سترة سورية
يا سترة سورية لبستُ في فخار
لأنها قد نسجت في حلب الفخار
وحاكها لي حاذق من أهلها الأخيار
أناقة استلفتت عيني كل مار
يسألني في دهشة : ما مصدر الدثار ؟!
أجيبه : من حلب ، من زهرة الديار
من قلب سوريا التي حبي لها من نار
فالحزن في قلبي لظى من عاصف الدمار
هذا الذي يجتاحها من أنذل الأشرار
جاؤوا لها نفايةً موسومة بالعار
ليخْرِبوا عمارها أعجوبة الأدهار
ذاك الذي لبابه حضارة الأنوار
ادعُ لها يا صاحبي بالليل والنهار !
عساه يحمي أهلها من جائح موار
أراده أعداؤها وطغمة الأغرار
ألا لهم خزي عتا ، ولطخة من قار !
تهوي على وجوههم مشبوبة بالنار
ورأسها له ، أجل ، مليون تاج غار !
فيعتلي دعاونا معا كما الأطيار
" يا رب احمِ أهلها من جائح موار !
واقذف على أعدائها جوائح البوار !
فيعلموا في ويلها عدالة القهار "
وبعد ذاك ، معجلا أنساب في فخار
في سترة سورية أغلى من النضار
لأنها سورية ؛ من مطلع الأنوار
جاءت هنا لغزتي جوابةَ الأمصار
ما صدها عن حبها موانع الحصار
فالحب فيض جارف من قوة الأقدار
وسوم: العدد 752