لا، لن أهاجر مضطراً إلى كندا=ولن أهاجر مختاراً لها أبدا
إذا نجوت بنفسي ما نجوت بها=إن عشت في قلق أن أخسر الولدا
وما نسيت بلادي، وما زهوت بها=يوماً، ولا أبتغي من دونها بلدا
ولست أمضي إلى أرض أغايرها=شوقاً ودرباً وآمالاً ومعتقدا
إن ضاقت الأرض بي ما زلت مدكراً=عناية الله، ما ناشدته السندا
أرضي ستبقى بلادي رغم من جحدوا=حقي بها، ويُخزي الله من جحدا
ما قلت جارت، ولو جار اللئام بها=على الكرام، وغالوا الفكر والرشدا
فيها من الذكريات الخضر حقلُ هدىً=في الروح مُنطَبِعٌ، لا ينمحي أبدا
ما زال حبي لها يشتد ، دافقةً=عيونه ، ولهيب الوجد ما بردا
مهاجراً في سبيل الله كنت، ولم=أزل، ولو عشت باقي العمر مضطهدا
بين المنافي أعاني الدهر محتسباً=ما كان لله حاشا أن يضيع سُدى
تدري المنافي جميعاً إن سئلن، فهل=وجدنَ عنديَ إلا الحِلم والجلدا
ولا بطولة ، إلا أنني رجلٌ=آمنت بالله رباً واحداً أحدا
أقول للنفس والأحباب في ثقة=كما أراكم، أرى فجراً يطل غدا
قالوا : جراح النوى في القلب غائرة=ما يبرئ الجرح، أو ما يمسح الكمدا
فقلت : يومان: في حمص وفي حلب=ورشفتان من العاصي ومن بردى