كتاب أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية الشيعية
*عن الكتاب*
يتناول هذا الكتاب صفحة من صفحات تاريخ العلاقات بين السنة والشيعة في لحظة حرجة من عمر أمة الإسلام، وهي حقبة الحروب الصليبية التي دامت قرنين من الزمان.
ويسعى الكتاب إلى تحقيق مهمات ثلاث هي : تقديم سرد تاريخي لمسار العلاقات السنية الشيعية خلال الحروب الصليبية، أكثر دقة وتركيبا، وأقل تبسيطا وحجاجية، من السرد السائد حاليا.
وبيان أثر الحروب الصليبية على تطور العلاقات السنية الشيعية في تموجاتها وظلالها المختلفة، بانتباه للتفاصيل وتجنب للتعميم. وتفكيك الذاكرة التاريخية المتوازية لدى السنة والشيعة في هذا المضمار.
فالكتاب سعى لترميم الذاكرة التاريخية بتقريبها أكثر من الواقع التاريخي، وتحويل تاريخنا -بوجهيه المضيء والقاتم- إلى ماض حي يزخر بالعبرة والخبرة، بعد ما حوله آخرون إلى ذخيرة متفجرة تدمر الحاضر وتلغم المستقبل.
فلن تخرج أمتنا من الطريق الذي قادها إلى الجهالة الطائفية والهمجية السياسية التي تعيشها اليوم، إلا إذا أدركت كيف دخلت هذا الطريق المعتم ابتداءً.
تتمثل الفرَضية الأساسية للكتاب في أن الحروب الصليبية أسهمت في انحسار التشيع في مصر والشام، خلال القرنين السادس والسابع الهجريين/الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، وربما أسهمت أيضا في انتقال ثِقل التشيع من بلاد العرب إلى بلاد فارس بعد ذلك بقرنين. وقد فرقت تلك الحروب بين السنة والشيعة على المدى القريب في بداياتها، لكنها وحدت كلمتهم فيما بعدُ.
وسوم: العدد 796