومُ حيَّ على الفلاح نداؤها =وتنافسوا للسبق في الصلوات
وحناجرٌ غنَّت أناشيدَ الهدى = وبنا حماسةُ مفتدين كُماة
تحدو بنا أن نفتدي إسلامَنا = بحميّةٍ عُمَريّةِ العَزَمات
هذي الهمومُ العالياتُ غدت لنا = ولنا الكرامة غايةَ الغايات
وبها سَمَتْ أقدارنا فإذا بنا = مع صفوةٍ متبتِّلين دُعاة
وبها وجدنا الموت أكرم مأمل = وأجل ما يُهدى من القُربات
وإليه نسعى مهطعين أعزةً = ونسير في فرح على الشفرات
أمّا همومُ مغارمٍ ومغانمٍ = فمسارحُ الأغرار والنكرات
تبَّوا وتبَّت إنّ عقبى أمرهم = طلل عفا أو دمنة بفلاة
والباقيات الصالحات هي الهدى = وهي النعيم الدائم الثمرات
* * *=* * *
ومضى يقولُ وفيه عزمُ محذِّرٍ = ومبشِّرٍ: هذي أجلُّ وَصاة
ألْقِ الهمومَ التافهاتِ بقفرةٍ = واجعل همومَكَ صَوْنَكً الحرمات
إعلاء حقِّ واصطناع مروءة = وغياث ملهوفٍ ودفن ترات
وبِعِ الإله العُمْرَ وَهْو هديةٌ = منه فهذي أربح البيعات
فإذا ظفرتَ فأنت خيرُ مسوَّدٍ = وإذا قضيتَ فأشرف الميتات