صناعة التّعذيب بمحتشد لَرْزَاكْ بفرنسا
DJILALI ALI BADNI "DE ZIADNIA AU CAMP D1U LAZRAC, Mon engagement dans la Révolution", Témoignage recuilli par Abddelkader Ham, Édition Les Presse du Chélif, Janvier, 2023, COntient 139 Pages.
مقدّمة القارىء المتتبّع:
اشتريت الكتاب من مكتبة صديقنا Mohamed Khiati
احتوى الكتاب على 139 صفحة، والصفحات الخاصّة بالمجاهد جيلالي بادني هي 68 صفحة، والباقي أي 71 صفحة مخصّصة للكاتب جيلالي بادني.
سيقتصر القارىء المتتبّع على تلخيص فترة الثّورة الجزائرية، وعددها 40 صفحة فقط، ودون التطرّق لما بعد استرجاع السّيادة الوطنية، فتصبح بالتّالي الصفحات الخاصّة بالكاتب المشرف على جمع شهادة المجاهد جيلالي بادني هي 99 صفحة، أي ضعفين وأكثر لما هو مخصّص لصاحب الكتاب المجاهد جيلالي بادني.
العناوين الفرعية من وضع صاحب الأسطر.
السفر لفرنسا بدافع الفقر والمجاعة والأمراض، ولأجل لقمة العيش والعمل:
المجاعة التي أصابت الجزائريين حيث أكلوا الأعشاب، بالإضافة إلى أمراض التيفيس والجذري، كانت بسبب استحواذ وسرقة الاحتلال الفرنسي المجرم لقمح وغذاء الجزائريين، ووضعه تحت تصرف جنوده المحتلين المجرمين أثناء الحرب العالمية. 4
أكلنا العشب من شدّة الجوع، ونقطع عدّة كليمترات طويلة لأجل شربة ماء، ونقف منذ الفجر في طابور طويل لأجل الحصول على كيس الخروب كغداء، وقد توفى جزائري من شدّة الجوع وهو في الطابور للحصول على كيس الخروب. 6-7
طلّق أبي أمّي وأنا في العاشرة من عمري، وإلى يومنا هذا لاأعرف السّبب. 5
في سنة 1952، سافرت لفرنسا بمساندة من أبي الذي دفعني لذلك، نظرا للظروف القاسية والمرعبة في الجزائر. 14
الدخول لفرنسا يومها عبر بطاقة التعريف الوطنية، التي تحمل اسم: "فرنسي مسلم". 15
سافرنا لفرنسا لأجل لقمة العيش، والعمل وليس لأجل السياسة. 15
كان المستدمر المجرم يعيش حياة غنية، ويغرس فينا اليأس والقنوط. ونحن الفقراء، نأكل خبزنا الأسود لغاية نهاية أيّامنا. 15
حسن الملاحظة في أداء عملي، جعلني أرتقي في كلّ عمل أشرع فيه في فرنسا. وكانت لي حاسة الملاحظة الدقيقة الصّائبة، والفاعلة. 22
ننام اثنين في سرير واحد، وكان الفرنسيون ينادوننا بـ: "جزائري برأسين" ويتعمّد المراقب الفرنسي المكلّف بمراقبتنا، خلع الغطاء الذي نتغطى به، ليضحك ويضخك الجميع، لأنّنا كنّا ننام الاثنين في سرير واحد وبوضعية مختلفة، أي الرجل مقابل الرأس، ولذلك أطلقوا علينا وهم يستهزؤون منّا عبارة: "جزائري برأسين". 24
على إثر زلزال (أوريونفيل) الأصنام (الشلف حاليا) بتاريخ: 9 سبتمبر 1954، عدت من عملي بفرنسا وأنا ابن 24 سنة. وكان الزلزال محطة حاسمة في حياتي. 25
زوّجني أبي بتاريخ: 24 أكتوبر 1954، خوفا علي من الفرنسيات بفرنسا. مع العلم المغترب الجزائري لم يكن له الوقت للسّهر، واللّهو، والنّساء، وحياته كلّها عمل وعرق لأجل لقمة العيش. 29
عدت إلى فرنسا من جديد بتاريخ: فيفري 1955. ص30
جمع الاشتراكات لأجل الثّورة الجزائرية:
ونحن في فرنسا كنّا نجمع، وندفع الاشتراكات للثّورة الجزائرية فيرفض المصاليون ذلك، بزعم أنّ جبهة التّحرير الوطني لاتمثّل الثّورة الجزائرية. وفي الأخير، اقتنعنا بما نفعل، ولم يعد المصاليون لسوء عملهم. 32
واصلنا تقديم الاشتراكات دعما للثّورة الجزائرية طيلة سنوات 1954-1956، لفدرالية جبهة التحرير بفرنسا. 39
كنّا أربعة أفواج من 21 عضو، مكلّفون بجمع الاشتراكات، ولكلّ فوج رئيس يرأسه، ولا نعرف أبدا الرئيس الذي يترأس الجميع. 39
تكفّلت الجبهة في فرنسا، بدفع مستحقاتي للحصول على رخصة السياقة بفرنسا. 40
بمناسبة احتلال فرنسا المجرمة للجزائر بتاريخ: 5 جويلية 1830، قمنا بإضراب 5 جويلية 1956 بفرنسا. ص 40
يلقب المجاهد الجيلالي بادني، بـ: "جا مسينا". 40
عدت للأصنام سنة 1956، وعملت سائق ولحام لدى فرنسي مجرم محتلّ في الأصنام، ولغاية 1958. ص 41
الاستدمار الفرنسي يبحث عنّي، ويعدم أبي، وينتقم من أسرتي:
طلبت الانضمام إلى جيش التحريرالوطني، فأخبرني قادة الثّورة الجزائرية أنّ وجودك بالمدينة أنفع وأفضل من التحاقك بالمجاهدين فامتثلت للأوامر، وواصلت الاشتراك. 47
أعدم الاستدمار الفرنسي أبي ببرودة فائقة، وتمّ إعدام عائلات بأكملها وببرودة تامّة، وهم يبحثون عنّي بعد تأكدهم أنّي أقوم بالاشتراكات للثّورة الجزائرية، وقيادتي لإضراب 5 جويلية بفرنسا 1956. ص48
قال لي عمي من ﭬرونوبل بفرنسا: الشرطة الفرنسية في فرنسا تبحث عنّي، وتعرف اسمي الحقيقي، وعنواني في الأصنام، فلا داعي أن تعود لفرنسا. 50
أحرق الاستدمار الفرنسي سوق السبت، وكلّ مافيه، ومن فيه، بسبب إضراب 8 أيّام 1957. ص 51
بعد أن كثر البحث عنّي من طرف الاحتلال، قرّرت أن أعود لفرنسا، لأنّي حتّى لو اعتقلت فسأخرج بعدها من السجن. أمّا الاعتقال في الجزائر المحتلّة فلا خروج منه أبدا. 51
عدت لفرنسا من جديد، في فيفري 1958. ص55
لايوجد هناك مفر فيما يتعلّق باختيار الجزائر أو فرنسا، فالذين يختارون إنّما يختارون لأجل التّاريخ، الباقي ماهو إلاّ خديعة وثرثرة دون نهاية. 58
الإهانة، والتّعذيب بسبب جمع المتفجرات، والقنابل لأجل الثّورة الجزائرية:
عملت بسد في إيطاليا، وكنت مشرفا على مخزن المتفجرات لثقتهم بي وبعملي المتقن دوما. وطلبت منّي الثّورة الجزائرية أن أضع تحت تصرفهم 50 كلغ من المتفجرات، وكنت في كلّ مرّة أخبّىء 5 كلغ جانبا من المتفجّرات إلى أن بلغت 50 كلغ المتبقية. وفي الأخير لم يحتاجوا غير 5 كلغ من المتفجرات. 63
ادّخرت جانبا 5 كلغ من المتفجرات للطوارئ، وكانوا من حين لآخر يأتي "الخَاوَة" لاستلام الكمية المطبوبة من المتفجرات، والقنابل التي طلبوها وأعددتها لهم. 64
اعتقلت، وتعرّضت لأبشع أنواع التّعذيب بسبب جزائري أخبر رجال الشرطة بما أقوم به وباسمي الحقيقي، وبعدما تعرّض للتّعذيب. 65
الرجل والرأس مشدود بقضيب، والرأس في الأسفل، وكان التّعذيب لايطاق. وكلّ هذا التّعذيب في فرنسا "المتحضرة؟!". 65
يتمّ التّعذيب عبر مرحلتين: من "الطائرة" إلى "الشَوايَة". 69
تحت الركلات، والإهانة، ومقابلتي بعبد الله الذي "بَاعْنِي"، وخلال عدّة أيّام من الاستنطاق، تعرّضت للتّعذيب بسبب القنابل التي أنجزتها، وأخذتها من عملي بسد إيطالي.
من شدّة التّعذيب الذي لايطاق، اخترعت كذبة ضدّ عبد الله الذي "بَاعْنِي" للشرطة، وأنّه هو الذي دفعني لصناعة القنابل، حتّى يخفّف عنّي العذاب. 70
خصّصت لي الجبهة محامي فرنسي اسمه Mthieuللدفاع عنّي، وأصدقائي والإخوة لزعر وضعوا أيضا محامي تحت تصرّفي. 70
"فرنسا المتحضّرة؟ !" تمتهن صناعة التّعذيب عبر محتشد لَرْزَاكْ بفرنسا:
بقيت عام ونصف في هذا السجن، ثمّ نقلوني إلى معتقل "لَرْزَاكْ" في مارس 1959 في منطقة l’averyon ، وقد تجاوز عدد المعتقلين ثلاثة آلاف جزائري، بعدما كنّا أكثر من ألف معتقل في الأيّام الأولى. 70
كان همّنا الأوّل في المعتقل بفرنسا، هو: إطلاق سراحنا، لنلتحق بالجزائر الحرّة المستقلّة. 71
نلاقي مشاكل كبيرة في الأكل، ودورة المياه، والعناية الصّحة. وكانت معنوياتنا في أحسن حال، لأنّها كانت ترفرف في جوّ رائحة الحرية. وحين كنّا في المحتشد، كنّا تحت الرقابة في كلّ وقت، ولم يكن لنا الحقّ في السير بحرية، ودون نسيان العقوبات والركلات لأدنى حركة، والأيّام تمرّ وتتشابه.77
كان في المحتشد 39 رواق، ولكلّ رواق مسؤول. وتلقينا تعليمات من مناضلي جبهة التحرير الوطني، بعدم التحدّث إلى الحرّاس والمسؤولين القائمين على المحتشد. 77
بقيت في محتشد لزراك من سنة 1959 إلى 19مارس 1962. ص77
ونحن نستعد للخروج من المعتقل، سعى الاحتلال الفرنسي المجرم، أن يفرّق بين المعتقلين الجزائريين دون جدوى. 78
كانت جرائم المنظمة العسكرية السرية المجرمة يومها في أوجّها، وتفاديا لجرائمها لم نستعمل القطار ونحن قادمون إلى بيتنا ببقعة سحنون بالأصنام، فاستعملنا السيارة، ونحن قادمون من مطار بوفاريك العسكري، حيث قدمنا من معتقل لزراك بفرنسا. 79
الوصول لبيتي بالأصنام:
وصلت الأصنام مقرّ سكناي عقب وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962، بعد غياب دام 5 سنوات، بسبب اعتقالي بمحتشد لزراك بفرنسا. 79
اتّصلت بعائلتي وأنا قادم من محتشد لزراك بفرنسا، عقب وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. ص 85
وسوم: العدد 1015