إسرائيل تحاول كسب معركة العلاقات العامة من خلال مهمة الإنقاذ الوهمية في تركيا
نشر موقع “ميدل إيست مونتور” البريطاني مقالا لمراسله في قطاع غزة، معتصم دلول، بعنوان “إسرائيل تحاول كسب معركة العلاقات العامة من خلال مهمة الإنقاذ الوهمية في تركيا”، قال فيه إن دولة الاحتلال أرسلت فرق الإنقاذ التابعة لجيشها إلى جنوب شرق تركيا المنكوبة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين الماضي.
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن فريق الإنقاذ التابع له يتكون من عدة وفود، لكل منها مهمة خاصة، وذلك ضمن مبادرة أطلقت عليها تل أبيب اسم “عملية أغصان الزيتون”.
وبحسب الكاتب أعادت أنقرة علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل مؤخرًا فقط، مما سمح للسياسيين من كلا الجانبين باستئناف الاتصالات، لكن الشعب التركي لا يزال ينظر إلى تل أبيب على أنها عدو.
وأكد أن إسرائيل تسعى جاهدة بهذه التحركات الإغاثية للفوز بمعركة العلاقات العامة.
وذكر الكاتب أن قادة الاحتلال الإسرائيلي أعربوا عن حزنهم على الدمار الذي سببته الكارثة الطبيعية في تركيا وسوريا، ولكه تساءل: أين كان هؤلاء القادة عندما أمروا جيشهم بالتسبب في كوارث مماثلة في قطاع غزة في أعوام 2008 و2012 و2014 و2018 و2021، وقصفت طائرات الاحتلال الحربية عشرات الأبنية السكنية، بينها أبراج شاهقة، سقطت فوق رؤوس سكانها.
وذكر الكاتب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إن وفده وأثناء تواجده في تركيا “سيقيم مستشفى ميدانيًا ويركز على تقديم العلاج الطبي باستخدام معدات متطورة يتم جلبها من إسرائيل”.
وعلق قائلا إن “أفعال إسرائيل لن تمحو الضرر الذي أحدثته في غزة واستهدافها للمستشفيات في القطاع وسيارات الإسعاف في الضفة الغربية المحتلة”.
وأضاف: “لن يزيل تقديم المساعدة لتركيا ذكريات المرضى الذين أجبروا على الفرار من مستشفى أبو يوسف النجار في عام 2014، إما على أكتاف أقاربهم أو أثناء دفعهم في الكراسي المتحركة أو أسرة المستشفى”.
وتساءل: “إذا كان الاحتلال الإسرائيلي معنيا بالوضع الإنساني في هذه المنطقة المنكوبة بالزلازل، فلماذا إذن لا يسمح للفلسطينيين في غزة بالحصول على الرعاية الصحية في الخارج أو حتى في الضفة الغربية المحتلة؟ ولماذا لا تسمح بدخول الأجهزة الطبية أو الأدوية إلى الجيب المحاصر؟”.
وتابع: “هناك مفارقة هائلة في توجه وفد عسكري إسرائيلي لإنقاذ ضحايا كارثة طبيعية، عندما يكون الجيش الإسرائيلي نفسه مسؤولاً عن كوارث لا نهاية لها ومقتل مئات الآلاف من الفلسطينيين وعشرة مواطنين أتراك كانوا يحاولون إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة.
ويؤكد الكاتب على أنه رغم أن علاقات تركيا وإسرائيل شهدت زيادة في التحسن في 2023، وأنها تعيش ذلك منذ عامين، لكن تأثير مثل هذه الخطوة قد يكون محدودًا مع مرور الوقت، لأنه رغم الصور المثيرة فإنه من المشكوك فيه أن يكون لها تأثير سياسي حقيقي على المدى المتوسط والطويل.
وشدد على أن إسرائيل “لن تنجح في تغيير الصورة البربرية التي رسمتها لنفسها طوال العقود التي تلت قيامها، فأيديها ملطخة بدماء عدد لا يحصى من الفلسطينيين والعرب والدوليين الداعمين للقضية الفلسطينية”.
وسوم: العدد 1019