صدور الجزء الأول من كتاب "أمريكا وإرهاب الدولة" للباحث حسين سرمك حسن
كتب محرّر دار الورشة:
عن دار الورشة للطباعة والنشر في شارع المتنبي في بغداد، صدر الجزء الأول من كتاب "أمريكا وإرهاب الدولة" ترجمة وإعداد الباحث حسين سرمك حسن.
وفي البداية ينبه الباحث القراء إلى ملاحظة مهمة جدا هي أن فصول هذا الكتاب مدعمة بصور فظيعة وبشعة قد لا يتحمّلها بعض القرّاء وهي –وهذا أمرٌ مفروغ منه– ممنوعة على الأطفال.
كما يشير ايضا إلى إنّ فصول هذا الكتاب (مُترجمة ومُعدّة عن دراسات ومقالات وكُتُب رصينة لعدد كبير من المُحلّلين والكتّاب السياسيين الأمريكيين والبريطانيين بشكل خاص من المناوئين لطموحات حكومات بلادهم الاستعمارية التدميرية والذين اعتمدوا في كثير منها على وثائق سرّية رسمية؛ حكومية ومخابراتية، حصلوا عليها بطرق مختلفة).
وفي مقدمة هذا الجزء يحاول الباحث إوالة الغموض الذي لف مصطلح إرهاب الدولة بسبب السلوك السياسي الأمريكي المضلل فيقول:
(يتناول هذا الكتاب موضوعة شديدة الأهمية والحساسية ينشغل بها العالم منذ عقود طويلة وكبّدته خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات وتسبّبت في تدمير العلاقات بين الشعوب والأمم وأنظمتها السياسية. هذه الموضوعة هي موضوعة الإرهاب عموماً وإرهاب الدولة خصوصاً State terrorism. والمشكلة الأكبر التي أحاطت بهذه الموضوعة هي الالتباس الذي خلقه السلوك السياسي الأمريكي / الغربي في هذا المجال من جانب وحملة التضليل الهائلة التي تصدّت لها الماكنة الإعلامية الغربية من جانب آخر ، وكلاهما جعلا هذا المفهوم غائم الملامح وقابلا للاستخدام المزدوج وأداة لسياسة الكيل بمكيالين التي تسم سلوك الإدارات الأمريكية في أغلب مجالات الحياة السياسية الدولية. يسعى هذا الجزء إلى فك اشتباك المفاهيم والمصطلحات وتحديد المضامين والغايات والمقوّمات لمفهوم إرهاب الدولة والإرهاب الذي ترعاه الدولة مرتبطاً بسلوك الولايات المتحدة الأمريكية (الفصل الأول) وتقديم نماذج عملية تبرهن ذلك من خلال العرض الدقيق والمحكم المُعزّز بالأدلة التاريخية وبالوثيقة والصورة لإرهاب الدولة الذي مارسته أمريكا في عدد من دول العالم مثل نيكاراغوا ، هاييتي ، فنزويلا ، بنما ، إندونيسيا ، تيمور الشرقية ، السلفادور ، كولومبيا ، غواتيمالا ، كوبا ، وشيلي (الفصول 3، 4، 5 ، 6، 7، 8، 9، 11 ، 12، 13) .
ثم يبين الكاتب حجم الخسائر البشرية الهائلة التي نتجت عن الممارسات الأمريكية في مجال إرهاب الدولة:
(سنرى من خلال الحقائق والوقائع أنّ سلوك الدولة الإرهابي الأمريكي هذا قد كلّف شعوب تلك البلدان خسائر بشرية لا تُصدّق (أكثر من مليون في إندونيسبا ، 200 ألف في تيمور الشرقية ويمثل ثلث السكان، 200 ألف في غواتيمالا، 75 ألف قتيل واختفاء 8 آلاف مواطن في السلفادور، وعشرات الألوف في كولومبيا وشيلي وبنما وغيرها).
ثم يتناول استخدام أمريكا لـ "فرق الموت" لتحقيق أهدافها من إرهاب الدولة فيقول:
(ولم تتورّع أمريكا عن استخدام أبشع الوسائل لتحقيق هذه الأهداف لعل أكثرها إشكالية وتدميراً وإثارة لرعب السكان وانقساماتهم وبحثهم عن حامٍ مُقتدر هو المُحتل أو الدولة القامعة بصفتها أهون الشرّين بطبيعة الحال هو "فُرق الموت Death Squads" التي تقوم بتصفية المعارضين وإبادة السكان المدنيين عبر قطع الرؤوس وتمزيق الأجساد بلا تمييز بين طفل وامرأة وشيخ).
ويضرب الباحث مثلا مدعما بجدول موثق عن إرهاب الدولة في كولومبيا:
(يكفينا النظر إلى هذا الجدول الذي يعرض عدد القتلى السياسيين في دولة كولومبيا في ظل "الديمقراطية" الأمريكية لندرك فظاعة وخطورة فرق الموت هذه... ولعلّ حالة كولومبيا تتطلب وقفة موجزة سوف تعين القارىء على تكوين نظرة دقيقة عن إرهاب الدولة الذي تمارسه أمريكا. يُقارن الجدول أعلاه –كما يقول المحلّل السياسي الأمريكي وايد فريزر Wade Frazier- بشكل جيّد مع مصادر المعلومات الأخرى، وعلى الأخص مؤشر منظمة العفو الدولية. على سبيل المثال ، في حين أن حصيلة القتل السياسي الكولومبي لمنظمة العفو الدولية تقترب من الجدول أعلاه، توثّق جمعية الكونغرس المشتركة أكثر من 67000 حالة وفاة عنيفة مرتبطة بالسياسة من عام 1988 إلى 1995. من هذا العدد ، "فقط" 6177 كانوا سياسيين بشكل صريح، و 10666 آخرين يُفترض أنهم سياسيون ، مع "حالات اختفاء" ، و "تطهير اجتماعي" و "اغتيالات غامضة" من المُحتمل أن يكون لها دافع سياسي ، لكن لا يمكن إثباتها. ما لا أستطيع في هذه الحصيلة وضع عدد له هو الملايين المتأثرين بمثل هذا الرعب ، وما يفعله بنسيج المجتمع... وقد توالت عمليات القتل السياسي في كولومبيا في أوائل القرن الحادي والعشرين على نفس المنوال تقريباً كما في السنوات الموثقة في الجدول أعلاه ، حيث يموت ما يقرب من 3000 شخص سنوياً على يد فرق الموت التي ترعاها الحكومة).
ثم يشير إلى الأساليب الفظيعة التي تستخدمها فرق الموت هذه:
(ومن المهم القول إن فُرق الموت الأمريكية هذه كانت تستخدم "المناشير –جمع منشار- لتقطيع رؤوس وأجساد الفلاحين الأبرياء في السلفادور. وفي إحدى الحوادث جعلوا عدداً من الأبرياء الذين ذبحوهم يجلسون إلى مائدة طعام وكل منهم يحتضن رأسه المقطوع بين يديه!!)
ويفجر الباحث معلومة خطيرة تقول:
(من الحقائق الصادمة والخطيرة جدا – وكما سيرى السادة القرّاء وبالأدلة - هي أنّ هذه الفُرق قد انتقلت باساليبها الوحشية الشيطانية ، بل وبأشخاصها الذين شكلوها في أمريكا اللاتينية إلى العراق ليشرفوا على تشكيل فرق موت مرعبة عاثت في البلاد فساداً وقتلاً وترويعاً عبر التفنّن المرعب والمدوّي في اساليب القتل وقطع الرؤوس وإبادة الأبرياء بفظاعة وقسوة لا تشاهدها حتى في أسوأ أفلام الرعب الهوليودية).
اشتمل محتوى هذا الجزء (429 صفحة) على ثلاثة عشر فصلا هي:
(1) إرهاب الدولة: التعريف وموجز عمليات الولايات المتحدة البارزة في هذا المجال.
(2) الولايات المتحدة الأمريكية هي أول دولة في العالم تدينها الأمم المتحدة بتهمة الإرهاب بقرار رسمي
(3) أمريكا العظمى تدمّر شعب نيكاراغوا (5 ملايين نسمة) وتخرجه من الحياة من أجل الديمقراطية
(4) تدمير هاييتي وإخراجها من الحياة والتاريخ
(5) فنزويلا : مائة عام من الإرهاب الأمريكي ؟ الإرهاب الأمريكي لشعب فنزويلا من الألف إلى الياء
(6) كيف اغتالت الولايات المتحدة المناضل " هوغو شافيز " بالسرطان؟
(7) مأساة بنما : أمريكا تغتال الرئيس الشريف وتعتبر الرئيس المحتال "نوريغا" ديمقراطياً !
(8) غواتيمالا : أمريكا قتلت (200000) مواطن في غواتيمالا من أجل تعزيز الديمقراطية!!
(9) صَلْبُ السلفادور : حِرْص الولايات المتحدة على الديمقراطية تسبّب في قتل 75 ألف واختفاء 8 آلاف مواطن سلفادوري !
(10) كولومبيا : أكثر دولة تسحق حقوق الإنسان وأكثر دولة في العالم تحصل على المساعدات الأميركية
(11) حرب الولايات المتحدة على المخدّرات وسيلة لنشرها ولتدمير الشعوب (شكل من اشكال إرهاب الدولة)
(12) في شيلي قتلت الولايات المتحدة الرئيس المُنتخب من أجل تعزيز الديمقراطية (3 آلاف قتيل و30 ألف مُعتقل ومختفٍ)
(13) مذبحة أندونيسيا وتيمور الشرقية : أمريكا قتلت مليون أندونيسي وذبحت 200000 مواطن في تيمور الشرقية من أجل الديمقراطية
أهدى الباحث هذا الجزء على الشكل التالي:
إهـــــــــــــداء هذا الجزء ...
إلى أرواح المناضلين / الأساطير الذين قاوموا مخططات الإمبريالية الأمريكية:
الأرجنتيني تشي جيفارا
والكوبي فيدل كاسترو
والفنزويلي هوغو شافيز
وسوم: العدد 863