حسبتُ الوردَ يَشفيني=ويجلو الهمَّ عن صدري
أتيتُ إليه في شوقٍ=وإسراعٍ مع الفجرِ
ورحتُ أشُّمُّه حتى=أحسَّ بطعمهِ ثغري
نظرتُ إليه بل حدَّقت=بل أبلغتُه سرِّي
وعاودت الورود إلى=الورودِ الحُمرِ والصُفر
فلم أشعر بغير الوهمِ=من لونٍ ومن عطر
وما زالت همومُ القلب=ترعى الزادَ من فكري
* * *=* * *
تركتُ الوردَ والأزهار=مُلتفتاً إلى النهر
لعلَّ النهرَ يرويني=ويُرجعُني إلى البشرِ
لعلَّ مياههُ تجلو=فؤادي عندما تجري
وصلتُ إليه لكني=فُجعتُ بطعمه المرِّ
فعدتُ أسيرُ في دربي=وظلَّ بدربه يسري
* * *=* * *
وأوقفني صدى صوت=أتى من حيثُ لا أدري
يقولُ بأن ما تبغيه=لن تلقاهُ في يُسر
وما ترجوه لن تلقاه=بين الوردِ والزَّهر
وليس له سوى يومٍ=كيوم النصر في بدر
فإنَّ الحقَّ لا يعلو=بغير الضربةِ البكر
ورأس الكفر لا ينهيه=إلا شدةُ البترِ
* * *=* * *
عرفتُ الدربَ واتَّضحت=معالمه بلا ستر
عرفتُ الدربَ لن أهدأ=في شأنٍ ولا أمرِ
ولن أرتاح إن ظَلَّت=بأرضي رايةُ الكفر
فصوتُ أخي يناديني=ويصرخُ وهو في الأسر
يناشدني ويهتف بي=ويدفعني إلى الثَّأر
وأختي وهي واهيةٌ=من الآلام والجور
تقولُ ألست تسمعني؟!=أما في القوم من حُرِّ؟!
عَرفتُ الدرب وانطلقت=خُطاي تجدُّ في السير
وتابعتُ الطريق ولم=يلن عزمي ولا صبري
سأمضي دونما خوفٍ=من الأشواكِ والضُّرِّ
سأمضي راضياً حتى=يمُنَّ اللهُ بالنصرِ