إتحاف ذوي الأحلام بشرح ملحمة الجلاء الثاني بطوفان الشام فتح ونصر وتحرير سورية الأبية 1
ومعها:
الملحمة الصغرى للثورة السورية
وقصائد أخرى حَولها لي
وقصائد عصماء عن الجلاء الأول وحب الوطن
ومقالات مهمة عن الثورة والجلاء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
وطني الحبيب الأشم سورية
أشرِبتُ حُبَّكَ، في قلبي وفي بدنِي وفي خَلايَايَ، مُذ أيفعتُ يا وطنِي!
وكُلَّ يَومٍ هَوَاكَ العَذبُ يَكبُرُ بِي
أهوَاكَ أهوَاكَ، في سِرِّي وفي عَلَني
وسَوفَ يَبقَى هَواكَ الحُلوُ يَسكُنُنِي
حَتَّى حِمَامِي، وإدراجِي سَدَى كَفَنِي
و حَقِّ مَن أودَعَ الأقوامَ حُبَّهُمُو أوطانَهُم؛ أنتَ مِنَّي القلبُ مِن بَدَني
***********
أحِبُّ أرضَكَ ، أهوَى كُلَّ رَابِيَةٍ أهوى نُجُومَ سَمَاهَا ؛ زَيَّنَت مُدُنِي
سُهولَها ، و الجبالَ الشُّمَّ، أودِيَةً
أشجارَهَا، مَا حَوَت مِن مَنظَرٍ حَسَنِ
مِيَاهَها العَذبَةَ السَّلسالَ مَطعَمُها صَحرَاءَهَا ، و هَواها مُنعِشَ البَدَنِ
سُكَّانَها الطيِّبِينَ الغُرَّ؛ مَن كرُمُوا
أصلًا و فَصلًا؛ كطِيبِ العَارِضِ الهَتِنِ
أُبَاةُ ضَيمٍ ، أعِزَّاءٌ ، ذَوُو كَرَم
فُرسَانُ سَاحِ الوَغَى، رُهبَانُ في الدُّجُنِ
***********
بين يدي الكتاب
فرحة العُمر وإطالة المَلحمة والشَّرح والكِتاب؟!
فرحتنا الغامرة بالجلاء الثاني وفتح الشام وسورية وإزاحة
سفاحهما وطاغيتهما العالمي بشارون الوحش بنظامه الفاجر
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر! لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبرُ كَبِيرًا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عَبدَه، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، ولا حول، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، وعلى أصحاب محمد، وعلى أزواج محمد، وعلى ذرية محمد، وسلم تسليما كثيرا.
الحمد لله رب العالمين القائل سبحانه: (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم*). آل عمران- 126، والقائل جل شأنه: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). محمد- 7، والقائل عز وجل: (وسيعلم الذين ظلموا أيَّ مُنقَلَب يَنقَلِبُون*). الشعراء- 227، وهو القائل سبحانه: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يُؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار*). إبراهيم- 42، والقائل تعالى: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون* وأملي لهم إن كيدي متين*). القلم- 44- 45، والقائل سبحانه: (إن ربك لَبِالمِرصَاد*). الفجر- 14، والقائل تعالى: (ولا يُرَدُّ بأسُنا عن القوم المُجرِمين*). يوسف - 110.
وهو القائل في محكم كتابه عزوجل أيضا: (قل اللهم مالك الملك تُؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير*). آل عمران- 26. وقال جل شأنه: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون*). يونس- 58.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وقائدنا إلى الأبد محمد رسول الله القائل: "إن الله لَيُملِي لِلظالِم، حتى إذا أخذه لم يُفلِتَه". ثم قرأ: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القُرَى وهي ظالمة إنَّ أخذَهُ ألِيمٌ شَدِيد*). هود- 101، والحديث متفق عليه عن أبي موسى الأشعري. "اللؤلؤ والمرجان" 932، برقم 1668.
لقد بدأت عملية "ردع العدوان" المباركة -وهي كالحُلم العجيب اللذيذ- في سورية على أيدي المجاهدين والثوار السوريين الأبطال -"هيئة تحرير الشام وإخوانهم"- في أواخر شهر "تشرين الثاني" فلم أهتم بها كثيرا، وظننتها عملية محدودة كسابقاتها "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام"، في الأعوام السابقة الماضية.
فلما حُررت حلب -خلال نحو يومين، ورأى الناس حُسن معاملة المجاهدين لأهلها وعدم التدمير والقتل، بدأ اهتمام الناس -وأنا منهم- وإعجابهم بالعملية والمجاهدين يزداد، فلما انطلقوا -وتابعوا نحو المعرة فحماة- رأينا العملية جادة وشاملة، وعظمت فرحتنا ودهشتنا معا.
وتسارعت الأحداث، وتابع الثوار المجاهدون هجومهم وانتصاراتهم، وما هي إلا اثنا عشر يوما حتى جاء يوم الفتح المبين يوم الأحد 7/6/1446هـ = 8/12/2024م؛ فدخلوا دمشق الشام فاتحين منتصرين، وإذا بجيش بشار "أبو شحاطة" قاتل الشعب السوري - يختفي ويذوب، وإذا بقائده الرعديد الجبان بشار يفر مذعورا مدحورا كالفئران أمام القطط، أو كالظباء أمام الأسُود، إلى سيده بوتين مع ما استطاع سرقته من أموال الشعب السوري:
وفي الهَيجاءِ ما جرَّبت نفسي و لكن في الهزيمة كالغزالِ
وإذا بقوات حزب اللات اللبناني، وعصابات إيران وتوابعها وأذنابها، والقوات الروسية تختفي وتتبخَّر؟!
ودخل الفاتحون دمشق مُهللين ومكبرين وساجدين، كما فعل أجدادهم الكرام حينما فتحوها أول مرة بقيادة سادتنا أبي عبيدة ابن الجراح، وخالد بن الوليد، وشرحبيل بن حسنة، سنة 14هـ - 635م رضي الله عنهم أجمعين.
وفرح أهل دمشق -وسوريا عموما- فرحا شديدا عارما بالفتح الجديد، والجلاء الثاني، والفاتحين الجدد من إخوانهم، ورحبوا بهم ترحيبا حارا، وشرعوا يحتفلون بالفتح والنصر المبين وما زالوا حتى الآن بعد شهر من الفتح والتحرير، في ساحة الأمويين، وغيرها من ساحات سورية الأبية؟!
فرح المحرومين والأطفال و"الهُبل"؟!
أما أنا فقد غمرني الفرح -وغيري ومثلي كثيرون خارج سورية- ولذا بدأت بنظم قصيدة عن هذا الحادث الجَلَل فجلست جلسة من ليلة، وكتبت بعضها،
ثم جلسة أخرى وثالثة ورابعة، حتى أصبحت ملحمة مطولة في (93) بيتا؟!
ثم شرعت في شرحها، وطال الشرح، ثم نقحت القصيدة الملحمة وأضفت إليها أبياتا أخرى حتى بلغت (107) أبيات؟!
وأتممت شرحها، وأصدقكم القول إخوتي وقرائي الأعزاء! إني كنت -إبَّان أحداث الفتح والتحرير لسورية وما بين نهايته وتداعياته والفرح به، وكتابتي لهذه الملحمة المطولة وشرحها- ما بين حُلم رائع ماتع طويل، وبين أحلام اليقظة اللذيذة والماتعة جدا أيضا؟!
يقول المثل العامِّي عندنا: "عِلكَة الأهبَل رطل"؟! وبناء عليه أقول:
فإن فرحة المحروم المظلوم المقهور لمدة طويلة وطويلة جدا؛ كفرحة الطفل وفرحة الأهبل والدرويش؟!
ومثلي كثيرون جدا من السوريين وغيرهم؛ الذين تفاجؤوا بل صُدموا لأيام من هذا الزلزال والطوفان الذي حل بسورية والشام، وأدهش العالَمَ؟؟!!
فقد بلغ اليأس والاستيئاس مَبلَغَهُ من الناس عامة، والسوريين خاصة؟! حتى ظننا أننا سنموت في غربتنا، وندفن خارج سورية، ولن نرى فرجا؟؟!!
إذ قد طالت محنة الشعب السوري، وقُتل منهم وهُجر الملايين، وخذلهم العالم جُله وتخلى عنهم، بمن فيهم مَن سَمَّوا أنفسَهم في بداية الثورة "أصدقاء الشعب السوري"؛ من عرب وأوربيين وأمريكان.
ونظام بشار الأسد الطاغي ساعده النظامان الروسي والإيراني، وعصابات الإرهاب والإجرام من لبنان والعراق وغيرهما.
وشعر بشار الأسد بالأمان والاطمئنان، ولا سيما بعد سقوط حلب عام 2016م بيد النظام السوري؛ بتدخل ومساعدة الروس وقصفهم للشعب السوري بالطيران المدعوم من بعض "إخواننا العرب"؟؟!!
وبعدما ما عوَّمه إخوانه وأشباهه من العرب -قبل 3 سنوات- وأرجعوه إلى حضن الجامعة العربية، وأعطوه صكوك الغفران، ونسوا كل إرهابه وطغيانه وفظائعه وشنائعه بـ "إخوانهم" السوريين؟؟!!
فازداد طغيان بشار وبغيه ضد شعبه، وأصبح كريما جدا مع إخوانه العرب في الأردن والسعودية والإمارات؛ فصار يُكرمهم بل يسخو عليهم بكميات
الكبتاغون المصنعة لديه ولدى أخيه ماهر السفاح الأزعر؟!
وأصبحت "سيدة القصر"، و"سندريلا سورية" أسماء الأسد تزيد من تمتعها بشراء الفاخر من الأحذية والألبسة والمجوهرات والذهب بأموال السوريين المنهوبة منهم، وهم الذين يتضورون جوعا وشقاء وبؤسا وقهرا.
كما أصبح زوجها بُشير" يحلم بعودته إلى حكم سورية أقوى من قبل، وإعمار سورية من جديد، ويحلم هو وزوجه ربما، -ومعه بعض الطغاة العرب- لاستمرار الحكم لبشار، ثم توريثه لابنه المدلل حافظ المراهق؟!
وفي هذا الجو المُتناقض -مِن الظلام الشديد، والاستيئاس، من الشعب السوري- وغيره- المنكوب مَن طالت مِحنته، وأن حقه ضاع وذهب، والأمل المُشرق والحلم اللذيذ الذي كان يشعر به الطاغية بشار ونظامه وأتباعه وأحبابه- تدخلت العناية الإلهية للشعب السوري المظلوم المقهور المنكوب المشرد البائس الفقير الجائع العريان ... (جاءهم نصرنا). يوسف - 110.
وتدخلت القدرة الإلهية الغالبة لبشار ونظامه الطاغي الباغي وأحبابه وأعوانه وشبيحته (فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر). القمر- 42.
هذا، مع أن مرحلة الانتقام الإلهي بدأت منذ نحو 3 سنوات؛ فقد قلت لزوجي أكثر من مرة: لقد بدأت مرحلة الانتقام الإلهي للسوريين المَظاليم:
1- مِن الإيرانيين: يوم اغتيل قائدهم الكبير الإرهابي قاسم سليماني، ثم بقتل بعض أتباع حزب اللات وبعض الحرس الثوري الإيراني ومستشاريهم في سورية على يد الصهاينة، ثم بضرب الصهاينة لإيران في عقر دارها أكثر من مرة، ثم مقتل رئيسها رئيسي، ثم قتلها لبعض المقاومين الفلسطينيين على أراضيها وعجزها عن الرد ...
2- من حزب اللات: ثم بنكب حزب اللات وعناصره، وقتل قياداته مؤخرا في لبنان، وتحطيمهم على يد الصهاينة، وعجزه عن الرد.
3- من الروس: لما حصلت حرب أوكرانيا ضدهم، وصاروا يغرقون فيها، وتستنزفهم شيئا فشيئا، حتى عجزوا عن الدفاع عن حليفهم بشار مُؤخَّرًا؟!
4- ومن أسرة بشار خاصة: بمرض أسماء زوجه بذلك المرض الخبيث "السرطان" قبل نحو سنة، وهي ضربة إلهية واضحة؟!
فقد كانت والدتي -تغمدها الله بواسع رحمته- تدعو على بعض الظلمة فتقول: "يا ابنَيِّي! الله يضربُو بضرباتُو الكبار"؟!
أي: أسأل الله أن يضرب ذلك الظالم الباغي بضرباته الكبيرة والثقيلة.
ونسأل الله العلِيَّ القدير أن يضرب السفاح الطاغية زوج أسماء بشارا وأولاده بمثل ما ضرب به السوريين، وينتقم لهم منه، إنه عزيز ذو انتقام، آمين.
ولنَعُد الآنَ إلى مسألة فرحنا بسقوط الطاغية ونظامه.
فلذلك أيها الإخوة الكرام! نحن فرحنا كثيرا فرحة عارمة وغامرة وطويلة، كفرح وسرور الطفل، والأهبَل، والمحروم من شيء طويلا؛ لطول مُعاناتنا وبؤسنا لنحو (61) سنة من حكمنا بنظام البعث الفاجر.
ولوقوعنا تحت جاثوم (كابوس) حكم الوحشين حافظ وابنه بشار طيلة (54) سنة متواصلة من القهر والقمع والسجن والقتل والتدمير والتهجير؟!
وإليكم قرائي الأعزة! مثالين على شدة الفرح والحُزن العارمين من حديث نبوي صحيح، ومن شاعر إسلامي معاصر؟!
أما شدة الفرح؛ فقد جاء في الحديث النبوي الصحيح عن سيدنا رسول الله أنه قال: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ". أخرجه مسلم عن أنس، "موسوعة السنة النبوية" 221، برقم (13823).
فقد فرح ذلك الرجل فرحا شديدا جعله يُخطئ خطأ فاحشا؛ فيقول: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك"، بدل: "اللهم أنت ربي وأنا عبدُكَ"؟!
وأما شدة الحُزن فقد بلغت بشاعر إسلامي كبير أن يبكي على فراق أولاده؛ بل ينفجر باكيا بعاطفة جياشة كعاطفة طفل؟!
إنه الشاعر الإسلامي الكبير عمر بهاء الدين الأميري ت 1992م، رحمه الله، وهو الذي كان يصطاف بصحبة أولاده في "قرنايل" بلبنان، ثم سافر أولاده إلى حلب وودَّعهم، وتكلف الصبر عنهم لما بكوا لفراقه؛ فلم يبك؟!
ولكنه ما إن فارقه أولاده وغابوا عن ناظريه؛ حتى انفجر باكيا كالطفل لفراقهم، وقال قصيدته الشهيرة التي تُعَدُّ من عيون الشعر العربي بعنوان (أب)، وهي التي قال عنها الأديب الكبير عباس محمود العقاد: "لو كان للشعر العالمي ديوان، لكانت قصيدة (أب) في مقدمته"؟!
وهي التي يقول في مطلعها:
أينَ الضَّجِيجُ العَذبُ والشَّغَبُ؟ أينَ التَّدَارُسُ شَابَهُ اللَّعِبُ؟
وختمها ببكائه المُرِّ الشديد الماطر، وعاطفة الطفل شديد البكاء والحزن؛ لفراق أولاده، ومُبديا عُذرَه عن بكائه مع كونه رجلا قويا؛ فقال:
دَمعِي الذي كتَّمتُه جَلَدًا لمَّا تبَاكَوا ، عِندَما رَكِبُوا
حتى إذا سَارُوا وقد نَزَعُوا من أضلعي قَلبًا بِهم يَجِبُ
ألفيتُني -كالطفل- عاطِفةً فإذا به -كالغَيث- يَنسَكِبُ
قد يَعجَبُ العُذالُ مِن رجُل يَبكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ
هَيهاتَ! ما كلُّ البكا خَوَرٌ إني -و بي عَزمُ الرِّجالِ- أبُ
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والله أكبر، ولله الحمد، على هذا الفتح المبين، والنصر المؤزر، والتحرير والجلاء الثاني لسورية والشام.
وبهذه المناسبة السعيدة أحب إهداء إخواني القراء أنشودة رائعة للشاعر الإسلامي أبي جهاد يوسف العظم رحمه الله؛ الذي كان يحب السوريين كثيرا، وقد ساعدهم كثيرا في محنتهم في الثمانينات، لما لجأ بعضهم إلى الأردن الشقيق، وهذه الأنشودة له الرائعة جدا عن معركة اليرموك وفتح دمشق الأول، ولا سيما حين نسمعها بصوت المنشد الرائع أبي عبد الله أحمد بربور ت 2002م، رحمه الله، والتي يقول فيها:
و عَلَى اليَرمُوكِ تَرَاتِيلُ مِن آيِ الذِّكرِ، و تَنزِيلُ
و ابنُ الجرَّاحِ يُعاونه سيفٌ -لِلعِزَّة- مَسلُولُ
فاندحَرَ الباطِلُ مَهزُومًا و الرُّومُ أسِيرٌ ، و قَتِيلُ
وحُصُونُ دِمشقَ يُزَلزِلُهَا تَكبِيرُ اللهِ ، و تَهلِيلُ
و الحَقُّ تَعَالَت رايَتُهُ مُذ حَمَلَ الرَّايَةَ جِبرِيلُ
ونسأل الله تعالى العلي القدير أن يُتم علينا النعمة بإعمار سورية الجديدة، بالبناء المادي والمعنوي، بالعزة والكرامة والعدل والحرية وحقوق الإنسان؛ كي يعيش السوريون الجُدد خيرا مما عاش آباؤهم وأجدادهم قبل (61) سنة، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: المعتز بالله وحده سيد أحمد
صباح الخميس 16/رجب الحرام/1446هـ = 16/كانون2- يناير/2025م
الفصل الأول
إتحاف ذوي الأحلام
بشرح
ملحمة الجلاء الثاني بطوفان الشام
ملحمة
طوفان الشام
يوم الجلاء الثاني لسورية الأبية والشام
ملحمة النصر والتحرير والفتح المبين
وإسقاط طاغوت الشام ونمرودها ورويبضتها
الوحش بن الوحش بشارون بن حافظ الوحش البهرزي "الأسد"
يوم الأحد 7/6/1446هـ = 8/12/2024م
(يوم من أيام الله) - بعد شهر من الفتح
سيد أحمد بن محمد السيد
قال الله تعالى وهو أصدق القائلين:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُواْ الْأَلْبَابِ (52) }. سورة إبراهيم عليه السلام.
-1اللهُ أكبَرُ! هذا الحُلمُ ، وَ العِيدُ مَاذَا يُسَطِّرُ شِعرِي، والأغارِيدُ؟!
-2الله أكبر! هَذَا الفَتحُ يا وَطَنِي! فَتحٌ مِنَ اللهِ؛ فليَتبَعهُ تَحمِيدُ
-3الله أكبر! هذا النَّصرُ مَنَّ بِهِ على المَظَالِيمِ رَبٌّ -جَلَّ- مَحمُودُ
-4يَومٌ أغَرُّ بِوَجهِ الدَّهرِ سُورِيَتِي! فَلتَفرَحِي ذَهَبَت أيَّامُكِ السُّودُ
-5إذ سَقَطَت دَولَةُ الشُّطَّارِ، واندَحَرَت وأهلُهَا الكُذُبُ النُّتنُ الجَوَارِيدُ؟!
-6 جُمهُورْيَةُ الخَوفِ وَلَّى عَهدُهَا ومَضَى
ولَن يُرَى -بَعدَهَا- عَسفٌ وتَهدَيدُ
-7و دَولَةُ الحَقِّ ، و القَانُونِ آتِيَةٌ والعَدلُ أُسٌّ لَهَا، والأمنُ مَقصُودُ
**********
-8سِتُّونَ عَامًا؛ وحُكمُ البَعثِ يَقمَعُنَا
رِجَالُهُ الشُّرُسُ الزُّعرُ الرَّعَادِيدُ
-9سِتُّون عَامًا؛ وحُكمُ البَعثِ يَخنُقُنَا نِظَامُهُ الفَسلُ -بِالطُّغيَانِ- مَعهُودُ
-10ستون عاما؛ نِظامُ البَعثِ يَظلِمُنَا
لم يَنجُ مِن بَطشِهِ شَيخٌ، ومَولُودُ؟!
-11ستون عاما؛ وحكم البعث يَسجُنُنَا
يَسُومُنَا الخَسفَ جِلوَازٌ، و عِربِيدُ
-12فَاليَومَ لا وَحشَ لا مَخلُوفَ يَحكُمُنَا
ولا اسمُ أسمَاءَ أو شَالِيشُ مَوجُودُ؟!
**********
-13 قَد فَرَّ بَشَّارُ مِن جُندِ الهُدَى عَجِلًا كَذَا زَبَانِيهِ ؛ الَانجَاسُ المَنَاكِيدُ
-14قد فر فِرعَونُ "ذَيلُ الكَلبِ"مُتَّجِهًا لِـ "بُوتِنٍ"، وهوَ مَرعُوبٌ ومَرعُودُ
-15لِزَوجِهِ، نَحوَ"مُوسكُو"بَعدَمَا نَهَبَا مِن خَيرِ سُورْيَا؛ فلا يُحصِيهِ تَعدِيدُ
**********
-16 مَاذَا يَقُولُ لِسَانُ الشِّعرِ عَن فَرَجٍ
طَالَ انتِظَارٌ لَهُ، و الشَّعبُ مَجهُودُ
-17 ماذا يُعَبِّرُ تِبيَانِي، و قَافِيَتِي؟ عَن فَجرِ نَصرٍ أتَى؛ فالكُلُّ مَسعُودُ!
-18مِن بَعدِ لَيلٍ بَهِيمٍ؛ آدَ كَلكَلُهُ عَانَى لِبُؤسٍ لَهُ ؛ بُسلٌ أجَاوِيدُ
-19 خَمسُونَ مَعْ أربَعٍ؛ سِنِيُّ مَتعَسَةٍ
قد أُترِعَت جَامُهَا؛ بُوسٌ، وتَنهِيدُ؟!
-20 خمسون عَامًا وآلُ الوَحشِ تَحكُمُنا
بِنَارِهَا ، و حَدِيدٍ ؛ عَلقَمٌ ، سُودُ
-21حَتَّى غَدَت سُورِيَا -لَهُم- كَمَزرَعَةٍ وجُلُّ خَيرٍ بِهَا -لَهُم- فَمَردُودُ؟!
-22و جُلُّ سُكَّانِهَا أمسَوا -لهم- خَدَمًا أو كَالعَبِيدِ ؛ أذِلَّاءٌ مَنَاكِيدُ؟؟!!
-23 أمسَت -بِهِم- سُورِيا أسرَى مُعَذَّبَةً
سِجنًا كَبِيرًا، وحُكمُ العَسفِ تأبِيدُّ!!
-24وصَارَ كُلُّ فَتًى -فِيهَا- فَمُفتَقَدًا ومَن مَضَى هَارِبًا مِنهَا؛ فَمَولُودُ؟!
**********
-25 فقد بُلينَا بِحُكمِ الوَحشِ؛ حَافِظِهِم الحَاكِمُ الفَردُ؛ فِرعَونٌ، و نُمرُودُ
-26مَن جَاءَ سُورْيَا بِحُكمِ البَعثِ مُنقَلِبًا
على الأتَاسِي؛ إذَا بِالشَّعبِ مَصفُودُ!
-27مَن بَاعَ جَولَانَنَا الغَالِي اليَهُودَ لِكَي
يَكُونَ حُكمٌ لَهُ -بِالقُطرِ- مَمدُودُ؟!
-28 ومَن دَهَى سُورِيَا كابُوسُهُ حِجَجًا دامَت ثَلاثِينَ؛ تَعذِيبٌ، وتَشرِيدُ
-29قَد ظَلَّ يَقمَعُ شَعبَ الشَّامِ يَسحَقَهُ مَدَى عُقُودٍ ثَلَاثٍ؛ كُلُّهَا سُودُ؟!
-30بِالسَّجنِ، بِالقَتلِ، بِالتَّعذِيبِ يُرهِبُهُم
فَسَادَ -في النَّاسِ- رُعبٌ مَعهُ تَنكِيدُ
-31 وبِالفُرُوعِ فُرُوعِ "الأمنِ"عَدَّدَهَا و كُلُّ فَرعٍ بِهِ قَمعٌ ، و تَقيِيدُ
-32 أمنٌ لِدَولَتِهِ ، أمنٌ لِعَسكَرِهِ ، أمنٌ لِجَوٍّ بِهِ جَمعٌ ، و تَحشِيدُ
-33أمنُ الجِنَائِي كَذَا أمنُ السِّيَاسَةِ كَي
يُمسِي الجَمِيعُ بِغُلٍّ؛ فهوَ مَصفُودُ
-34وكَم سُجُونٍ بَنَى لِلقَهرِ في بَلَدِي كُثرٍ؛ فمَا إن لَهَا حَصرٌ، وتَعدِيدُ؟!
-35سَل عَن مَجَازِرِهِ حَمَاةَ، تَدمُرَنَا كَذَا مَشَارِقَةُ الشَّهبَاءِ ، و العِيدُ
-36 و بَعدَمَا نَفَقَ السَّفَّاحُ -حَافِظُهُم ووَحشُهُم- وَرِثَ السُّلطاتِ عِربِيدُ
-37 فاستَبشَرَ النَّاسُ خَيرًا حِينَمَا عَلِمُوا
بِأَنَّ حَاكِمَهُم -"بَشَّارُ"- مَوعُودُ
-38وزادَهُم بُشَرًا ما قد نُمِيْ لَهُمُو هَذَا الطبِيبُ فتًى وَاعٍ، و مَنشُودُ
-39 وبَاشَرَ الحُكمَ بَشَّارٌ، وعُصبَتُهُ و زَوجُهُ؛ فَنَمَا بَغيٌ، و تَفسِيدُ!
-40 ومَرَّ عَقدٌ، ولم يُصلِح لِأنظمَةٍ زَادَت مُعانَاتُنَا، مَعهَا التَّنَاهِيدُ؟!
-41 عَمَّ الفَسَادُ بِهِ، والرِّشوَةُ انتَشَرَت
وازدَادَ ظُلمٌ، وفَقرُ النَّاسِ مَشهُودُ
-42تَغَوَّلَت سُلُطَاتُ الأمنِ، واستَعَرَت كِلَابُهَا أطلِقَت، و الأمنُ مَفقُودُ
-43مِن شِدَّة البَغيِ والطُّغيَانِ فانفَجَرَت فِي شَامِنَا ثَورَةٌ؛ -لِلحَقِّ- تأييدُ
-44بِالسِّلمِ قَامَت، وعَمَّت كُلَّ سُورِيَةٍ شِيبٌ شَبَابٌ، وطِفلٌ، مَعهُمُ غِيدُ
-45يُطَالِبُونَ بِإصلَاحٍ ، و حُرِّيَةٍ كَرَامَةٍ ، مَعَ عَدلٍ ، لَيسَ تَقيِيدُ
-46 فَصَدَّهُم عَسكَرُ الطَّاغُوتِ سَامَهُمُو
خَسفًا، و عَمَّهُمُو قَتلٌ، و تَشرِيدُ
-47 مِئَاتُ الَالَافِ مِنهُم سُجِّنُوا، وأَذُوا
وعُذِّبُوا؛ مَسَّهُم عَسفٌ، و تَهدِيدُ
-48و غِبَّها صَارَ بشَّارٌ يُقَتِّلُهُم بِالطَّائِرَات -و دَبَّابَاتِه- بِيدُوا
-49 وبِالبَرَامِيلِ -فَوقَ النَّاسِ- تُهلِكُهُم
و بِالمَدَافِعِ ؛ يَشوِي الناسَ بَارُودُ
-50وبَعضُهُم قُتِلُوا -بِالغَازِ- فاحتَرَقُوا
سَارِينَ ، أو خَردَلٍ ؛ حَرقٌ و تَحصِيدُ
-51 وسَاعَدَت رُوسِيَا بَشَّارَ مَع فُرُسٍ
و حِزبِ "لَاتٍ"؛ فَهُم دَعمٌ و تَحشِيدُ
-52مِئَاتُ الَالَافِ مِن أبنَاءِ سُورِيَة قد قُتِّلُوا بِسِلَاحِ الغَدرِ، واقتِيدُوا
-53أمَّا المَلَايِينُ مِنهُم فَهُمُو هَجَرُوا أوطانَهُم؛ نالَهُم بُؤسٌ، و تَشرِيدُ
-54وبَعضُهُم غَرِقُوا فِي اليَمِّ، وَا أسَفًا!
أثناءَ هِجرَتِهِم ؛ مَا نِيلَ مَقصُودُ
-55ومَا تَبَقَّى مِنَ السُّكَّانِ يَسحَقُهُم فَقرٌ، وجُوعٌ بِـ"كِبتَاغُونَ" مَقصُودُ
**********
-56أمَّا مَجَازِرُهُ الكُبرَى، شَنَائِعُهُ فقَد كَثُرنَ ؛ فَلَا حَصرٌ، و تَحدِيدُ
-57مِنهُنَّ: "حَولَةُ، دارَيَّا، وغُوطَتُنَا" "تُرَيمِسَة، بانِيَاسٌ"؛ كُلُّهَا سُودُ
-58و"دُومَةٌ، خَانُ شَيخُونٍ، قُوَيقٍهُمُو"
مَعَ "التَّضَامُنِ" قَتلٌ -طَمَّ- مَشهُودُ!
**********
-59 فَلتَفرَحُوا إخوَتِي! ولتَنتَشُوا طَرَبًا
يَا شَعبَنَا الحُرَّ! زَالَ الوَحشُ نُمرُودُ
-60و كَبِّرُوا جَاءَ نَصرُ اللهِ لِلضُّعَفَا و فَتحُهُ -لِرُبُوعِ الشَّامِ- تَأيِيدُ
-61 وهَلِّلُوا واحمَدُوا الرَّحمَنَ نَاصِرَكُم
و ليَرتَفِع مِنكُمُو؛ ذِكرٌ، و تَحمِيدُ
-62و لتَسجُدُوا شَاكِرِينَ اللهَ؛ سَيِّدَكُم مُيَسِّرُ الفَتحِ، هَل سِوَاهُ مَعبُودُ؟!
-63 وابتَهِجُوا قَومَنَا! فِي كُلِّ سُورِيَةٍ
بِذَا الجَلَاءِ -العَظِيمِ- جَاءَكُم عِيدُ
-64 فَقَد جَلَا عَنكُمُ السَّفَّاحُ مُنهَزِمًا كَذَاكَ أعوَانُهُ ؛ الغُشمُ العَرَابِيدُ
-65 وقَد جَلَا عَنكُمُ الرُّفَّاضُ مَعْ عُصَبٍ
لَهُم مِنَ الفُرسِ؛ هُم لِلشَّرِّ إقلِيدُ
-66كَمَا جَلَا -عَنكُمُو- رُوسٌ بِأسلِحَةٍ جَلَا الجُنَاةُ؛ فَلَا خَوفٌ، و تَهدِيدُ
**********
-67 ولَتَفرَحُوا فَاتِحِي الشَّامِ الأوَائلَ؛ إذ
عَادَت شآمُ لِأهلِيهَا الأُلَى عُودُوا
-68أبَا عُبَيدَةَ! فَافرَح يَا عِياضُ! كَذَا
يَا بنَ الوَلِيدِ ابتَهِج؛ فالشَّامُ تَغرِيدُ
-69 يَا آلَ بيتِ رَسُول الله! قد نُصِرَت شآمُ جَدِّكُو، فابتَهِجُوا، جُودُوا
-70ويا صِحَابَ رَسُولِ الله! فاجتَذِلُوا بِفَتحِنَا تَفخَرُ الأفراحُ ، و العِيدُ
**********
-71 ويَا ابنَ عَبدِ العَزِيزِ اجذَل لِفَرحَتِنَا
ونَصرِنَا، فِي رُبَى الفَيحَاءِ تَعيِيدُ
-72 ويَا صَلاحُ! و نُورَ الدِّينِ فابتَهِجَا بِنَصرِ سُورِيَةٍ، قَد تَمَّ مَقصُودُ
-73وأنتَ يا يُوسُفَ العَظمَاتِ! يا بَطَلًا بِمَيسَلُونَ، لِتَفرَحْ؛ جاءَ مَوعُودُ
-74 يا شُهَدَا سُورِيَا الأبرَارَ! فاجتَذِلُوا دِمَاؤُكُم أينَعَت؛ فالنَّصرُ مَحصُودُ
-75حَمزَ الخَطِيبُ! وقَاشُوشُ! ومَارِعَهُم
حَجِّي!، وسَارُوتُ! أنتُم -فافرَحُوا- جُودُ
**********
-76 ويَا أتَاسِي! ويا شُكرِي! ألا ابتِهِجَا بِنَصرِ سُورِيَةٍ ؛ فالكُلُّ مَسعُودُ
-77 لَيثَ الكِنَانَةِ يا مُرسِي! ابتَهِج فَرَحًا
قد فُتِحَت شامُنَا، هَذي الأنَاشِيدُ
-78 حُكُومَتَي تُركِيَا مَعْ قَطرِ اجتَذِلَا بِنَصرِنا ، أنتُمُو صُدقٌ أجَاوِيدُ
**********
-79 يا أيُّهَا العُلَمَا الأحرَارُ! فابتَهِجُوا و شَارِكُونَا بِأفرَاحٍ ، ألَا جُودُوا
-80 يا حَافِظَ الشَّامِ بَدرَ الدِّينِ! يا دَقِرًا فلتفرَحَا ؛ إنَّه نَصرٌ ، و تَأيِيدُ
-81 مُحمَّدُ الحَامِدُ! اجذَلْ، يا حَبَنَّكَةً! أدِيبَ كَيلَانِ! فافرَح، سَادَةٌ جُودُ
-82 وأنتَ يا هَاشِمُ المَجذُوبُ! فابتَهِجَنْ
و يا حَدِيدُ أيَا مَروَانُ! جا عِيدُ
-83 شَيخِي الزُّحَيلِيُّ! شَارِكنَا بِبَهجَتِنَا ويا أبَا غُدَّةَ! افرَح ، زالَ تَقيِيدُ
-84يا شيخَنا القَرَضَاوِ افرَح وطِب فَجَنَى
ثَورَتِنا نَاضِجٌ ؛ و ذِي العَنَاقِيدُ
-85 ويَا مُفَسِّرَنا الصَّابُونِ عِش جَذَلًا ازَّيَّنَت سُورِيَا ، و انزَاحَ نُمرُودُ
-86 ويا شَفِيقُ! وبَدرَ الحَامِدِ! ابتَهِجَا و يا أبَا رِيشَةَ! اجذَل؛ إنَّهُ العِيدُ
-87 أبَا ضِيَاءٍ! و يا غُزَيِّلُ! انبَسِطَا و يَا سَلَامَةُ! فافرَح زَالَ تَنكِيدُ
**********
-88عَلِيَّ طَنطَا! و يا بَنَانُ! فاجتَذِلَا قد حُرِّرَت شَامُنَا؛ والفضلُ مَمدُودُ
-89 ويَا مُنِيرُ أيَا غَضبَانُ! فابتَهِجَنْ بِدَحرِ فِرعَونِنَا ؛ فالشَّامُ تَغرِيدُ
-90 عِصَامَ ابَا أيمَنِ العَطَّارُ! كُن جَذِلًا فالشامُ في عُرُسٍ، وذِي الزَّغَارِيدُ
-91و يا أبَا مَازِنٍ! بَربُورُ! فابتَهِجَا هَلَّ الرَّبِيعُ، وهذا الشَّعبُ مَسعُودُ
-92كَذَا ابتَهِج والِدِي! بِالنصرِ مُنتَشِيًا
عِيسَى الخَطِيبُ أجَدِّي! افرَحْ فَذَا عِيدُ
**********
-93 و يا كُرَيِّمُ! نابُلسِي! و سَارِيَةٌ!
أسَامَةُ ابنَا الرِّفَاعِي! اِفرَحُوا عُودُوا
-94 أبناءَ حَوَّى! بَيَانُونِي! وغَيرَهُمُو!
لِتَفرَحُوا، جَاءَ نَصرُ الشَّامِ، و العِيدُ
-95مُحَمَّدُ بنَ الدَّدُو! سَاهِم بِبَهجَتِنَا فحِزبُ بَعثِ المَآسِي جَثَّهُ الصِّيدُ
-96 سلمانُ عَودَةُ! يَا عَلِيُّ ذَا العُمَرِي!
و أنتَ يا عِوَضُ القَرنِي! أيَا جُودُ!
-97 يا إخوَةَ الحَقِّ! فَكَّ اللهُ أسرَكُمُو وكُلَّ سَجنَى الهُدَى؛ فالكُلُّ مَصفُودُ
**********
-98و أنتُمُو إخوَةَ الإسلَامِ! فاجتَذِلُوا أحبَابَ سُورِيَّةٍ! قد أشرَقَ العِيدُ
-99وأنتُمُو إخوَتِي الأترَاكَ! فابتَهِجُوا و كَبِّرُوا هَلِّلُوا، و ليَعلُ تَمجِيدُ
-100 يا إخوَةَ العُربِ! هَيَّا فافرَحُوا مَعَنَا
بِنَصرِنَا زالَ فِرعَونٌ، و نُمرُودُ
-101 يا أصدِقَا سُورِيَا الأحرَارَ! فاجتَذِلُوا
بِدَحرِنَا لِطُغَاةِ البَعثِ ، ذا عِيدُ
**********
-102يا إخوَتِي الشُّرَفَا! أبناءَ سُورِيَةٍ!
جَمِيعًا اتَّحِدُوا ؛ فالخَصمُ مَوجُودُ؟!
-103أعداؤُنَا كُثُرٌ، هُم يَربُصُونَ بِنا
رُصُّوا الصُّفُوفَ يُحَقَّق قَومِ! مَوعُودُ
-104و لتَحذَرُوا ثَورَةً مُضَادَّةً لَكُمُو يَحُوكُهَا "عَرَبٌ"؛ خُبثٌ نَمَارِيدُ
-105سُورْيَا الجَدِيدَةُ تُبنَى في تَعَاوُنِنَا بِكُلِّ أطيَافِنَا ؛ يَكُونُ تَشيِيدُ
-106سُورِيَّةٌ حُرَّةٌ -بِالعَدلِ- نَنشُدُهَا و بِالكَرَامَةِ ، و الإيمَانِ تَجدِيدُ
-107 فَوَاصِلُوا جُهدَكُم، وثَابِرُوا تَصِلُوا
وأخلِصُوا، واعمَلُوا تُقضَ المَوَاعِيدُ
**********
من ديواني (إلَى مُتَيِّمَتِي سُورِيَة النَّازِفَة الجَرِيحَة)
إتحاف ذوي الأحلام بشرح ملحمة الجلاء الثاني بطوفان الشام
(1) الله أكبر: أي: الله أكبر من كل كبير، وهي تعبير عن الفرح، واعتراف بفضل الله تعالى في كل نعمة منه لِشُكرها، ومنها نعمتا النصر والفتح.
(2) الفتح: الفتح الذي جرى -لسوريا الأبية والشام المَحمِيَّة- مؤخرا ما بين 27/11- 8/12/2024م؛ وهو ما تم فيه تحرير وفتح حلب وحماة وحمص ودمشق الشام، وبقية مدن سورية، على يدي فصائل المعارضة السورية الأبطال المجاهدين بقيادة (هيئة تحرير الشام) بقيادة الرجل الصالح أحمد الشرع أبو محمد الجولاني، حفظه الله.
*يا وطني: يا بلدي الحبيب سورية. *فتح من الله: هذا الفتح بفضل الله وتوفيقه: (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم). *فليتبعه: فليَلِ التكبيرَ تحميدُ لله تعالى -قول: الحمد لله- على هذا الفتح.
(3) النصر: هو ما نصر الله تعالى به تلك الفصائل السورية على نظام الطاغية الفاجر الداعر بشار الأسد السفاح وفرعون سورية الكبير. *من: تفضل به وتكرم علينا. *المظاليم: ج مظلوم، وهو: كل من بُغِي عليه، وانتُقص شيء من حقه. *رب: إله مُنعِم. *جلَّ: عَظُمَ. *محمود: يحمده أهل السماوات والأرض وكل الخلق؛ قال سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه، يمدح سيدَنا رسولَ الله :
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهَدُ
و شقَّ له -مِن اِسمه- لِيُجِلَّهُ فذو العرش محمودٌ، وهذا مُحَمَّدُ
(4) يوم أغر: يوم مشهور تاريخي يوم الفتح لسورية والنصر. *بوجه الدهر: مكتوب على جبين الدهر هذا الفتح والنصر للشام وسورية. *سوريتي: محبوبتي سورية. *فلتفرحي: فلتُعلني فرَحَكِ وبِشرَكِ بهذا الفتح والنصر. *ذهبت: مضت وولَّت. *أيامك السود: أيام الحكم الظالم الغاشم حكم حزب البعث الإرهابي المجرم للآكلَينِ اللاحِمَين حافظ وبشار الوحش "الأسد" وطُغمتهما الفاسدة النَتِنَة؛ تلك الأيام حالِكَة السواد على السوريين.
(5) سقطت: زالت وذهبت. *دولة الشُّطَّار: دولة العَيَّارِين "الشَّبِّيحة والبَلطَجِيَّة" والمحسُوبِيَّات، لا دولة القانون والحقوق. والشُّطَّار ج شاطر، وهو في اللغة: الخبيث الفاجر، ومَن أعيا أهلَهُ أو قومَه شَرًّا وخُبثًا ولُؤمًا، ومن ترك موافقتَهُم. "معجم النفائس" 968، و"الوسيط" 482.
*اندَحَرَت: هُزِمَت. *أهلها: أصحابها. *الكُذُب: ج كَذُوب، كثير الكَذِب. *النُّتن: ج نَتِين: كريه الرائحة.
*الجَوَارِيد: ج جارُود، ولها معنيان: 1- سنة جارود: مُقحِطَة شديدة المَحل. 2- رجل جارود: مَشؤُوم. "الوسيط" 115.
(6) جمهورية الخوف: التي أسسها نظام البعث في سورية، وقادها الوحشان الأب السفاح حافظ، وابنه الرويبضة السفاح بشار.
*ولى عهدها ومضى: ذهب، ولن يعود. *ولن يرى بعدها: لن يرى بعد تلك الدويلة المُتوحشة. *عسف: الظُّلم، والأخذ بِالعُنف والقُوَّة. "الوسيط" 600. *تهديد: تخويف.
(7) دولة الحق والقانون: الجديدة التي سيبنيها الثوار السوريون الأحرار. *أس: أساس. *مقصود: هَدَف.
(8) ستون عاما: هي في الحقيقة (61) عاما مدة حُكم حزب البعث الجاني المجرم لشعب سوريا الأبي؛ إذ امتدَّ حكمه المشؤوم لسورية ما بين (8/3/1963م- 7/12/2024م).
*حكم البعث: حكم "حزب البعث العربي الاشتراكي" عدو الله والرسول والأديان والإنسانية جمعاء. *يقمعنا: يحكمنا بالحديد والنار، والقهر والظلم. *رجاله: ج رجل. *الشرس: ج شرس، الرجل سيئ الخلق والمعاملة. *الزعر: ج أزعر، العنيف سيئ الخلق والتعامل. *الرعاديد: ج رِعدِيد، الجَبَان الذي يخاف من كل شيء ويرتعد منه.
(9) يخنقنا: يُضَيِّق علينا في الحريات بمخابراته وأجهزته الأمنية القمعية. *نظامه: أجهزة حكمه. *الفسل: الرَّذلُ الرَّدِيءُ، ورجل فسل: لا مُرُوءةَ لَه. "المعجم الوسيط" 689. *بالطغيان: بالظلم الكبير. *معهود: معروف.
(10) لم يَنجُ: لم يَسلَم. *بطشه: فَتكه وقمعه وأذاه. *شيخ: عجوز. *مولود: طفل وَلِيد.
(11) يسجننا: يحبسنا -نحن الشعب السوري عامة- في سجنه الكبير، وخاصة؛ للذين أودعهم في سجونه الكثيرة، وفروعه الأمنية، ظلما وعدوانا، ولا سيما منهم السياسيون من الإخوان المسلمين، والسلفيين، واليساريين، وغيرهم، حتى إن سجونه في سورية لا يعرف عددها؛ فهي بالمئات، وربما بالآلاف؟! وما: "سجن تدمر"، و"سجن صيدنايا"، و"سجن المزة"، و"السجن المركزي" في حلب، إلا أمثلة، وقليل من كثير؟!
*يسومنا: يُعَذِّبنا. وسامه ذُلا أو خسفا أو هوانا: أولاه له وأراده عليه. "الوسيط" 465. *خَسَفَ فُلانًا: أذلَّه وحَمَلَهُ على ما يَكرَه. "الوسيط" 234.
*الجِلواز: الشُّرطِيُّ. *العِربِيد: الكَثير العَربَدة الشِّرِّير، ومَن يُؤذي الناسَ في سُكره، وعَربَد: ساءَ خُلُقُه. "الوسيط" 591.
(12) لا وحش: لا أحد مِن أسرة "الوحش" التي عُرفت بأسرة "الأسَد" يحكم سورية. *آل مخلوف: هم أقرباء -"آل الوحش"- حافظ وبشار الأسد، ومنهم محمد مخلوف، وابنه رامي مخلوف الذي كان يسيطر على كثير من اقتصاد سورية وشركاتها، وهو الذي قال لدويلة إسرائيل في بداية الثورة السورية عام 2011م: "إن أمن إسرائيل من أمن سورية"؟!
*ولا اسم أسماء: هي أسماء الأخرس زوج الطاغية "بشار بن حافظ الوحش؛ الأسد". حمصية الأصل مع الأسف، لكنها تربية بريطانية، وقد شاركت زوجها الطاغية الهِوَكَّ بشارون في نهب ثروات سورية، وقمع السوريين، وتعذيبهم وسفك دمائهم، وقد فرت إلى روسيا -مع أولادها- قبل بضعة أشهر من سقوط زوجها، وادعوا أنها أصيبت بالسرطان؟!
وقد عُرفت بعيشتها المرفهة، وشراء أنفس وأغلى الألبسة والأحذية والمجوهرات في السنوات الأخيرة، في حين كان جل السوريين يتضورون جوعا وألما في الداخل السوري وفي المخيمات والمنافي، وبعضهم يموت غرقا في البحار أثناء هجرته القسرية من وطنه سورية؟!
*أسرة شاليش: هم أقرباء آل الوحش "الأسد" أيضا؛ فوالدة حافظ الأسد "ناعسة" هي منهم.
(13) قد فرَّ بشار: هرَبَ. *من جند الهدى: من جنود الإسلام وفصائل المعارضة الفاتحين الذين فتحوا حلب ثم حماة، ثم حمص، وهم في حمص فر بشار الجبان من سورية عبر قاعدة حميم وسادته الروس مع ما استطاع من أموال ونفائس إلى أرقى حي -"موسكو ستي"- في العاصمة الروسية؟!
(14) ذيل الكلب: أو "ذيل كلب الروس" كما أطلق عليه بعض ضباط الروس. *متجها: قاصدا في وِجهته. *بوتن: فلاديمير بوتن فرعون روسيا وطاغيتها سيد بشار وولي نعمته، وداعمه ومانعه من السقوط لبضع سنوات، وقاتل آلاف السوريين بقصفهم بالطيران في إدلب وغيرها، لعنه الله وكل من دعمه في قتلنا.
*مرعوب ومرعود: كثير الخوف والرُّعب، ترتعد فرائصه من جيش الثوار الفاتحين لسورية.
(15) لزوجه: ذهب الطاغية والسفاح واللص الكبير بشار الوحش إلى زوجه اللصة الكبيرة في حي "موسكو ستي" من مدينة "موسكو". *نهبا: سرقا كثيرا من ثروات سورية وعملتها وخيراتها. *لا يُحصيه: لا يُعرف عدده الحقيقي. *تعديد: إحصاء وعَدٌّ.
(16) لسان الشعر: قصائده وأبياته. *فرج: هو ذهاب الضيق والشدة. *طار انتظار له: أي انتظره الناس طويلا طويلا لمدة تُنيف على نصف قرن من الزمان. *الشعب: كل سُكَّان سورية. *مَجهُود: مُتعَب مُرهَق؛ من القتل والتهجير، والسجن والاعتقال، والقمع والتعذيب والتنكيل بالسوريين.
(18) الليل البهيم: الذي لا ضوء فيه حتى الصباح. "الوسيط" 74. *آد: أثقل وأعجَزَ. *الكلكل: الصدر؛ يقال: أناخَ عليه بكلكله: أي ثَقُلَ عليه وضغَطَ. "المعجم العربي الأساسي" 1051. *عانى: تَألَّم وقاسَى. *البُؤس: الشقاء والفقر والتعَب. *بُسل: ج باسل: الشُّجاع. *أجاويد: كِرام، ج جواد.
(19) خمسون مع أربع: هي مدة حكم "آل الوحش؛ الأسد" لسورية، الأب المقبور حافظ؛ الذي حكم ما بين: (1970- 2000م)، وابنه بشار الذي حكم ما بين: (2000- 2024م). *سني: ج سنة. متعسة: بُؤس وشقاء وظلم وطغيان. *أترعت: مُلِئت. *جامها: كأسها. *تنهيد: تنفس الصعداء.
(20) تحكمنا بنارها وحديد: كناية عن حكمهم الشعب السوري بالقمع والإرهاب والتهديد والسجن والتعذيب. *العلقم: شجر مُرٌّ طعمه كالحَنظَل. *سود: ج سَوداء؛ أي سنوات الحُكم تِلك كانت سنوات سوداء قاتمة على الشعب السوري لشدة الظلم والقمع فيها عليهم من قبل وحوش آل الوحش "الأسد"، ونظامهم المُجرم البعثي.
(21) غدت سورية: أصبحت، صارت. *كمزرعة: أي صارت سوريا لآل الأسد وعصابتهم ونظامهم مملوكة لهم، ومستعبدة بخيراتها وبشرها وحجرها. *جل خير: أكثر خيراتها وأموالها وغلاتها. *لهم مردود: يعود لتلك الطائفة المتوحشة الإرهابية.
(22) جل سكانها: أكثر سكان سورية. *أمسوا خدما: ج خادم؛ أي كالخدم والعبيد -ج عبد- لتلك العصابة. *أذلاء: ج ذليل، حقير، خاضع، لا قيمة له. *مناكيد: ج منكود: بائس، شقي، فقير، تَعِس، مُعَذَّب.
(23) أمست بهم سورية: صارت بسببهم سورية الأبية. *أسرى: مؤنث أسير؛ أي: كأسير الحرب المُقيَّد، العاجز، الذي لا حول له ولا قُوَّة.
*معذبة: يُمارس على أهلها كل ألوان العذاب والقمع. *سجنا كبيرا: لكل الشعب؛ بسبب التضييق على حريات الناس. *العسف: الأخذ بالعُنف والقُوَّة والظلم. "الوسيط" 600. *تأبيد: دائم، لا فكاكَ ولا خلاصَ منه.
(24) الفتى: الشاب، والسيد الكريم. *مُفتقد: كالمفقود، مُغَيَّب عن الإعلام والإبداع والنشاط الحر الكريم. *ومن مضى هاربا: من ترك سورية، وغادرها إلى أي دولة أخرى. *مولود: كأنه ولد من جديد، في عالَم آخَر مُختلِف عن سورية؛ بسبب حيويته وحريته، وممارسته نشاطه الحُرَّ.
*ملاحظة: كان شيخنا العلامة د. يوسف القرضاوي يقول ويُردد: "سورية الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود"؛ فالبيت السابق هو معنى قوله.
(25) بُلينا: أصبنا بمصيبة ومِحنة. *حكم الوحش حافظ: كان ذلك بعدما تسلم زمام السلطة والحكم -مع حزبه البائس الفاجر (حزب البعث)- في سورية بانقلابه الذي سماهُ "الحركة التصحيحية" يوم 16/11/1970م.
*الحاكم الفرد: ذو الحكم الشمولي البعيد عن الشورى والحرية والديمقراطية، وبحزب واحد هو "حزب البعث"، قال شاعر النيل:
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف، ورأي الفرد يُشقيها
ويقول أمير الشعراء شوقي رحمه الله:
زمان الفرد يا فرعون! وَلَّى و دالت دولَةُ المُتَجَبِّرِينا
*فرعون: حكم حافظ الأسد الاستبدادي الفردي الطاغي شبيه بحكم فرعون مصر الذي سام الشعب المصري سوء العذاب لسنوات طِوال، وقال لهم: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيلَ الرشاد)، وقال لهم: (أنا ربكم الأعلى)، وقال: (ما علمت لكم من إله غيري).
*نمرود: حافظ الوحش في تسلطه وتجبره وحكمه الفردي يشبه حكم الطاغية نمرود الحاكم المستبد الطاغي الذي أذاق شعبه الويلات.
(26) من جاء سوريا: لحكمها. *بحكم البعث: بحكم حزب البعث العربي الاشتراكي الإرهابي المجرم العنصري الفاجر الكافر عدو الله ورسله، والأديان كلها والإنسانية والإنسان. *منقلبا: جاء حويفظ الوحش إلى السلطة بعدما انقلب على رفيقه البعثي الطبيب الرئيس نور الدين الأتاسي الحمصي، وأودعه سجن المزة العسكري ليقضي فيه 22 عاما، في زنزانة ضيقة، ومن دون محاكمة، ويصاب بعد ذلك بالسرطان، ويموت بسببه عام 1992م في باريس، وقد أخرج من السجن قبل وفاته بأشهر قليلة.
*إذا بالشعب مصفود: أي فوجئ الناس بعد مجيء حافظ الوحش إلى الحكم بحكمه المستبد الظالم؛ فأصبحوا مُقيَّدي الحريات، مُكمَّمي الأفواه؟!
(27) من باع جولاننا: من المعروف أن المقبور حافظ الوحش "الأسد" قد باع الجولان السوري لأحبابه اليهود الصهاينة في صفقة مقابل تسلمه الحكم في سورية، وعدم مُحاربته لهم.
*الغالي: النفيس. *حكم بالقطر: حكم سورية. *ممدود: دائم، ومُستَمِرٌّ.
(28) دهى سورية: أصابها بمُصيبة ونَكَبَها.
*الكابوس: الجاثُوم، وهو اسمٌ لِمَا يقع على النائم بالليل لا يقدِر مَعَهُ أن يَتَحَرَّك. قيل: هو ليس بعربي، وعربيته: النِّيدَلان، والجاثوم، والباروك. "معجم متن اللغة" للشيخ أحمد رضا 5/14.
*حجج: ج حجة، السنة. قال تعالى: (على أن تأجُرني ثماني حجج).
*دامت: استَمَرَّت. *تعذيب وتشريد: أي هذه السنوات الثلاثون لحكم حافظ الوحش "الأسد" كانت تعذيبا لأجساد الناس، وإلجاء لهم على الهجرة. وتشريد: هي من: "شَرَّده": طَرَدَه وتركه بلا مأوى، والقومَ: فَرَّقَهُم. "الوسيط" 478.
(29) ظل: دام واستمَرَّ. *يقمع: يَقهَر الناس ويُذلِّلُهُم. "الوسيط" 759.
*يسحقه: مِن "سَحَقَه": دَقَّه أشَدَّ الدَّقِّ، وأهلَكَهُ وأبلاهُ. "الوسيط" 420.
*مدى: مُدَّة، على امتِدَاد. *عقود: ج عَقد، عَشرُ سَنَوَات. *سود: ج سَوداء، سَيِّئة قبيحة، مُظلِمَة.
(30) السَّجن: إدخال الناس في السِّجن. *يُرهِبهم: يُخيفُهم، ويُرعِبُهم. *سادَ: انتَشَر. *رُعب: شِدَّة الخوف. *تنكيد: تَكدِير وتنغيص.
(31) الفروع: ج فَرع. *الأمن: السَّلام، ضِدُّ الخَوف.
*ملاحظة:
فروع الأمن هذه وجدت في بلادنا العربية لأمن الحاكِم وجماعته، ونظام حُكمه؛ كما كان يقول شيخنا د. يوسف القرضاوي طيب الله ثراه.
فهي بالدرجة الأولى لأمن الحكام وأعوانهم، لا لأمن المواطن؛ فهي له في الغالب مصدر رُعب وقلق وفَزَع وإزعاج؟!
وكلمة "أمن" بدل أن تُشيع الراحة والطُّمَأنينة في نفس المواطن؛ فهي تُثير لديه الرُّعب بمجرد سماع اسمها في بلادنا.
وهذا بعكس ما رأينا في قطر وتركيا وبعض البلدان الأوربية والأمريكية؛ إذ يأنس الناس -أطفالا ونساء ورجالا- برجال الأمن.
وقد رأيت رجال الشرطة في قطر -لما سافرت للإمارات سنة 1992م، وصليت معهم وقريبا منهم، وفي الإمارات العربية -في التسعينات الميلادية، لا الآن- خالطتهم وصليت معهم، وفي تركيا أيضا؛ فلم أشعر بأي خوف منهم، بعكس الشرطة في سورية؛ فكنا نحاول أن نبتعد عنهم قَدرَ الإمكان؛ لأنهم معروفون بأذى الناس، والإضرار بهم، وأخذ الرشوة منهم ... .
لذا فقد كان والدي الشرطي محمد السيد -رحمه الله- مع كونه شرطيا نزيها لم يرتَشِ، ولم يكن يَضُرَّ أحَدًا، لكنه كان يُسَمِّي "سِلك الشُّرطة" "السِّلكَ الوَسِخ" لِمَا عرفه مِن إضرار كثير منهم بالناس بلسانهم، وفي أموالهم وأعراضهم ومُمتلكاتهم، ... .
وكان ينصح كثيرا ممن يُريد التَّطَوُّع في الشرطة بعدم ذلك؛ لكيلا يضروا الناس، ويأكلوا الحرام كالرشوة وغيرها.
*عَدَّدَها: أكثَر عَدَدَها. *قمع: قهر وإذلال للشعب. *تقييد: لِلحُرِّيَّات.
(32) أمن لدولته: أي لدولة ذلك الحاكم المُستَبِدِّ؛ "أمن الدولة". *أمن لعسكره: "الأمن العَسكَري". *أمن لجو: "الأمن الجَوِّيُّ". *جمع وتحشيد: جمع لعناصر وقوات الأمن والإكثار منها للتجسُّس على الشعب، وكتابة تقارير عن الناس؛ لِإذلالهم وقهرهم.
(33) امن الجنائي: "الأمن الجنائي". *أمن السياسة: "الأمن السياسي".
*بِغُل: بقيَد في عُنقه. *مَصفُود: مَقَيَّد بالأصفاد، وهي ج صَفَد: القَيد.
(34) كم سجون: كَثير من السجون أنشأ وأسس في سورية. *لِلقَهر: لِقَمع الناس وإذلالهم. *كُثر: ج كَثير. *حصر وتعديد: عَدٌّ وإحصاء.
(35) سَل: اِسأل. *مجازره: ج مَجزَرَة، مَذبَحة، قَتلٌ جماعِيٌّ.
*حماة: "مجزرة حماة"، وهي المجزرة التي وقعت في مدينة حماة الباسلة في شباط من عام 1982م، والتي قامت بها قوات الجيش الطائفي لحافظ الوحش وأخيه "رفعة" المعروفة بـ "قوات سرايا الدفاع"، وقتلوا من أهلها ما لا يقل عن 30000 ألفَ نَسمة، من نساء وأطفال وشيوخ وشباب، واغتصبوا بعض نساء حماة، وهجروا بعض أهلها الآخَرين.
*تَدمُر: "مجزرة سجن تدمر" وقعت عام 1980م، وراح ضحيتها نحو ألف سجين أعزل. *مشارقة الشهباء: "مجزرة حي المشارقة" في حلب الشهباء، يوم العِيد، وراح ضَحِيَّتَها نحو مئة شاب أعزَل.
(36) نفق الحيوان: ماتَ. *السفَّاح: من يقتل الكثير من الناس، والمقصود هنا المقبور "حافظ الوحش؛ الأسد. *وَرِث: أخذ رئاسة الجمهورية وِرَاثَةً عن أبيه. *السلطات: ج سُلطة: السيطرة والحُكم. *العِربِيد: هو الشِرِّير المُؤذٍي سَيِّئ الخُلق.
(37) استبشر الناس: فَرِحوا بمجيء حاكم جديد طبيب عُيون، ودارس في الغرب، وشاب لم تتلطَّخ يداه بِالدَّم، واسمه "بشار" يُوحِي بالبُشرى. *موعود: بشار هو مَن وُعِدُوا بِحكمه لهم.
(38) بُشَر: ج بُشرَى. *نُمِي لهم: بلغَهُم. *هذا الطبيب: أي هذا الحاكم الجديد طبيب العيون الذي سيحكمهم. *فَتًى: شابٌّ. *واعٍ: عاقل. *مَنشُود: أي مرغوب ومطلوب حُكمه من الناس.
(39) باشَرَ الحُكمَ: شَرَعَ وابتدَأ حكم سورية سنة 2000م عقب نُفُوق والده. *عصبته: جماعته. *زوجه: أسماء الأخرس. *نما: زاد. *البغي: الظُّلم والاعتداء ومُجاوزة الحَدِّ والتَّسَلُّط، والسعي بالفسَاد، والخُروج على القانون. "الوسيط" 64- 65.
*تَفسِيد: إفساد؛ "فَسَّدَه" مُبالغة في "فَسَدَه": "الوسيط" 688.
(40) أنظمة: ج نِظام، أجهزة الحُكم. *معاناتنا: ألَمُنا نحن الشعب السوري.
*التناهيد: ج تنهيد، والتَّنَهُّد: تَنَفُّس الصُّعَدَاء، وهو: إخراج النَّفَسِ بَعدَ مَدِّه ألَمًا أو حُزنًا. "المعجم العربي الأساسي" 1235، "الوسيط" 957، "الرائد" لجبران مسعود 248.
(41) عم الفساد به: انتشر في سورية في كل أنظمة الدولة بسبب بشار الفاسد المُفسد وطُغمته الحاكمة. *الرشوة: أخذ الموظفين الحكوميين المال من المُواطنين بغير وجه حق. *انتشرت: عَمَّت وذاعَت. *مشهود: ظاهر وملحوظ ومعروف وكثير.
(42) تَغَوَّلَت: تَوَحَّشَت. وفي "أساس البلاغة" للزمخشري 2/716: (تَغَوَّلَ) الأمرُ تَنَكَّرَ، وفي "الوسيط" 952: (تَنَاكَرَ القَومُ): تَعَادَوا وأنكَرَ بعضُهم بعضًا، و(تَنَكَّرَ) تغيَّرَ عن حاله، أو عن زِيِّه حتى يُنكَر، ويُقال: تَنَكَّرَ لِي فُلان: أخَذَ يُسيءُ إلَيَّ بعدَ أن كان يُحسِن، أو: لَقِيَني لِقاءً بَشِعًا".
*سُلُطات الأمن: أجهزة الأمن التابعة لنظام البعث مِن شُرطة، وأمن الدولة، والاستخبارات، وغيرها. والسلطات ج سُلطة: وهي القُوة المُسَيطِرة. *استَعَرَت: -النارُ والشَّرُّ والمَرَضُ- تَحَرَّكَت واشتعلت وانتشرت. واستَعَرَ اللُّصُوصُ: تَحَرَّكُوا، كأنهم اشتَعَلُوا. "الوسيط" 430. *كلابها: رجال الأمن لنظام البعث، وسميتهم "الكلاب" لأذاهم الناس وإضرارهم بهم كالكِلاب العقورة المَسعُورة. *أطلقت: انتشرت لإرهاب الناس وإرعابهم لكيلا لا يَعترِضوا على تصرفات النظام البعثي الفاجر ومُخالفاته وانتهاكاته للقانون ضِدَّ السُّكَّان المُواطنين. *مفقود: لا وُجود له.
(43) شدة البغي: كثرة الظلم والتجاوزات. *انفجرت: خرجت وقامت وتحَرَّكت. *شامنا: في كل سورية. *ثورة: قامت حركة سلمية شعبية في شهر آذار- مارس/2011م ضِدَّ حُكم نظام البعث بقيادة بشار الأسد وعصابته. *لِلحق: تُطالب بإطلاق الحُرِّيَّات للشعب، ورفع الظلم، وإصلاح مؤسسات الدولة مِن الفساد، ومُحاسبة الفاسِدين، وإلغاء قانون الطوارئ الذي دام تطبيقه على السوريين نحو 4 عُقود، والسماح بحرية الأحزاب وتعدُّدها، وعدم الاعتقال التعسُّفي، وإلغاء القانون (49) الذي يحكم بالإعدام على من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري التي تجعل حزب البعث قائدا للدولة والمُجتمَع ... .
*تأييد: كانت ثورة الناس التي انطلقت معظمها من المساجد لنصرة الحَقِّ.
(44) بالسلم قامت: تلك الثورة السورية في كل المُدن والبلدات والقُرَى كانت مَدنِيَّة سِلمِيَّة. *عَمَّت: شَمِلت. *شِيبٌ: ج شائب؛ كَهلٌ وعجوز. *شَبَاب: ج شَابّ. *طِفل: أي أطفال؛ فهي يستوي فيها المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث.
*غِيد: النساء الجَمِيلات. وهي ج أغيد وغَيداء، والأغيَد وهو الناعِم المُتَثَنِّي، والوَسنان -الناعِس- المائل العُنُق. "الوسيط" 667.
(45) يُطالِبُون: يَطلبون من نظام البعث السوري النظام الحاكم آنَذَاك.
*بإصلاح: الفساد المُستَشري في كل دوائر الدولة السورية ومرافقها. *حرية: ويطلبون حرية التعبير، وحرية التجمعات والأحزاب ... .
*كرامة: ويطالبون بمعاملتهم معاملة رحمة وإنسانية تليق بهم. *عدل: كما طالبوا بالعدالة في النظام القضائي، وفصل السلطات واستقلالها، وعدم تدخل رجال الأمن والمخابرات في المحاكم وشؤون القضاء. *ليس تقييد: وعدم وضع قيود أمنية على المواطن عدا القانون.
(46) صَدَّهم: منَعَهم. *عسكر الطاغوت: عسكر وسلطات الأمن البعثية الحاكمة والقائمة حينئذ.
والطاغوت: الطاغي والمُعتَدِي، أو كثير الطغيان، وكل رأس في الضلال يصرف الناس ع طريق الخَير، والشيطان، وكل ما عُبِد مِن دون الله تعالى؛ من الجن والإنس والأصنام. "الوسيط" 558- 559.
وأكثر معاني الطاغوت السالفة تنطبق على نظام البعث الفاجر في سورية، وعلى بعض رموزه وقادته.
قال الله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها).
وللشاعر الإسلامي المنبجي الكبير محمد منلا غزيل -رحمه الله- ديوان (الله والطاغوت).
ومما كان يُنشده المنشد الإسلامي الكبير أبو عبد الله أحمد البربور رحمه الله، بصوته الساحر الشجي لله دره، قوله:
يا شباب الإسلامِ! في كل مصر أصحيح -فيكم- يَحُلُّ الشِّقَاقُ
كُلُّنا يعشَقُ الرسولَ، و يهوَى فِلماذا لا يلتقي العُشَّاقُ؟
للطواغيت ننحني! ألفُ كَلَّا فهي -لله- تنحني الأعناقُ
طلقوا الخوفَ و الخنوعَ ثلاثًا إنه -اليومَ- قد أبيحَ الطَّلاقُ
*سامهم ذُلًّا أو خَسفًا أو هَوَانًا: أولاهم إيَّاهُ، وأرادهم عليه. "الوسيط" 465.
*الخَسف: من خَسَفَ فُلانًا: أذلَّه وحَمَلَهُ على ما يَكرَه. "الوسيط" 234.
(47) مئات الآلاف منهم: من السوريين البُرَآء. *سُجنوا: حُبِسُوا وأودِعُوا السجن من قبل جلاوزة نظام البعث البائد. *أُذُوا: تعرَّضُوا لِلأذى والضرَر مِن عصابات الأمن المتوحشة الأسَدِيَّة. *عُذِّبُوا: أي عَذَّبُهم النظام السابق جسديا بالضرب، أو بالصعق بالكهرباء، أو بالحرق، أو بالبرد، أو بالكلاب الضارية بإطلاقها على السجناء ... .
*مَسَّهم: أصابهم. *عَسف: الظلم والعُنف والقُوَّة.
(48) غِبَّها: بعدها. *يُقَتِّلُهم: أي يقتل السوريين بكثرة بالدبابات والمدافع والطائرات والبراميل المتفجرة ... . *الطائرات: ج طائرة، المركبة المعروفة التي تطير في السماء وترمي القذائف. *دبابات: ج دَبَّابة، الآلة المعروفة التي ترمي القذائف على أهدافها من بعيد. *بيدوا: أهلكوا.
(49) بالبراميل ... : كان بشار وجنوده الضباط المتوحشون يُلقون من الطائرات بالبراميل المحشوة بالبارود على السكان الآمنين في بيوتهم من المدن السورية المختلفة؛ فقتلوا عشرات الآلاف منهم نساء وأطفالا وشيوخا وكهولا وشبابا وحيوانات ومعوقين ... إلخ.
*تهلكهم: تقتلهم، وتُميتهم. *المدافع: ج مِدفع، آلة معروفة ترمي بالقذائف المتفجرة على أهدافها. *يشوي: يُحرِق. *بارود: مادَّة مُتفجرة معروفة.
(50) وبعضهم: بعض السوريين. *قُتلوا بالغاز: قتلتهم عصابة بشارون بالسلاح الكيماوي والغاز؛ كالسارين، والخردل، والكلور، وغيرها؛ ومن أبرز هذه المجازر للنظام:
مجزرة خان العسل:
في مارس/آذار 2013: استخدم غاز السارين في خان العسل بحلب، وراح ضحيته 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. ويعتقد أن قوات النظام قامت وقتها للمرة الأولى بتجربة غاز الأعصاب على نطاق ضيق في منطقة موالية للنظام، حتى تلصق التهمة بالمعارضة باستخدام الغازات السامة.
مجزرة الغوطة
في 21 أغسطس/آب 2013 أطلق جيش النظام السوري 16 صاروخا من نوع أرض-أرض محملة بـ "غاز السارين" الكيميائي على بلدات زملكا وعين ترما وكفر بطنا وعربين في الغوطة، وتسبب في مقتل أكثر من 1500 مدني، بعدما أعطوهم الأمان للخروج من الحصار المفروض عليهم عبر معبر حاجز "علي الوحش"، لتفاجأ العائلات بعمليات إعدام جماعية تنتظرها عند المعبر.
مجزرة خان شيخون
في أبريل/نيسان 2017 استهدف النظام بلدة خان شيخون بريف إدلب بالسلاح الكيماوي وقتل أكثر من 100 مدني، معظمهم من الأطفال. وفي أغسطس/آب 2019 أعلنت قوات النظام بمساعدة روسيا السيطرة على المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة.
مجزرة الكيماوي في دوما
في 7 أبريل/نيسان 2018، وأثناء الإجلاء القسري من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، التي حوصرت على مدار 5 سنوات، هاجم النظام المدنيين بالسلاح الكيماوي، وراح ضحية الهجوم أكثر من 78 شخصا، بعضهم مختنقا من المواد الكيماوية التي دخلت الملاجئ حيث كان يحتمي السكان.
*ينظر مقالة: (بعضها بالكيماوي وأخرى شاركت فيها مليشيات.. أبرز مجازر النظام السوري منذ عام 2011)، في "الموسوعة - الجزيرة نت"، نشر يوم 25/1/2023م.
ومقالة: "أبرز هجمات نظام الأسد بالكيميائي في سوريا". أيضا في (الموسوعة - الجزيرة نت) نشر في يوم 4/4/2017م.
*احترقوا: بالغازات السامة التي ألقتها عليهم طائرات النظام البعث وعصاباته الإرهابية.
*السارين: (Sarin) سائل أو بخار لا لون له. تشمل عوارضه، التي تتوقف على مدى التعرّض له، غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيّؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت. يمكن أن يؤدي التعرض الطويل له إلى الموت. "الموسوعة الحرة - ويكيبيديا".
*غاز الخردل: غاز الخردل (أو ما يعرف بـ "كبريتيد الخردل") هو مركب كيميائي ينتمي لصنف من المركبات العضوية التي تدعى الثيولات، وهو سائل يصدر بخارًا خطرًا، ويسبب حروقًا وتقرحًا في الجلد المعرض. يؤذي غاز الخردل الجهاز التنفسي عند تنشقه، ويسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويلحق أضرارًا بالأعين والأغشية المخاطية، والرئتين والجلد والأعضاء التي يتولد فيها الدم. أخطر التأثيرات الطويلة الأجل تحصل بسبب كون غاز الخردل مسببا للسرطان والتغييرات الوراثية، ولا يوجد حاليًا أي علاج له. "الموسوعة الحرة - ويكيبيديا".
*حرق: بتلك الأسلحة الكيماوية. *تحصيد: حصد لأرواح الناس الأبرياء.
(51) ساعَدَت: أعانت. *روسيا: دولة روسيا الاتحادية بقيادة المجرم والإرهابي الصليبي فلاديمير بوتين. *فرس: هم دولة ما يسمى زورا: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" بقيادة الإرهابي والمجرم والدجال الأثيم علي خامنئي الرافضي الطائفي الحاقد على أهل السنة، وبمساعدة حرسه الجمهوري، وفيالقه وعصاباته الأرهابية العديدة في سورية، والقادمة من إيران والعراق، وأفغانستان، ولبنان، وباكستان، وغيرها؛ مثل: فيلق القدس، وعصائب الحق، وزينبيون، وفاطميون، و"حزب الله اللبناني" بقيادة الفاطس حسن نصر الله الرافضي الذي ولغ وعصاباته كثيرا في دماء السوريين الأبرياء في حلب، وحمص، وريفهما، ودمشق وريفها، وإدلب، ودرعا، ودير الزور، وغيرها.
ومعهم الإرهابي السفاح القائد الفاطس قاسم سليماني الرافضي؛ الذي قتل الآلاف من السوريين الأبرياء في حلب وغيرها.
*حزب لات: هو المسمى زورا بـ "حزب الله" اللبناني، وهو حزب طائفي سفاح رافضي خبيث قتل عشرات الآلاف من السوريين الأبرياء.
*دعم وتحشيد: هذه القوات الطائفية الرافضية والقوات الروسية الصليبية مساندة وداعمة لقوات ونظام بشار الأسد، وجامعة للكثيرين من القَتَلَة.
(52) مئات الآلاف ... قتلوا: هم نحو مليون شهيد سوري بريء قتلهم نظام بشار الأسد البعثي الجاني مجرم وعصاباته الطائفية المساندة له من روسيا وإيران ولبنان والعراق، وغيرها.
وهؤلاء من قتلوا بالقصف بالطيران والدبابات والمدافع والبراميل وبالسلاح العادي التقليدي والكيماوي خلال الثورة السورية، وما تلاها حتى التحرير؛ أي نحو (14) عاما فقط.
وأما من قتلوا في سجون الوحشين حافظ وابنه بشار غيلة أو تحت التعذيب طيلة (54) عاما فهم بمئات الآلاف أيضا، ولا يعلم عددهم إلا الله، ولا سيما بعدما اكتشف مئات السجون ومراكز الاعتقال والتعذيب بعد فتح سورية وتحريرها مُؤخَّرًا من نظام البعث البائد.
*الغدر: أي فجأة ومن غير ذنب أو جُرم ارتكبوهما. *اقتيدوا: أي: سِيقُوا إلى مراكز الاعتقال والسجن والمسالخ البشرية؟!
(53) الملايين ... هجروا: بلغ عدد السوريين الذين تركوا سورية بسبب الحرب نحو (10) ملايين؛ أقلهم وهم نحو (4) ملايين هُجروا هجرة داخلية في مدينة إدلب، وغيرها.
وأكثر هؤلاء غادروا سورية إلى تركية، ومصر، والأردن، ولبنان، وألمانيا خاصة، وأوربا عامة، وبعضهم -مئات منهم- ماتوا غرقا في البحر أثناء هجرتهم القسرية، وفيهم نساء وأطفال.
*أوطانهم: ج وطن، مكان إقامة الإنسان. *نالهم: أصابهم. *بؤس: فقر وشدة ومَشَقَّة. "متن اللغة" للشيخ أحمد رضا 1/233، "الوسيط" 36.
(54) غرقوا: ماتوا في البحر بعد هجرتهم بسبب الحرب الظالمة، في ماء البحر الأبيض المتوسط وغيره، في اليونان، وتركية، وليبيا، وإيطاليا، وغيرها من البلدان.
*اليَمّ: البَحر. *وا أسفا: وا حُزناه. *أثناء هجرتهم: إبَّانَ تلك الهجرة. *نيل: أُعطِيَ، أُخِذ. *مقصود: مَطلَب ومَرَام.
(55) ما تبقى: ما بَقِيَ حيا من السُّورِيِّين. *السكان: ج ساكن، مُقيم.
*يسحقهم: يطحنهم، يُهلِكهم. *بكبتاغون: بواسطة مُخَدِّر الكبتاغون الذي تصنعه بعض عصابات بشار الوحش وأخيه ماهر.
*مقصود: مُراد ومُستَهدَف بالكبتاغون.
(56) مجازره الكبرى: مَذَابِحه الفظيعة الشنيعة. *شنائعه: ج شنيع وشنيعة، الفَعلة القبيحة الكريهة جدا. يقال: فعلة شنعاء: قبيحة بالغة القُبح، ج شُنع. "الوسيط 496. *لا حصر: لا عَدَد لها. *تحديد: لا حَدَّ لها يُعرف.
(57) منهن: من تلك المجازر الشنيعة:
أ- مجزرة الحولة:
في 25 مايو/أيار 2012 قامت قوات النظام السوري وعلى مدى نحو 10 ساعات بحصار وقصف مكثف على منطقة تلدو في حمص، وقتلت خلال هذه العملية 109 مدنيين، بينهم 49 طفلا و32 امرأة، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء والنارية، وبمساعدة مجموعات من الشبيحة التابعة للنظام.
ب- مجزرة داريا:
بين 20-25 أغسطس/آب 2012 بمنطقة داريا في ريف دمشق، قتل النظام السوري ما بين 500 و700 مدني بالأسلحة الثقيلة، مثل قذائف الدبابات والهاون وصواريخ المروحيات.
ولم يتم التعرف سوى إلى 524 شخصا من المقتولين؛ لتعرض الجثث لتشوهات كثيرة.
ج- مجزرة الغوطة:
في 21 أغسطس/آب 2013 أطلق جيش النظام السوري 16 صاروخا من نوع أرض-أرض محملة بـ "غاز السارين" الكيميائي على بلدات زملكا وعين ترما وكفر بطنا وعربين في الغوطة، وتسبب في مقتل أكثر من 1500 مدني، بعدما أعطوهم الأمان للخروج من الحصار المفروض عليهم عبر معبر حاجز "علي الوحش"، لتفاجأ العائلات بعمليات إعدام جماعية تنتظرها عند المعبر.
د- مجزرة التريمسة:
جرت يوم 12 يوليو/تموز 2012 في قرية التريمسة في ريف حماة، وفيها قتل أكثر من 200 شخص طعنا بالخناجر من قبل قوات ومليشيات شبيحة موالية للنظام، وبعضهم تعرض للحرق حيا، وأُحرق نحو 50 منزلا، عدا القصف الذي تعرضت له القرية بالقذائف والصواريخ من الدبابات والطائرات روسية الصنع.
هـ- مجزرة "البيضا" بانياس:
في بداية مايو/أيار 2013 قتل جيش النظام السوري نحو 248 شخصا رميا بالرصاص والحرق والذبح، بعد جمعهم في مجموعات متفرقة تضمنت نساء وأطفالا، وبعدها أحرقوا المنازل وسلبوا ممتلكات أهل القرية.
(58) ومن تلك المجازر الفظيعة أيضا:
1- مجزرة الكيماوي في دوما:
في 7 أبريل/نيسان 2018، وأثناء الإجلاء القسري من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، التي حوصرت على مدار 5 سنوات، هاجم النظام المدنيين بالسلاح الكيماوي، وراح ضحية الهجوم أكثر من 78 شخصا، بعضهم مختنقا من المواد الكيماوية التي دخلت الملاجئ حيث كان يحتمي السكان.
2- مجرة خان شيخون:
مجزرة خان شيخون: في أبريل/نيسان 2017 استهدف النظام بلدة خان شيخون بريف إدلب بالسلاح الكيماوي وقتل أكثر من 100 مدني، معظمهم من الأطفال. وفي أغسطس/آب 2019 أعلنت قوات النظام بمساعدة روسيا السيطرة على المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة.
3- مجزرة "نهر قويق":
في 29 يناير/كانون الثاني 2013 استيقظ سكان حي بستان القصر في السابعة صباحا ليجدوا 230 جثة لمعتقلين بالفروع الأمنية مرمية على طرفي نهر قويق بمدينة حلب.
4- مجزرة حي التضامن:
لم يتم اكتشاف مجزرة حي التضامن في دمشق إلا في أبريل/نيسان 2022، أي بعد نحو 9 سنوات من وقوعها (16 أبريل/نيسان 2013)، وذلك في تحقيق نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، وتظهر مقاطع فيديو حصلت عليها الصحيفة قيام مجموعة مسلحة تابعة لقوات النظام السوري بإعدام 41 مدنيا، بينهم 7 نساء وعدد من الأطفال.
كانت عناصر النظام تطلب من المدنيين الركض باتجاه حفرة وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم وأعينهم معصوبة، قبل إطلاق النار عليهم، وإضرام النيران في جثثهم.
*ينظر: "الجزيرة نت - الموسوعة"، مقالة: (بعضها بالكيماوي وأخرى شاركت فيها مليشيات.. أبرز مجازر النظام السوري منذ عام 2011)، نشرت يوم 25/1/2023م.
*طَمَّ: عمَّ وعَظُم. *مشهود: عرفه ملايين الناس وشهدوه في سورية وخارجها، وفي وسائل الإعلام والاتصال المختلفة.
(59) فلتفرحوا: فلتَبتَهِجُوا ولتُسَرُّوا. *إخوة: ج أخ. إخوتي: في الإسلام.
*لتنتشوا: لتطربوا وتسروا كثيرا. *الطَّرَب: الخِفَّة والاهتزاز والارتياح والنشاط من فرح وسرور. "الوسيط" 552.
*يا شعبنا الحر: يا قومنا السوريين الأحرار. *زال الوحش: ذهب وولَّى الوحش والطاغية بشار. *نمرود: شبيه نمرود في الطغيان والجبروت.
ونمرود الطاغية هو الذي ادعى الألوهية زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقال (أنا أحيي وأميت)، وجاء ذكره في سورة البقرة من القرآن الكريم، وهذه بعض سيرته:
النمرود بن كنعان
قال الله تعالى: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين). [البقرة: 258].
يذكر تعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسه الربوبية فأبطل الخليل عليه السلام دليله، وبين كثرة جهله وقلة عقله، وألجمه الحجة وأوضح له طريق المحجة.
قال المفسرون وغيرهم من علماء النسب والأخبار: وهذا الملك هو ملك بابل، واسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح قاله مجاهد. وذكروا أن نمرودا هذا استمر في ملكه أربعمائة سنة، وكان قد طغا وبغا وتجبر وعتا، وآثر الحياة الدنيا، ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال وطول الإمهال على إنكار الصانع، فحاج إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية، فلما قال له الخليل: ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت.
قال قتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق : يعني أنه إذا أتي بالرجلين قد تحتم قتلهما فإذا أمر بقتل أحدهما ، وعفا عن الآخر ، فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر ، وهذا ليس بمعارضة للخليل ، بل هو كلام خارجي عن مقام المناظرة ليس بمنع ولا بمعارضة، بل هو تشغيب محض، وهو انقطاع في الحقيقة، فإن الخليل استدل على وجود الصانع بحدوث هذه المشاهدات؛ من إحياء الحيوانات، وموتها على وجود فاعل ذلك الذي لا بد من استنادها إلى وجوده ضرورة، وعدم قيامها بنفسها، ولا بد من فاعل لهذه الحوادث المشاهدة؛ من خلقها، وتسخيرها، وتسيير هذه الكواكب، والرياح، والسحاب، والمطر، وخلق هذه الحيوانات التي توجد مشاهدة، ثم إماتتها. ولهذا قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت. فقول هذا الملك الجاهل: أنا أحيي وأميت. إن عنى أنه الفاعل لهذه المشاهدات فقد كابر وعاند، وإن عنى ما ذكره قتادة، والسدي، ومحمد بن إسحاق فلم يقل شيئا يتعلق بكلام الخليل؛ إذ لم يمنع مقدمة ولا عارض الدليل، ولما كان انقطاع مناظرة هذا الملك قد تخفى على كثير من الناس ممن حضره وغيرهم، ذكر دليلا آخر بين وجود الصانع وبطلان ما ادعاه النمرود، وانقطاعه جهرة قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب. أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها خالقها ومسيرها وقاهرها، وهو الله الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء، فإن كنت كما زعمت من أنك الذي تحيي وتميت، فأت بهذه الشمس من المغرب، فإن الذي يحيي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء، ولا يمانع ولا يغالب، بل قد قهر كل شيء، ودان له كل شيء، فإن كنت كما تزعم فافعل هذا، فإن لم تفعله فلست كما زعمت، وأنت تعلم وكل أحد أنك لا تقدر على شيء من هذا، بل أنت أعجز وأقل من أن تخلق بعوضة أو تنتصر منها فبين ضلاله وجهله، وكذبه فيما ادعاه وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه، ولم يبق له كلام يجيب الخليل به، بل انقطع وسكت؛ ولهذا قال: فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين. فبهت عند ذلك نمرود وحبسه سبع سنين.
من هو النمرود؟ هو نمرود بن كنعان بن ريب بن نمرود بن كوشى بن نوح وقيل نمروذ، والنّمرود أول من ملك الأرض، ومن أوائل الجبابرة، ادعى الألوهية، وأنّه هو الإله الذي يحكم من دون الله تعالى؛ فادعى أنّه يحيي الموتى؛ وذلك باختياره بين الرجلين أيهما يقتل، كما ادعى أنّ قوّته تفوق كُلّ شيء، وكان يجبر النّاس على تعظيمه وتقديسه؛ حيث كان يأتي بالطّعام ولا يبيعه للآخرين إلاّ بعد اعترافهم بأنَّه ربّهم.
حكم النمرود أرض بابل في بلاد العراق، وهو أحد الملوك الذين حكموا الأرض، وكانت فترة حكم النمرود في زمن نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهو الذي حآج إبراهيم في الإيمان بالله تعالى، وذكر الله تعالى جِداله مع نبيه إبراهيم - عليه السلام- في كتابه العزيز، وهو الذي أظهر الله به ضعفه، وقلة حيلته.
قصة النمرود جاءت في القرآن الكريم، وبعض الأحاديث النبوية، وكتب التاريخ والآثار ذكرت مواقف من حياة النمرود، منها قصة تجبّره وطغيانه في ملكه وادعائه الربوبية، ومنها قصّته مع إبراهيم -عليه السلام-، وبعض القصص عن نهاية النمرود كيف كانت، وآتيًا ذكر لقصة النمرود كاملة وفق ما ورد في القرآن وبعض الروايات التاريخية. قصة النمرود مع إبراهيم دعا إبراهيم -عليه السلام- النّمرود إلى توحيد الله تعالى، ولكنّه بقي مصرًّا على ادّعائه للربوبية، يقول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)، وتتلخّص مجادلة إبراهيم للنمرود في النقاط الآتية: خرجَ إبراهيم -عليه السّلام- ليجلب الطّعام، وعند وصوله إلى النمرود، سأله: من ربُّك؟ فأجاب: ربّي الذي يُحيي ويُميت. أتى النمرود برجلين من الذين أُصدر فيهما حكم الإعدام؛ فقَتل واحد منهما وأَعتق الآخر، مدّعيًا أنّه بذلك يحيي ويميت، وذلك بعدما أخبره إبراهيم -عليه السّلام- أنَّ الله وحده من يُحيي ويُميت. قال إبراهيم -عليه السّلام- عندما رأى أنّ النّمرود مصِرٌّ على كُفره وعناده: إنّ الله يأتي بالشّمس من المشرق، فأخرجها من المغرب. صُدِمَ النّمرود وبُهِت؛ لأنّه لم يستطع فعْل ما طلبه إبراهيم، عليه السّلام.
*رواية أخرى لحوار إبراهيم مع النمرود ذكر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية أنّ النمرود كان يجمع الطعام ويخزّنه عنده؛ فكان الناس يأتون إليه ليأخذوا الطعام منه، وكان يسألهم من ربّهم؛ فيجيبونه بأنّه هو ربّهم، وكان إبراهيم -عليه السلام- ممّن قدم ليأخذ الطعام لأهله من النمرود؛ فلما سأل النمرودُ إبراهيمَ عن ربّه أخبره إبراهيم -عليه السلام- أنّ ربّه هو الله تعالى، وجرت بينهما المناظرة المذكورة أعلاه، فعاد إبراهيم إلى أهله بلا طعام، إلا من حفنات تراب ملأها، وأخذها ليُسكت أهله، وحين وصل إلى أهله نام، وحين فتحت زوجته سارة وعاءه، وجدت فيه طعامًا، فلما استيقظ إبراهيم -عليه السلام-، عرف أنّ الله تعالى قد رزقهم منه. قصة إرسال الله ملكًا للنمرود من الروايات التي نقلها ابن كثير عن النمرود أنّ الله تعالى بعث له ملكًا يدعوه للإيمان بالله؛ فرفض، ثم دعاه مرةً ثانيةً وثالثةً، فأصر على الكفر، فأخبره الملك أن يجمع كلٌّ منهما جيشه، فلما أتى النمرود بجيشه عند طلوع الشمس، أرسل الله تعالى عليهم بعوضًا لم يستطيعوا أن يروا معه ضوء الشمس من كثرة هذا البعوض، فسلّط الله تعالى البعوض عليهم؛ فأكل لحومهم ودمائهم.
*هلاك النمرود: تعدّدت القصص حول كيفيّة نهاية النّمرود وهلاكه، ولكنّها من الإسرائيليّات كما ذكر بعض العلماء؛ أي لم تصح أو تثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا بأس بالاستشهاد بقصص نهاية الجبابرة والطّغاة؛ لِما في ذلك من العبرة؛ بشرط ألا تُنسب إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم-، ومن المرويات الإسرائيلية المنتشرة حول نهاية النمرود، أنّ بعوضةً دخلت من منخره -أي فتحة أنفه- وكثت أربعمئة سنة، حتّى جعلته يضرب رأسه بالمطارق من شدّة تألمه وتأذيه.
*ينظر: 1- "إسلام ويب". 2- "موضوع". 3- "سطور".
(60) كبروا: قولوا "الله أكبر" فرَحًا بهذا النصر العظيم، والفتح الكبير.
*جاء نصر الله: أتى الظفر من عند الله تعالى. *الضعفا: الضعفاء ج ضعيف، وهو المُستَضعفون المقهورون السوريون بحكم الطغاة الجبارين وحوش نظام البعث البائد.
*فتحه: فتح الله الذي يسَّره للمجاهدين الثوار السوريين الذين قاموا بفتحها وتحريرها من الطاغية وعصابته الفاسدة.
*ربوع الشام: ج ربع، أماكنها ومدنها وقراها. *تأييد: نصر وتَقوِيَةٌ.
(61) هَلِّلُوا: رَدِّدُوا "لا إله إلا الله" فرَحًا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.
*احمدوا الرحمن: قولوا "الحمد لله" وأكثروا منها شكرا لله تعالى على توفيقه لكم في نصركم وفتحكم للشام وسورية الأبية. *ناصركم: مانحكم هذا النصر المُبين. *ليرتفع: لِيَعلُ. ذكر وتحميد: ذكر لله تعالى، وحمد له.
(62) لتسجدوا: عليكم -أيها السوريون جميعا- بالسجود شكرا لله تعالى الذي وفقكم لهذا الفتح والنصر. *سيدكم: خالقكم وبارئكم ومُمِدُّكم بِنِعَمه كلها الظاهرة والباطنة. *مُيَسِّر الفتح: مُسَهِّلُهُ. *هل سِواه معبود؟ هل يوجد غيره إله يُعبد بالحَقِّ.
(63) ابتهجوا ... : افرَحُوا وكونوا مُبتهجين مَسرُورِينَ. *قَومَنا: يا بَنِي وَطَنِي السوريين في كل مكان. *بذا الجلاء العظيم: بهذا الرحيل العظيم للطغاة وأعوانهم؛ فهو لا يقل شأنا وفرحا واحتفالا عن فرحنا قبل (78) سنة برحيل الاستعمار الفرنسي الغاشم؛ فهذا النظام الطاغي -وايم الله- كان أشد على سورية وأهلها بأضعاف مُضاعفة من الاستدمار الفرنسي؟؟!!
ولذلك أنا سميت حكم البعث عامة، والوحشين الأب وابنه خاصة- سميته بـ "الاستعمار الثاني" في قصيدتي بعنوان: "رسالة إلى المتصوفة أولياء الظلمة ومؤيديهم؛ شبيحة فرعون الشام"، والتي نشرتها قبل نحو سنتين من الآن في (رابطة أدباء الشام)، وللإخوة والأصدقاء في "واتس أب".
*جاءكم عِيدُ: هو يوم عيد كبير عليكم أيها السوريون الأحرار!
(64) جلا: رَحَلَ. *السفاح: سفاح الشام وطاغيتها الكبير بشارون الأسد.
*منهزما: هارِبًا مَذعُورًا. *كذاك أعوانه: ومثلُ رحيل السفاح بشار رحل أعوانه ومساعدوه الشُّطَّارُ والعَيَّارُون؛ "الشبيحة والبلطجيَّة".
*أعوان: ج عَون، المُساعِد والمُناصِر. *الغُشم: ج غَشُوم: أي ظالِم أشَدَّ الظُّلم؛ مِن: غَشَمَ الرَّجُلَ. "الوسيط" 653.
(65) الرُّفَّاض: ج رافضي وهم الشيعة الاثني عشرية "الإمامية"، الذين يوجدون في إيران وأفغانستان وباكستان، والعراق، ولبنان ... .
واسمهم الصحيح الرافضة؛ كما سماهم أحد أئمة أهل البيت الكبار الأجلاء ألا وهو سيدنا زيد بن علي -عليه السلام- ت 122هـ، والذي سأله بعض أولئك الشيعة ما قولك بأبي بكر وعمر؟ فقال: هما حِبَّايَ أتولاهما وأحبهما؛ فرفضوا ذلك، ورفضوه فسَمَّاهم "الرافضة".
*عُصَب: ج عُصبة، الجماعة. *من الفرس: الإيرانيين. *هم للشر إقليد: أي هؤلاء الجماعات والعصابات الرافضية مِفتاح لكل شر.
وقد رحل هؤلاء -جماعات حزب الله وإيران الرافضة- فعلا وفروا أمام هجمات وزحف الثوار الأحرار الفاتحين للشام وسورية.
(66) روس بأسلحة: كذلك فقد رحل عن سورية بفضل الله تعالى القوات الروسية المحتلة بأسلحتهم مع هجوم الثوار وزحفهم في فتح الشام. *أسلحة: ج سلاح. *جلا الجُنَاةُ: رحل المُجرمون القَتَلَة الذين قتلوا السوريين وساعدوا السفاح بشارون في قتلنا وقمعنا لأربع عشرة سنة.
(67) فاتحي الشام الأوائل: يا فاتحي الشام القُدماء! يا من فتحتموها أول مرة سنة 14هـ؛ فقد فتحت دمشق وحمص سنة 14هـ، وفتحت قنسرين وحلب وأنطاكية وحماة واللاذقية وجبلة وطرطوس "أنطرسوس"، ومنبج، وأعزاز، ومرعش وغيرها، سنة 15أو 16هـ.
*عادت شآم: رجعت الشام وسورية. *لأهليها: لسكانها الأصليين المظلومين الذين ثاروا على نظام البعث المجرم بقيادة بشار الوحش وطغمته الفاسدة المُفسدة. *الألى: الذين.
*عُودُوا: الذين عاداهم نظام بشار الأسد وعصابته المُجرمة، ومن والاه من عصابات الإيرانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين وحزب الله اللبناني الشبيحة، وبعض "إخوانهم" الحكام العرب، ومن والاهم من الذين أعادوا العلاقات مع السفاح بشار الأسد، وعوَّمُوه بعد عام 2021م؟ّ! وكأنه لم يقتل ويُشرد ويُعذِّب الملايين من "إخوانهم" السوريين.
*أما القادة الذين فتحوا بلاد الشام كاملة فهم:
1- أبو عبيدة عامر بن عبد الله الجراح رضي الله عنه ت 18هـ: هو أمين هذه الأمة، وأحد العشرة المُبَشَّرِين بالجنة، فتح جُلَّ سورية؛ فقد فتح دمشق وحمص، وحماة، وشيزر، ومعرة النعمان، واللاذقية، وجبلة، وطرطوس، وقنسرين، وحلب، وأنطاكية، ومنبج، وأعزاز.
2- خالد بن الوليد المخزومي القرشي، رضي الله عنه ت 21هـ: هو أبو سليمان، "سيف الله وسيف رسوله" القائد الكبير، وبطل معركة اليرموك، وفاتح مرعش، ومشارك في فتح بلاد الشام عامَّة.
3- شرحبيل بن عبد الله بن المُطاع؛ شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه ت 18هـ: القائد الفارس فاتح الأردن، وحسنة والدته.
4- عمرو بن العاص بن وائل السهمي رضي الله عنه ت 43هـ: القائد، الداهية، فاتح فلسطين ومصر وليبيا.
5- عياض بن غَنم الفِهري رضي الله عنه ت 20هـ: القائد، فاتح بلاد الجزيرة الشامية، ومشارك في فتح سورية.
6- يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما ت 18هـ: القائد، فاتح لبنان الأشَمّ.
(68) أبا عبيدة: يا أبا عبيدة بن الجراح فافرح: ابتَهِج بفتح الشام الجديد.
*يا عياض: المقصود: عياض بن غنم الفهري القائد أحد فاتحي الشام.
*يا بنَ الوليد: يا خالد بن الوليد، القائد الشهير أحد فاتحي الشام.
*فالشام تغريد: فبلاد الشام وسورية كلها بهجة وسرور وغناء وأناشيد؟!
(69) يا آل بيت رسول الله : يا سادتنا: يا علي، ويا فاطمة الزهراء، ويا حسن، ويا حسين، ويا كل نسل آل البيت -الكرام عليكم السلام- افرحوا وابتهجوا بفتح الشام ونصره الجديدين؛ فنحن أهل الشام نحبكم بل نعشقكم، ونحن شيعتكم الحقيقيون؛ فنحن نحبكم حبا صادقا كحبنا لآبائنا وأمهاتنا، وإخوتنا وأخواتنا، ووالله الذي لا إله غيره- لو عاد علي -عليه السلام- اليوم لم ينصره بحق سوانا، ولحارب الرافضةَ "الإمامية" الذين يدَّعون -زورا وبهتانا- أنهم شيعة أهل البيت وحدهم، ثم يلعنون أبا بكر وعمر، وعثمان وعائشة، ومعاوية، وكل مسلمي بني أمية، وكل مسلمي أهل السنة، ويدَّعون أن كل بني أمية، وبني العباس، وبني عثمان، وكل أهل السنة هم نواصب مُبغضون لأهل البيت؟!
كما زعموا أن الثورة السورية، والمجاهدين الفاتحين والمحررين لسورية والشام، والمؤيدين لها بالملايين من السوريين وغيرهم، هو مدعومون ومؤيدون لأمريكا ودويلة الكيان الصهيوني المغتصبة "إسرائيل"؟؟!!
(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)، ألا لعنة الله على الرافضة الكاذبين المفترين المتبجحين، وأبواقهم الإعلامية الفاجرة.
*قد نًصِرت شآمُ جَدِّكُم: قد نصر الله شام جدكم يا آل البيت، وحبيبنا وقائدنا الرمز إلى الأبد محمد رسول الله الذي بارك بلدنا الشام، ودعا له بقوله في الحديث الصحيح: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا" وكررها ثلاثا، وقوله: "عليكم بالشام". *جودوا: تكرَّموا بالمشاركة في فرحنا وبهجتنا بنصرنا هذا.
(70) ويا صحاب: ج صاحب، المرافق، الصديق. اجتذِلُوا: افرحوا.
والمعنى: أيها الصحابة الكرام عامَّة! رضي الله عنكم، ويا من فتحتم بلاد الشام أول مرة، وسكنتم فيها بالمئات والآلاف، ودفنتم فيها، وعرفتم فضلها خاصة: شاركونا فرحنا العظيم بفتحنا الجديد لها.
*تفخَر تفتخر وتَعتَزُّ. *الأفراح: ج فرَح البَهجة والسُّرُور.
(71) يا بن عبد العزيز: يا عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي القرشي، أبا حفص: الخليفة الأموي الصالح الخامس الراشدي العالم الوَرِع، رحمه الله تعالى، (61- 101هـ).
*اجذَل: افرَح، والجَذَلُ: الفَرَح. *لفرحتنا: لأجل فرحتنا وسرورنا.
*رُبَى: ج رابية، المكان المُرتفع. *الفيحاء: الواسعة، ومن أسماء دمشق.
*تعييد: مصدر عَيَّد يُعيِّد فهو مُعَيِّدٌ تَعيِيدًا، ومعناه: شُهود العِيد والاحتفال به. "الوسيط" 635.
(72) صلاح: المقصود القائد والفاتح العظيم، والسلطان الصالح صلاح الدين الأيوبي، وهو: يوسف بن أيوب بن شاذي الأيوبي ت 589هـ، بطل معركة حطين، ومُحرر القدس وفلسطين من الصليبيين سنة 583هـ.
*نور الدين: السلطان الصالح والقائد والفاتح العظيم نور الدين الشهيد محمود بن زنكي ت 569هـ، رحمه الله تعالى، هو مُوحد مصر والشام، والمُمهد لتحرير فلسطين والقدس من الصليبيين الغاصبين الغادرين.
*قد تم مقصود: قد حصل ومراد الشعب السوري الثائر المظلوم.
(73) يوسف العظمات: البطل والقائد العظيم الشهيد يوسف العظمة بطل معركة ميسلون وشهيدها في دمشق، ووزير الحربية والمتوفى عام 1920م.
*البطل: الشجاع جدا. *بميسلون: في معركة ميسلون التي وقعت بين السوريين وقوات الاحتلال الفرنسي الغاشم سنة 1920م.
*جاء موعود: أتى ما وعد به الشعب السوري من فتح ونصر.
(74) شهدا: أي شهداء، ج شهيد، من قتل مظلوما في سورية إبَّان حكم الوحشين الأب وابنه ما بين (1970م- 2024م)، في السجون والمعتقلات، أو تحت التعذيب، أو بالقصف في حماة، أو تدمر، أو جسر الشغور، أو المشارقة، أو غيرها في المجازر والمعتقلات قبل الثورة السورية وبعدها.
*الأبرار: ج بر، الطائعون لله تعالى، الصالحون. *دماؤكم: -ج دم- التي جرت بسبب مطالبتكم بالحرية والعزة والكرامة. *أينَعَت: نضجت، وآتت أكلها بهذا الفتح والنصر المؤزر للشام وسورية. *النصر: الفتح والظَّفَر.
*محصود: قد جنى وحصد السوريون ثمار دماء شهدائهم الأبرار بهذا الفتح والنصر المبين لسورية.
(75) حمز الخطيب: يا حمزة الخطيب، هو الطفل حمزة علي الخطيب السوري، من قرية الجيزة بدرعا، الذي قتله النظام البعثي الفاجر أثناء الثورة السورية بدايتها في 25/9/2011م، وكان عمره نحو 13 سنة؟!!
ولما افتُضح أمره سوّغ فَعلتَهُ الشنيعةَ بأن حمزة الطفل كان يغتصب نساء الضباط من الجيش السوري؟؟!!
*قاشوش: هو إبراهيم القاشوش: (1977- 2011م)؛ الملقب بـ (بلبل الثورة السورية)، كان منشد الثورة السورية في مظاهرات ساحات حماة الكبيرة، والذي قتله نظام البعث الفاجر أثناء الثورة السورية المباركة، واقتلع حَنجَرَتَهُ، وألقاه في نهر العاصي؟؟!!
*مارعهم حجي: هو القائد المجاهد الشهيد عبد القادر الصالح، وهو قائد ومؤسس "لواء التوحيد" بحلب (1979- 2013م): ولد في "مارع" من ريف حلب، قتله نظام بشار الأسد بقصف جوي أثناء اجتماع مع بعض القادة العسكريين في "مدرسة المُشاة" بحلب.
وهو متزوج وله خمسة أطفال. عمل داعيا إسلاميا في سورية والأردن وتركيا وبنغلادش، بعد إنهاء خدمته العسكرية في "وحدة الأسلحة الكيماوية"، وكان من أوائل المنظمين للحراك السلمي في الثورة السورية.
*"شبكة شام" مقال: "الذكرة السنوية العاشرة لفقدان الثورة السورية القائد الشهيد عبد القادر الصالح" 18/11/2023م، بتصرف.
*ساروت: هو الشهيد عبد الباسط بن ممدوح الساروت: (1992- 2019م): فهو منشد الثورة السورية وبلبلها، الرياضي الحمصي، وأحد مشاهير شباب الثورة السورية، ومجاهديها.
كان لاعبا لكرة القدم في "منتخب سوريا للشباب"، انضم إلى الثورة السورية منذ بدايتها، وعرف بتصدره المظاهرات وهتافاته وأهازيجه وأناشيده، أسس كتيبة "شهداء البياضة" وقاتل ضد النظام السوري، شهد حصار حمص، وأصيب مرات عدة، هجّر إلى الشمال وبقي على الجبهات إلى أن أصيب وقتل يوم 8 يونيو/حزيران 2019.
*مقالة "عبد الباسط الساروت .. بلبل الثورة السورية" في "موسوعة الجزيرة" يوم 10/6/2024م.
*جودُ: ج جواد، الكريم، أو شديد الكَرَم.
(76) يا أتاسي: يا هاشم الأتاسِي! هو الرئيس السوري الشريف المتواضع هاشم بن محمد خالد الأتاسي الحمصي (1873- 1960م): الزعيم الوطني المناضل ضد الاستعمار الفرنسي، والذي رأس سورية غَيرَ مَرَّة.
*يا شكري: هو شُكري بن محمود القوتلي الدمشقي (1891- 1967م): الزعيم الوطني، والمناضل ضد الاستعمار الفرنسي، والرئيس السوري الأسبق الشريف الذي ترأس سورية مرتين، آخرهما ما بين (1955- 1958م)، وسلم رئاسة سورية للطاغية جمال عبد الناصر أثناء وحدة سورية مع مصر فيما عرف بـ "الجمهورية العربية المتحدة".
*الكل مسعود: كل الشعب السوري سعيد وفرح بهذه المناسبة العظيمة.
(77) ليث الكِنَانة: الليث من أسماء الأسد. *الكِنَانة: مِصر الحَبِيبَة. والمقصود بـ "ليث الكنانة" الرئيس الشهيد المُنتخب المصري الوحيد محمد بن محمد مُرسي العياط (1951- 2019م) عليه رحمات الله وبركاته. وهو الذي وقف مع الثورة السورية قولا وفعلا، وأيَّد الثوار السوريين الأحرار، وقطع العلاقات مع النظام المستبد الطائفي السفاح بشارون الأسد، وطالب "حزب الله" اللبناني الطائفي بالخروج من سورية، وأصدر أمرًا بِمُعاملة السوريين اللاجِئين في مصر كالمِصرِيين في التعليم والعِلاج، وغيرهما.
كما طالب "مجلس الأمن الدولي" بفرض منطقة حظر جوي فوق سورية.
*ينظر: مقالة "موقف مرسي من سوريا.. رسائل للداخل والخارج" أنس زكي - القاهرة، في "الجزيرة نت" يوم 17/6/2013م.
*ابتَهِج: سُرَّ. *فَرَحًا: سُرُورًا. *الأناشيد: ج نشيد، وهو: الصوت، ورَفعُه مع تَلحِين، والأُنشُودَة، وهي: الشِّعر المُتَنَاشَد بين القوم يُنشِدُه بَعضُهم بَعضًا، وقِطعة من الشعر يُنشِدها القوم على إيقاع واحِد. "الوسيط" 921.
(78) حُكُومَتَي تركيا مع قطر: يا حُكُومَتَي تُركِيَا وقَطَر! *اجتَذِلَا بِنَصرنا: افرَحَا بِنَصرنا وفتحنا لسورية والشام. ومن المعروف بل المشهور أن حكومتي تركيا وقطر هما الوحيدتان اللتان وقفتا مع الثورة والسورية وأهلها الأحرار طيلة (14) عاما، ولم تتخلفا عن دعمها حتى تم التحرير بمساعدتهما جزاهما الله خيرا حكومة وشعبا.
*صُدق: ج صَدُوق، كثير الصدق. *أجاويد: ج أجوَد، وجَودَاء-على خلاف القياس- الأكثر جُودًا وكَرَمًا، وتُجمع على "جُود" أيضًا.
*ينظر: "معجم النفائس" 311.
(79) يا أيها العلما: أيها العلماء، ج عالم. *الأحرار: ج حُرّ، يا من وقفتم مع الثورة السورية وشعبكم الكريم المظلوم، ضد جلاده وسفاحه نظام بشارون الأسد وطغمته الفاجرة.
(80) يا حافظ الشام بدر الدين: يا حافظ الحديث الكبير في الشام! والمقصود العلامة الكبير والمحدث الكبير الشيخ بدر الدين الحسني الذي ثار مع إخوانه العلماء الأحرار ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم سنة 1924م، وكان الأب الروحي للثورة السورية الأولى.
*وهو العلامة الرباني الموسوعي المحدث الشيخ محمد -بدر الدين- بن يوسف بن عبد الرحمن المغربي المراكشي البيباني الدمشقي الشافعي (1851- 1935م) محدث الشام الكبير لعصره، والأب الروحي للثورة السورية على الفرنسيين، المصلح المجدد، والرجل في أمة، وأحد أبرز رجالات سورية وزعمائها، وأستاذ علماء الشام وشيخهم الزاهد المُعتَقَد، ومن أركان النهضة العلمية والإصلاحية في الشام.
ولد ونشأ وعاش وتوفي بدمشق. ودرس الحديث والعلوم الإسلامية والعربية على كبار علماء دمشق ومصر والحرمين، وأجيز فيها، وألف وصنف كثيرا من الكتب، ودرَّس في الجامع الأموي تحت قُبَّة النسر، وفي حجرته الخاصة للطلاب والعلماء.
روى عنه الحديث، وتخرج به عشرات الآلاف من الطلاب والعلماء في العالم الإسلامي من الشام وحلب، والمغرب، والحرمين، ومصر، والجزائر، واليمن، وإندونيسيا، وغيرها، وكتب عنه عِدَّة من الكتب.
*يا دقرا: يا شيخ علي الدقر: أحد كبار علماء الشام، من تلاميذ الشيخ بدر الدين الحسني، وممن ثار على الاستعمار الفرنسي الغاشم، وهو صاحب النهضة العلمية في الشام، ت 1943م.
وهو الشيخ محمد علي بن عبد الغني بن محمد علي الدَّقِر الدمشقي الشافعي (1877- 1943م): أصلهم من "بعلبك" في البقاع بلبنان. وهو صاحب أكبر نهضة علمية بالشام، ومناضل الاستعمار الفرنسي الغاشم، والتنصير، والتبرُّج والسُّفُور، والناشر الأكبر للمذهب الشافعي في الشام.
أخذ العلم عن كبار علماء الشام، ودرَّس ووعظ في "معهد العلوم الشرعية" الذي أسسه مع "الجمعية الغراء لتعليم أولاد الفقراء"، وتخرج عليه آلاف طلاب العلم في سورية دمشق وريفها، ودرعا وحوران، والأردن، وتركيا.
وظلت مدارسه التي أسسها تعمل حتى بعد وفاة الشيخ إلى نحو عام 1970م.
وظل معهده الشرعي يعمل حتى ألغاه الوزير البطاش عبد الحميد السراج- في عهد الوحدة بين مصر وسورية- في 25/9/1959م.
(81) محمد الحامد: هو العلامة الحموي الكبير الرباني المجاهد، ممن ثار على الفرنسيين في حماة، وعلامة حماة والشام الأزهري الداعية والفقيه، والمصنف الشهير، الشيخ محمد بن محمود الحامد: (1910- 1969م).
*درس في بعض مدارس حماة، وتربى على أخيه الكبير الشاعر الأستاذ بدر الدين الحامد، ثم درس في أزهر حلب "المدرسة الخسروية"، ثم أكمل دراسته الجامعية في "الأزهر" بمصر، وصحب الإمام حسن البنا رحمه الله، وتأثر به، كما سلك الطريقة النقشبندية على المرشد الكبير الشيخ أبي النصر خلف.
وهو المعارض لنظام البعث، والذي لم يكن يخاف في الله لومة لائم، وإمام وخطيب "جامع السلطان" بحماة، ومدرس التربية الإسلامية، وصاحب الأثر الكبير في حماة خاصة، والشام عامة.
*من أشهر مصنفاته: "ردود على أباطيل" في نحو مجلدين، و"مجموعة رسائل محمد الحامد: عن اللحية، ومصافحة الأجنبية، والمذهبية، والمُسكرات، والغناء في الإسلام"، وغيرهما.
كما كتب كثيرا من المقالات في مجلة "حضارة الإسلام"، و"التمدن الإسلامي"، وغيرهما من الصحف والمجلات.
وقد جمع في منهجه بين التصوف الحق السُّنِّي السَّنِي، والسلفيَّة الحق المُعتدلة، وكان منهجه يقوم على قاعدة "العِلم أمير على التصوف"؛ فكان ينكر البدع والخرافات، وكل ما يخالف صريح وصحيح الكتاب والسنة.
*"العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد" لتلميذه العلامة الشيخ عبد الحميد طهماز، ومقالة "الحموي الحامد.. ثوري جمع بين السلفية والتصوف" في "موسوعة الجزيرة" نشر يوم 28/1/2017م.
*يا حبنكة: العلامة الشجاع الشيخ حسن بن مرزوق حبنكة الميداني الدمشقي (1908- 1978م): الذي عارض حكم البعث عامَّة، وحكم حافظ الأسد خاصة، وحكمه بالإعدام ت 1978م، ثم خفف فعاش في شبه إقامة جبرية في بيته حتى وفاته.
وكانت له مواقف مشهودة ضد البعث وإساءته إلى الإسلام في الستينات، وضد حافظ الأسد ولا سيما في معركة الدستور والإسلام التي خاضها علماء سورية عام 1972م، وعلى رأسهم الشيخ حسن حبنكة، والشيخ سعيد حوا من حماة، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة والشيخ محمد النبهاني من حلب الشهباء، والشيخ محمد علي مشعل من حمص، وغيرهم.
*أديب كيلان: العلامة والداعية الورع الشيخ محمد أديب بن بديع الكيلاني الحموي (1937- 1982م) الشهيد بمجزرة حماة سنة 1982م مع ابنيه.
*سادة: ج سيد، زعيم قومه.
(82) هاشم المجذوب: الملقب بـ "الشافعي الصغير" هو العلامة الفقيه الشافعي النحوي المجاهد الشيخ محمد هاشم المجذوب الرفاعي (1933- 2016م): الذي دخل سجني تدمر وصيدنايا وظل فيهما 22سنة؛ بسبب فتوى لم تعجب المقبور حافظ الأسد.
"وسبب اعتقاله نشاطه العلمي الدعوي الذي لا مُهادنة فيه للظلمة، بل فيه الثبات على الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية شباب علماء فقهاء عاملين. ذات يوم في عام ١٩٨٠م جاءه رجل مخابرات في ثوب مسلم حريص على دينه يسأله: هل يزوج ابنته لشاب نُصيري أحبَّها وخطبها؟ فقال له: لا تفعل. فقال: لماذا؟ فقال الشيخ: "مو من ملتنا"؛ أي: ليسوا مسلمين، فتم اعتقاله وتعذيبه في السجن اثنين وعشرين عاما، شفع له الدكتور البوطي عند حافظ الأسد مرات، فلم يقبل شفاعته، وتمت مساومته على الخروج من السجن، وإعادة الاعتبار له مرارا بشرط أن يكتب اعتذارا لحافظ الأسد فأبى، ثم أخرج من السجن في السنة الثانية من حكم المجرم بشار، بعدما أنهكته الأمراض وأشفى على الموت".
*ينظر: مقالة "الشيخ هاشم المجذوب" للأستاذ أحمد زاهر سالم في "رابطة العلماء السوريين" يوم 21/9/1437هـ - 26/6/2016م، و"رابطة كُتاب الثورة السورية" نعي "جماعة الإخوان المسلمين" له فيها.
*ابتهجَن: افرَحَن بنصرنا وفتحنا للشام.
*يا حديد يا مروان: هو القائد الشهيد المهندس الشجاع مروان بن خالد حديد الحموي (1934- 1976م): حائز للهندسة الزراعية من جامعة عين شمس بمصر سنة 1964م، ثم الفلسفة من "كلية الآداب- جامعة دمشق" سنة 1970م، وهو الداعية وعضو "جماعة الإخوان المسلمين"؛ الذي عارض حكم البعث في الستينات، ثم حكم حافظ الأسد.
عقدت له محكمة صورية عسكرية كان المحقق معه زمن أمين الحافظ المقدم البعثي مصطفى طلاس فقال له: أنت عميل؛ فيقول: أنا عميل لله، فقال له: أنت مأجور؛ فقال: أنا مأجور من الله، ثم حكم عليه بالإعدام، لكن الحكم لم ينفذ، وأطلق سراحه بوساطة علماء حماة له لدى أمين الحافظ.
ثم اعتقلته المخابرات الأسدية سنة 1975م، وقتلته بحقنه بإبرة في عنقه، بعد تعذيبه في سجونها، وتوفي في سجن المزة العسكري، ومنع من دفنه في حماة، فدفن في "مقبرة الباب الصغير" بدمشق سنة 1976م، ووضعت عليه حراسة أمنية مُشدَّدة لشهور، وكان يُعتقل كل من يزور قبره.
وكان يقول الشعر، وله ديوان، لكن شعره ضعيف.
ومن شعره المشهور:
اقتلوني مزقوني اغرقوني في دمائي
لن تعيشوا فوق أرضي لن تطيروا في سمائي
*ينظر: مقالة "أنا عميل لله" عنه في "موسوعة الجزيرة" يوم 4/9/2016م، و"الموسوعة الحرة ويكيبيديا".
*جا عيد: جاء عيد الفتح والنصر.
(83) شيخي الزحيلي: أستاذي العلامة الفقيه الكبير الرباني الجَسُور الشيخ د. وهبة بن مصطفى الزحيلي (1932- 2015م): وهو العصامي، والحريص على وقته، النشيط، والرباني، والجريء الذي لم يكن يخاف في الله لومة لائم، والمؤلف، والمحاضر الجامعي الشهير، صاحب موسوعات "الفقه الإسلامي وأدلته" في 11 مج، و"التفسير المنير" في 16 مج، و"موسوعة الفقه الإسلامي والقضايا المعاصرة"، و"موسوعة أصول الفقه".
*يا أبا غدة: العلامة الرباني المحدث الكبير المحقق الشيخ عبد الفتاح بن محمد أبو غدة الحلبي الحنفي (1917- 1997م): الفقيه اللغوي، والمصنف الكبير، أحد كبار معارضي حزب البعث الفاجر، والرئيس الوحش المقبور حافظ الأسد، وأحد قادة جماعة الإخوان المسلمين بسورية، ت 1997م.
من أشهر مصنفاته الكثيرة: "قيمة الزمن عند العلماء"، و"صفحات من صبر العلماء على العلم والتحصيل"، و"العلماء العزاب"، وغيرها كثير.
(84) يا شيخنا: يا أستاذَنا! *القرضاوي: العلامة الرباني الشهير الصداع بالحق الإمام الشيخ د. يوسف بن عبد الله القرضاوي المصري القطري (1926- 2022م): الذي أيد الثورات العربية -"الربيع العربي"- ومنها الثورة السورية، فقد ناصرها أكثر من 11 سنة؛ منذ انطلاقتها حتى وفاته في 26/9/2022م، ناصرها بخُطبه ودروسه ومقالاته، وهاجم أعداءها الطاغية بشارون الوحش، وإيران، وحزب اللات اللبناني، وقال في إحدى خطبه في الدوحة: "ستنتصر الثورة السورية والشعب السوري، وأرجو أن أشهد ذلك، وأخطب في الجامع الاموي".
*طِب نَفسًا: وأنت في قبرك فقد انتصر الشعب السوري المظلوم المكلوم الذي كنت تحبه كثيرا، وترجو له النصر؛ فقد نال بُغيته ومُناه مع حبيبته سورية الأبية التي رجع إليها فاتحا مُظفرا مُنتشيا فرحا وسرورا، هازما داحِرًا للطاغوت والسفاح بشار الوحش وأعوانه، وذلك يوم الأحد 7/6/1446هـ- 8/12/2024م.
*جنى ثورتنا: ثَمَرُها. *ناضج: مُدرِكٌ، يانِع، مُستَوٍ. *هذي العناقيد: هذه الثمار من الفتح والنصر المبين. *العناقيد: ج عُنقود: ما تَعَقَّد وتراكَمَ مِن ثَمَره في أصل واحد. "الوسيط" 614.
(85) ويا مُفَسِّرَنا: يا شَيخنا! في علم تفسير القرآن. *الصابوني: هو العلامة الرباني المفسر الكبير الشيخ محمد علي بن جميل الصابوني الحلبي، (1930- 2021م): مفسر العصر الشهير المُصَنِّف، والذي أيد الثورة السورية والشعب السوري الحر في مطالبه العادلة، ووقف ضِدَّ الطاغية بشار الأسد وحزبه الأثيم البائس التاعس، في مناسبات عدة حتى وفاته.
درس العلم على كبار مشايخ حلب في "المدرسة الخسروية"، وعلى والده الشيخ جميل الصابوني، ثم أكمل تعليمه الجامعي في "الأزهر" بمصر حتى تخرج فيه حاملا شهادة "كلية الشريعة"، ثم "شهادة العالمية" بعد دراسته التخصص في القضاء الشرعي، وهي تعادل الأستاذية "الدكتوراه".
من أشهر مؤلفاته: "صفوة التفاسير" في 3 مج، و"التفسير الواضح الميسر"، و"النبوة والأنبياء في ضوء القرآن"، و"روائع البيان في تفسير آيات الأحكام"، "الزواج الإسلامي المبكر"، "قبس من نور القرآن"، وغيرها.
*معلوماتي الخاصة، و"المكتبة الشاملة".
*عِش جَذَلًا: اِحيَ فَرَحًا مُشَاركَةً لِأمتكَ في سورية والشام بهذا الفتح العظيم، والنصر المُبين. *ازَّيَّنَت: تزَيَّنت، لبست ثَوبَ زِينَتِها. *انزاح نُمرُود: زالَ وذَهَب حاكمها السفاح الطاغية ونظامه.
(86) يا شفيق: هو شاعر الشام الكبير شفيق بن درويش محمد جبري الدمشقي (1897- 1980م): وهو الذي قد قال قصيدة عصماء شهيرة يوم الجلاء الأول سنة 1946م، مطلعها:
حُلم على جنبات الشام، أم عِيدُ؟ لا النوم نوم، ولا التسهيد تسهيدُ
وله مصنفات عدة أشهرها ديوانه "نوح العندليب".
*بدر الحامد: هو الشاعر والنابغة الحموي الكبير بدر الدين بن محمود الحامد "شاعر العاصي"، (1897- 1961م): وهو شقيق العلامة الشيخ محمد الحامد، وقد قال قصيدة عصماء شهيرة بمناسبة جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية مطلعها:
بلغتِ ثَأرَكِ؛ لا بَغيٌ ، ولا ذامُ يا دارُ! ثَغرُكِ -مُنذُ اليَومِ- بَسَّامُ
*يا أبا ريشة: يا عمر أبا ريشة، هو النابغة والشاعر السوري العملاق المحلق، والسفير الشهير عمر بن شافع أبو ريشة (1910- 1990م): من فحول شعراء سورية وأفذاذها، وله قصيدة شهيرة عن الجلاء مطلعها:
يا عَرُوسَ المَجد تِيهي واسحبِي -في مغانينا- ذيول الشُّهُبِ
*كان يتقن سبع لغات، وهو صاحب النشيد الوطني الرائع الذي حفظناه صغارا، وهو يقطر عزة وكرامة وحلاوة وطلاوة، ومطلعه:
في سبيل المجد والأوطان نحيا، ونبيد
كلنا ذو همة -شماءَ- جبار عيد
لا تُطيق السادة الأحرار أطواق الحديد
إن عيش الذل والإرهاق أولى بالعبيد
وكان من مُعارضي نظام البعث عامة، وحكم حافظ الأسد خاصة، وقد قال فيه من قصيدة يهجوه فيها بعنوان (عودة المغترب)، بعد مجزرة حماة الشنيعة التي ارتكبها ذلك النظام الفاجر، ومما قاله فيها:
العـاجزُ المقهـورُ أقتَـلُ حيلةً و أذلُّ منطلَقاً ، و أنـذلُ مقصِـدا
نشر الخسيس من السلاح أمامه و اختار منه أخسـَّه ، و تـقـلَّدا
وحبا إلى حرم الرجال، ولم يذُقْ من قُدسِ خمرتهم و لكنْ عربـدا
وافتَنَّ في تزييف ما هتفوا بـه و ارتدَّ -بالقِيَـمِ الغـوالي- مُنْشـِدا
البغيُ أروع مـا يكـون مظفراً إن سُلَّ -باسم المكرمات- مهنَّدا
لا يخدعنِّكَ دمعُه ، وانـظر إلى مـا سال فوق أكفه ، و تجـمَّدا
لم تشربِ الحُمَّى دماءَ صريعِها إلا و تكسـو وجنـتـيه تـورُّدا
و أزاحت الأيـام عـنه نقابـه فأطلَّ مسْخاً بالضـلال مـزوِّدا
ترك الحصون إلى العدى متعثراً بفراره، وأتى الحِمَى مُسْتأسـِدا
سـكِّينـه في شـدقه ، و لعـابُه يجري على ذكر الفريسة مُزبدا
ما كان هولاكو، و لا أشـباهه بأضلَّ أفئـدةً ، و أقسـى أكـبُدا
هذي حماة عروسةُ الوادي على كِبْر الحداد ، تُجيل طـرفاً أرمدا
هذا صلاح الدين يخفي جرحه عنها، ويسأل: كيف جُرْحُ أبي الفدا
سرواتْ دنـيا الفتح هانتْ عنده وأصاب منها ما أقـام، و أقعـدا
ما عفَّ عن قذف المعابد باللظى فتناثرت رِممـاً ، و أجَّتْ موقـدا
*اجذَل: افرَح، أمر من جَذِلَ يجذَل جَذَلًا: فَرِحَ.
(87) أبا ضياء: هو العلامة والشاعر الإسلامي الكبير يوسف بن عبيد إبراهيم المحيميد المنبجي؛ يوسف عُبيد، (1931- 2006م): هو العالم والشاعر شاعر الملاحم الملقب "شاعر الخلافة الإسلامية"، و"عاشق الشمس"، ونشر له ديوانان (قبس من حراء)، و(الفجر الجديد).
درس في "الشعبانية" في حلب، ثم أكمل تعليمه الجامعي في السعودية في "كلية الشريعة - جامعة محمد بن سعود" بالرياض.
وهو من أبرز معارضي نظام البعث الفاجر، ونظام الوحشين الأب والابن، وله قصيدة في هجاء حافظ الأسد بعنوان "اللقب المُزَيَّف"، وقد كانت سببا لدخوله السجن لمدة عامين، ومطلعها:
سَمَّوكَ زُورًا وأنتَ الوَحشُ بِالأسَدِ واخَجلَةَ الأسدِ مِن أقرانِها الجُدُدِ
وله قصيدة أخرى بعنوان: (صنم القرداحة) قالها عند هلاك حافظ أسد.
*ويا غُزَيِّل: هو الشاعر العلامة النابغة الإسلامي الكبير محمد منلا غزيل المنبجي (1936- 2016م): الملقب بـ "البُحتري الصغير"، وهو الشاعر الشهير، والخطيب المفوه، والداعية الحكيم، ومن أعضاء "جماعة الإخوان المسلمين"، ولد وتوفي منبج، تخرج في "كلية الآداب جامعة دمشق".
ونشر أكثر شعره ونثره في مجلة "حضارة الإسلام" الدمشقية.
له ستة دواوين شعرية مطبوعة بعنوان: (الأعمال الشعرية الكاملة)، وهي:
1- في ظلال الدعوة. 2- الصبح القريب. 3- الله والطاغوت.
4- طاقة الريحان. 5- البنيان المرصوص. 6- اللواء الأبيض.
وقد عانى وضيق عليه كثيرا في عهد نظام البعث البائس كثيرا، وسُجن، وعاش فقيرا، ولم يتزوج، رحمه الله تعالى.
وقد غنى وأنشد بعض شعره بعض كبار المنشدين، وتُرجم في كتاب "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث" لجرار والجدع.
*انبَسِطَا: افرَحَا وابتَهِجَا. وانبسطَ: سُرَّ. "الوسيط" 56.
*سلامة: هو الشاعر الإسلامي المنبجي الكبير عبد الله بيك بن الشيخ عيسى السلامة، (ولد سنة 1944م) في قرية الحديدي من ريف منبج.
ونال الإجازة من "كلية الآداب- قسم اللغة العربية" من "جامعة دمشق" عام 1968م، وقد هاجر من سورية بسبب انتمائه إلى الحركة الإسلامية بعد سنة 1979م، وهو يعيش في الأردن.
وقد صدر له عدد من الدواوين الشعرية، والروايات والقصص. ومن دواوينه المشهورة: "واحة في التيه"، و"الظل والحَرُور".
وقد غَنَّى بعض شعره بعض كبار المنشدين، كأبي الجود سرميني (خَلي يَدَيَّ فلست مِن أسراكِ)، و(أيها البلبل إنا أخوان)، وغيرهما.
كما ترجمه الأستاذان الجدع وجرار في كتابهما الشهير: "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث".
*زال: ذهب. *تنكيد: تنغيص وتكدير لصفاء العيش؛ من "نَكَّدَه يُنكده" جعله نَكِدًا: عَسِرًا، شَدِيدًا، مَشؤُومًا، سَيِّئًا. "الوسيط" 651.
(88) عَلِيَّ طَنطَا: هو الشيخ علي بن مصطفى الطنطاوي الأديب والعلامة الكبير، والقاضي، والفقيه، والإعلامي: (1909- 1999م) الذي حُرم مِن وطنه سورية بسبب نظام البعث الفاجر لنحو ثلث قرن من الزمان، ومُنع من الرجوع إليها لنحو عقدين، توفي في جدة رحمه الله تعالى، وقتل حافظ الأسد ابنته الأستاذة بنان الطنطاوي عام 1981م في ألمانيا.
*بنان: هي الأستاذة الشهيدة بنان بنت الشيخ علي الطنطاوي وزوج الأديب والزعيم الكبير عصام العطار: (1943- 1981م)، قتلتها استخبارات نظام حافظ أسد في آخِن بألمانيا عام 1981م؛ لكونها زوج المعارض السياسي الأستاذ عصام العطار، رحم الله الجميع.
*حُرِّرَت شامُنا: حررها الثوار السوريون الأبطال وطهَّرُوها من رِجس السلطة البعثية الأسدية المُتَوَحِّشَة.
*الفضل: الإحسان، والزيادة، البقية من الشيء. "الرائد" لجبران مسعود 603، "الوسيط" 693. *ممدود: دائم ومُستَمِرٌّ.
(89) يا منير ...: هو الأستاذ العلامة د. منير محمد الغضبان الدمشقي:
(1942- 2014م) هو عالم وباحث ومدرس ومصنف. وهو أحد مراقبي جماعة الإخوان المسلمين في سورية.
يحمل إجازات في الشريعة الإسلامية واللغة العربية.
كان أحد المعارضين لنظام البعث الفاجر، وقضى جل عمره خارج سورية بسبب ذلك، وتوفي في مكة المكرمة.
وله مصنفات كثيرة، من أهمها:
1- فقه السيرة النبوية. 2- المنهج الحركي للسيرة النبوية.
3- المنهج التربوي للسيرة النبوية.
4- كشف المستور: أفكاري التي أحيا من أجلها.
5- سورية في قرن. 6- التحالف السياسي في الإسلام.
7- سيد قطب ضد العنف. 8- الحركات القومية في ميزان الإسلام.
*بدحر: بهزيمة. *فرعوننا: بشارون الوحش.
*فالشام تغريد: فالشام وسورية غناء وفرح وسرور.
(90) عصام العطار: (1927- 2024م) هو المفكر والزعيم الإسلامي الكبير عصام بن رضا العطار، الأديب، والعالِم، والسياسي، والنائب، الذي مُنع من دخول بلده سورية لنحو 60 سنة؛ فقد خرج من سورية للحج سنة 1964م، ومنعه حزب البعث الفاجر من دخول سورية حتى وفاته كما اغتال زوجه الداعية أ بنان الطنطاوي في آخن بألمانيا عام 1981م.
شارك أعصام في الثورة على الاحتلال الفرنسي، كما شارك في الثورة على نظام البعث بقيادة بشار الأسد سنة 2011م، ووجه كلمات إلى الثوار السوريين الأحرار، وأعاد نشر قصيدته الشهيرة:
(طال المنام على الهوان فأين زمجرة الأسود) الرائعة.
*كُن جَذِلًا: كُن فَرِحًا مع الشعب السوري بهذه المناسبة العظيمة.
*الشام في عُرس: في مهرجان احتفالي كبير بمناسبة الفتح والنصر المُبين.
*الزغاريد: ج زُغرُودة، وهي ما يطلقه النساء من أصوات جماعية معروفة في الأعراس والأفراح والمناسبات السعيدة.
وفي "المعجم الوسيط":
(زغردت المرأة: رَدَّدَت صَوتَها بِلِسَانها في فمها عد الفَرَح). 394. وزُغرودة ج زَغَارِيد. كما في "المعجم العربي الأساسي" 578.
(91) أبا مازن: هو رضوان خليل عنان، أبو مازن الدمشقي المنشد الإسلامي الشهير (1952- 2023م)، توفي ودفن بالقاهرة.
وهو من المعارضين لنظام البعث، وقد خرج بسبب ذلك من سورية منذ الثمانينات الميلادية، ومات غريبا عن بلده، رحمه الله تعالى.
سجل بصوته مئات الأناشيد الإسلامية، وكان لها كبير في شباب الصحوة.
*بربور: هو المنشد الإسلامي الكبير أحمد عمر بربور، أبو عبد الله: (1928- 2002م) الذي سجن في سجن تدمر وصحرائها في عهد حافظ الأسد نحو 13سنة بسبب إنشاده، وكونه من أبناء الحركة الإسلامية؟!
أنشد لكبار الشعراء الإسلاميين كيوسف العظم، ووليد الأعظمي، وبديع المعلم، والشيخ د. يوسف القرضاوي، وكان لصوته أثر كبير في الشباب.
*هَلَّ الربيع: وُلد ربيع النصر والفتح في سورية. *مَسعُود: فَرِح وجَذلانُ.
(92) ابتهج والدي: كذلك افرح يا سيدي الوالد بهذه المناسبة العظيمة والعزيزة على قلب كل سوري حر شريف.
وأما سيدي ووالدي فهو محمد بن كدرو السيد: (1940- 2015م) ذلك الشرطي الشريف المُتَدَيِّن المُعارض لنظام البعث والوحشين الأب حافظ، والابن بشار، حتى وفاته عام 2015م، رحمه الله، وقد عانى الأمَرَّين بسبب نظام البعث الفاجر منذ أوائل السبعينات؛ فقد استدعته شعبة الأمن السياسي في عام 1972م في الحسكة بسبب تقرير كيدي كتبه عنه أحد زملائه -وكان طائفيا- ادَّعى فيه أن أبي مزَّق صورة حافظ الأسد، وأنه يشارك في جمع التبرعات للمساجد، وأنه كان يحضر بعض دروس الشيخ محمد علي مشعل الحمصي، وأنه كان يُسرف في وضوئه من ماء المخفر ... .
وكان المحقق معه -"بعثيا عَلَوِيًّا نُصَيرِيًّا"- فقال له بعد نهاية التحقيق: "انظر يا محمد سأنقلك إلى مكان لا تسمع فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله"؟! وفعلا نَفَّذ تهديده فنقل والدي من محافظة الحسكة إلى مخفر "امتان" في محافظة "السويداء"، وبقي هناك نحو 3 سنوات.
*منتشيا: فرِحًا فرَحًا شَدِيدًا.
*عيسى الخطيب: هو الشيخ والشاعر الأعزازي الكبير، والفرَضي، والمُعَلِّم عيسى بن أحمد الخطيب الصوراني الأعزازي (1919- 1994م) هو جدي لأمي، وقد كان مُنتميا لجماعة الإخوان المسلمين، وقد عانى كثيرا بسبب نظام البعث البائد؛ فاعتُقل، وضُيِّق عليه.
(93) يا كُرَيِّم: هو شيخ قراء الشام الأديب والخطيب المفوَّه والفقيه الشافعي محمد كُرَيِّم بن سعيد راجح الدمشقي (ولد 1926م): الصَّدَّاع بالحق، وأحد العلماء الثوار الأحرار الذين أنكروا على نظام الوحش الابن الوحش بشار الأسد، وأيد الثورة السورية؛ فاستقال من وزارة الأوقاف وهو يخطب في "جامع الحسن" بدمشق عام 2011م احتجاجا على قمع نظام بشارون للمُظاهرات السلمية والشعب السوري، وضُيق عليه؛ فخرج إلى دولة قطر، وأقام فيها 14 سنة حتى الفتح والتحرير.
*نابلسي: هو العلامة والمربي الداعية السوري الدمشقي الشهير، والثائر الحر د. محمد راتب النابلسي (ولد 1938م): هو الداعية الرباني الرقيق الحكيم الذي وقف مع الثورة السورية والأحرار السوريين حتى سقط نظام بشارون الأسد، وحُرم من وطنه 14 سنة.
*سارية: هو العلامة الجليل الشيخ سارية بن العلامة الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي الدمشقي، (1948م- 2025م): وقف مع الثورة السورية المباركة، وأهلها الأحرار حتى تحررت سورية من نظام الطاغية بشار.
وهو عضو "رابطة علماء الشام"، و"المجلس الإسلامي السوري"، ومن كُتبه مذكراته النفيسة بعنوان: "مذكرات في زمن الثورة" في 240ص.
وتوفي يوم الاثنين 6/7/1446هـ - 6/1/2025م في إسطنبول بِخُثرة "جلطة" دماغية، رحمه الله رحمة واسعة.
*أسامة: هو الشيخ العلامة أسامة بن الشيخ عبد الكريم الرفاعي الدمشقي، (ولد 1944م): أحد علماء سوريا الأحرار الذين وقفوا مع الثورة السورية حتى سقوط فرعون الشام وسفاحها بشارون، وعُين مفتيا لسورية في الخارج بعد تنحية أحمد حسون عن الإفتاء في سورية.
*عودوا: ارجِعُوا إلى وطنكم الجليل سورية؛ لتبنوه من جديد مع إخوانكم.
(94) أبناءَ حَوَّى: يا أبناء الشيخ سعيد حوى الحموي! أحمد ومحمد.
والشيخ سعيد بن محمد ديب حوى الحموي (1935- 1989م): هو العلامة الكبير والمصنف الشهير، وأحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في سورية، ومن كبار معارضي نظام البعث الفاجر في سورية، وقد سجنه المقبور حافظ أسد نحو 5 سنوات ما بين 1973- 1978م، بسبب معركة الدستور والإسلام في سورية، وإرادة جعله علمانيا كافرا معاديا للإسلام والمسلمين عام 1972م، وقد عاش الشيخ سعيد بعيدا عن وطنه سورية، حتى توفي في
غربته بالأردن سنة 1989م.
ومن كتبه الكثيرة المهمة: "الله جل جلاله"، "الرسول "، "الإسلام"، "جند الله ثقافة وأخلاقا"، و"الأساس في التفسير"، و"الأساس في السنة وفقهها"، و"المُستخلص في تزكية الأنفس"، وهو تهذيب لكتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، رحمه الله تعالى، و"جند الله تخطيطا"، ومذكراته "هذه تجربتي وهذه شهادتي"، و"الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف"، و"تربيتنا الروحية"، و"المدخِل إلى دعوة الإخوان المسلمين".
*الشيخ أحمد بن الشيخ سعيد حوى (ولد 1966م): هو عالم فقيه وأصولي سوري معروف.
*الشيخ د. محمد بن سعيد حوى: أستاذ الحديث بـ (جامعة مؤتة بالأردن).
*بيانوني: أبناء العلامة والداعية الرباني الكبير الشيخ أحمد عز الدين الصياد بن عيسى بن حسن البيانوني (1913- 1975م): وهو المربي والمصلح والمعلم والفقيه واللغوي والمؤلف كثير التآليف.
*والده العلامة الرباني والشاعر والمحب النبوي الشيخ عيسى البيانوني ت 1943م، صاحب "فتح المُجيب في مدح الحبيب"، ودفين البقيع.
*ولد الشيخ أحمد وتوفي في حلب. ودرس في التجهيز -الإعدادية- ثم في "دار المعلمين" بحلب وتخرج فيها.
كما سلك الطريقة النقشبندية على يدي شيخ والده المرشد الشهير الرباني الشيخ محمد أبي النصر خلف، وأفاد منه كثيرا.
*عمل الشيخ أحمد مدرسا للعربية في "المعهد العربي الإسلامي" بحلب ما بين (1958- 1965م)، كما عمل مديرا لـ "الثانوية الشرعية؛ الخسروية" بحلب ما بين (1951- 1958م)، وخلف والده في الإمامة في "جامع أبي ذر"، والخطابة في "جامع العثمانية" بحلب.
*بدأ منذ عام 1965م بتأسيس جماعة إسلامية دعوية -انطلاقا من "جامع أبي ذر"- تهتم برسالة المسجد، وتربية أبناء المسلمين على التمسك بهدي الإسلام ومبادئه وتعاليمه وآدابه، في كل شؤون الحياة، ونشر العلم الشرعي، ووضع لهم مناهج تربوية وتعليمية.
وامتاز بالصدق والصراحة، والحرص على الحق والتمسك به، والتضحية في سبيله، وكان واقعيا عمليا، يكره الكلام بغير عمل.
*شارك في وضع مناهج التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية لوزارة التربية.
*كما كان كريما، عابدا زاهدا تقيا، حريصا على اتباع السنة، ذاكرا ورعا، شديد الخوف من الله تعالى، كثير البكاء من خشيته، عظيم الحب لله ورسوله.
*عُني بتقريب العلوم الشرعية، والثقافة الإسلامية لأبناء عصرنا؛ فألف سلسلة "العقائد" في (7) أجزاء صغيرة، وسلسلة "العبادات" في الفقه الحنفي، وسلسلة "من هدي الإسلام" متنوعة صدر منها (15) كُتَيِّبًا.
*وله شعر إسلامي قوي جزل في أغراض شتى، وقد غُنِّي ببعضه.
*من مؤلفاته الكثيرة: "العقائد" 428 ص. "مجموعة أحكام العبادات" حنفي، 289 ص. "رسالة سبيل الهُدى والعمل". 106ص. "رسالة أخطاء لغوية شائعة وتصويباتها. "منهاج التربية الصالحة" 190ص. "فضيلة الذكر والدعاء" 334ص. "الفتن" 233ص. "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" 194ص. "الحق والباطل" 66ص. "التوبة" 306ص. "الرُّؤى والأحلام" 178ص. "العشر المهلكات" 226ص. "من محاسن الإسلام" 218ص. "الكفر والمكفرات" 287ص، "الإيمان خصائصه وثمراته" ج1- 144ص، ج2- 140ص. "شؤم المعصية وبركة التقوى" 114ص. "قبسات من نور النبوة" 161ص. بالاشتراك مع ش عبد الفتاح أبو غدة.
*ينظر: "أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي" د. عبد المجيد البيانوني، "مركز الشرق العربي" زاوية (رجال الشرق)، و"موقع الشيخ د. محمد أبو الفتح البيانوني الرسمي".
وأسرته من الأسر التي عانت كثيرا وأوذيت من نظام البعث؛ حتى إنه حرَّق بعض بيوتهم في حلب في الثمانينات؟!
*من أقواله: 1- "والله إنني لأفرح بهؤلاء الشباب كما أفرح بأولادي، وإن بعضهم أحب إليَّ مِن بعض أولادي". 2- "إن أعناقنا جِسرٌ لِلحَقِّ وأهله".
3- "نَزِّه فَمَكَ ومَجلِسَكَ". قالها لشخص اغتاب مُسلِمًا في مجلسه.
4- "إن ولَدِي وأبعَدَ الناس عندي في الحق سواء".
5- ومن حرصه على الحق وإيثاره على الخَلق قولُه:
إنا مع الحق إذا ما الناسُ جَهلًا أعرَضُوا
و لا نُبَالِي بِهُمو إن سَخِطُوا، وإن رَضُوا
*من أشهر أبنائه: د. علي صدر الدين البيانوني، المراقب الأسبق للإخوان المسلمين في سورية، ومحمد غياث أبو النصر، ومحمد أبو الفتح.
(95) محمد بن الددو: هو العلامة محمد بن الحسن ولد الددو: العلامة الرباني الموريتاني الصداع بالحق، مؤسس ومدير "جامعة تكوين العلماء" في موريتانية. هو الذي وقف مع الثورة السورية، ومع أبناء سورية الأحرار، وصرح بكفر وفجور وطغيان السفاح بشار الأسد، وبوجوب مقاومته ومجاهدته بكل الوسائل، في فتاواه، ودروسه، ومحاضراته، والمؤتمرات والندوات العلمية حتى تحررت سورية، وسقط فرعونها.
*ساهم ببهجتنا: شارِك بفرحتنا بفتحنا سورية والشام ونصرهما المبين.
*حزب بعث المآسي: حزب البعث البائد، أحيا المآسي ج مأساة، الأحزان. *جَثَّه: اجتَثَّهُ، قطعه من أصله، قضى عليه واستأصَلَه. *الصِّيد: ج أصيَد، الأعِزة الأُبَاة أبناء سوريا الأحرار.
(96) سلمان عودة: هو العلامة والداعية الإسلامي الشهير النشيط والإعلامي والمؤلف المعروف د. سلمان بن فهد العودة (ولد 1956م): وهو أستاذ جامعي، ومفكر ومقدم برامج معروف، ومن أعلام الصحوة الإسلامية، وعضو في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، والأمين العام لـ "الهيئة العامة لنصرة المصطفى ".
*كان المشرف على "مجموعة مؤسسات الإسلام اليوم".
*شارك في مؤتمرات إسلامية ومهرجانات محلية وعربية وعالمية، في أمريكا، وكندا، وبريطانيا، وأستراليا، والسودان، وغيرها.
وهو الذي وقف مع سورية وثوارها الأحرار الشرفاء سنوات في دروسه وخطبه ومحاضراته، وفي المؤتمرات، حتى سُجن ظلما وعُدوانا سنة 2017م، فك الله سجنه وأسره.
عمل أستاذا في "كلية الشريعة وأصول الدين" بالقصيم لسنوات، كما درس في "جامعة محمد بن سعود" بالرياض.
وله أكثر من (60) كتابا ورسالة، كما قدم دروسا ومحاضرات وبرامج دعوية وإذاعية كثيرة، في إذاعات وقنوات عديدة كالجزيرة، واقرأ، والرسالة، والمجد، ودليل، والأقصى، وغيرها.
*قدم برنامج "الحياة كلمة" الأسبوعي على قناة (إم بي سي)، وكان يذاع بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع.
*علي العمري: هو الداعية والإعلامي الشهير والمؤلف د. علي بن حمزة العمري (ولد 1973م)، حاصل على الأستاذية في أصول الفقه الإسلامي، ورئيس "جامعة مكة المكرمة المفتوحة"، وصاحب قناة (فور شباب) المعتدلة الوسطية، وهو الذي وقف مع الثورة السورية في دروسه وبرامجه حتى اعتقلته السلطات السعودية بلا تهمة.
*عوض القرني: هو العلامة والمفكر المعروف الشيخ د. عوض بن محمد القرني، ولد سنة (1957م) صاحب الكتب والبحوث المهمة حول الحداثة الفاجرة الكافرة، وخطورتها على الإسلام واللغة العربية، اعتقل من قبل السلطات السعودية ظلما، ولا يزال.
(97) يا إخوة الحق: يا إخوة الإسلام. *فكَّ الله أسركم: سجنكم واعتقالكم التعسفي الظالم من قبل النظام السعودي. *سجنى: ج سجين، محبوس. *الهدى: الإسلام. *الكل مصفود: كلهم مقيدون.
(98) أحباب: ج حبيب، محبون. *أشرق: أضاءَ وأنارَ.
(99) إخوتي الأتراك: المسلمين. *ليعلُ: ليرتفع. *تمجيد: تشريف الله وتعظيمه لكم مشاركة منكم لنا في فرحنا العظيم بزوال فرعوننا بشارون.
ومَجَّدَه وأمجَدَهُ: عَظَمَه وأثنى عليه. "الوسيط" 854.
(100) يا إخوة العُرب: إخوتي العَرَبَ في كل أرجاء الوطن العربي! *هيا: انهَضُوا وتَحَرَّكُوا بالفَرَح والاحتفال معنا بإسقاط سفَّاحِنا ونظامنا المُجرِم.
(101) أصدقا: أصدقاء، ج صديق. يا أصدقاء سوريا الصادقين الأحرار في كل مكان من العالم! *بدحرنا: بهزيمتنا لطاغية سورية ونظامه العَفِن الآسِن النتِن. *طُغاة: ج طاغية: كثير الظلم والاعتداء.
(102) الشرفا: الشرفاء، ج شريف، العزيز الطيب العفيف. *اتحدوا: كونوا يدا واحدا على كل أعدائكم، من الصهاينة، والرافضة، والطائفيين، الداخليين والخارجيين، وفلول النظام البائد ودولته العميقة. *الخصم: العدو المُخاصم لكم. *موجود: حاضِر.
(103) أعداؤنا: ج عَدُوٍّ، أعداء الشعب السوري. *كُثر: ج كثير. *يربصون بنا: يرتقبون أفعالنا، ويريدون الزلة منا، والغفلة؛ لِيَنقَضُّوا فاحذروهم.
*رُصُّوا الصفوف: مَكِّنُوها ووحدوها. والصفوف: ج صف، جماعات المواطنين الشرفاء، وجنودهم البسلاء. *يحقق: يَكُن ويُنجَز.
*قَومِ: يا قَومِي! *موعود: ما وُعِتم به من النصر والحرية والحياة الكريمة.
(104) لتَحذَرُوا: كُونُوا حَذِرِينَ. *ثورة مُضّادَّةً لكم: ثورة الدولة العميقة، وفلول النظام الطاغي البائد وداعميهم ومُؤَيِّدِيهِم مِن الإيرانيين الفُرس وبعض العَرَب المُتَصَهيِنِين. *يحُوكُها: ينسِج خيوطَ هذه المؤامرة بعض أنظمة العَرَب المُستَبِدَّة. *خُبثٌ: ج خَبِيث وخبيثة، الفاسد الرديء المَكرُوه. "الوسيط" 214. *نَمَارِيد: ج نُمرُود، طُغاة ظَلَمَة كَفَرَة فَجَرَة جَبَّارُون أشباه نُمرود بن كنعان الذي ادعى الألوهية زمن إبراهيم الخليل عليه السلام.
و(النمرود): عَلَمٌ لِمَلِك جَبَّار مِن ملوك بابل، ثم جُعل لِكل جَبَّار. و(تَنَمرَدَ): إذا فعل فِعلَ الجَبَّارِين. "معجم متن اللغة" للشيخ أحمد رضا 5/550.
(105) سوريا الجديدة: الحُرَّة المُحَرَّرة من الطغيان وآل الوحش وعصابتهم.
*تُبنى: تَعمُرُ وتُنشأ من جديد. *تعاوننا: تَسَاعُدنا. *بكل أطيافنا: بكل أدياننا وأعراقنا ومذاهبنا. و(أطياف) ج طيف، اللَّون والشَّكل. *تَشيِيد: بناء وتَعمِير وتأسيس وإنشاء.
(106) سورية حُرَّة: لكل أهلها، بلا قيود ظالمة على التعبير، والعبادة، والكتابة، والحُرِّيَّات والتصرفات والتجمعات والمؤسسات والأفراد، سوى قيود الشرع والقانون.
*بالعدل ننشدها: نطلبها ونُرِيدها مع العَدل في الحقوق والواجبات لكل الناس والجماعات والأفراد فيها. *الكرامة: العِزَّة والاحترام. *الإيمان: مع وجود حرية الإيمان والتديُّن والعِبادة. *تجديد: لحياتنا في سورية الحديثة.
(107) واصلوا: تابعوا. *جهدكم: عملكم ونشاطكم وطاقتكم. *ثابروا: داوِمُوا واستَمِرُّوا. *تصلوا: إلى مُرادكم ومُبتَغَاكم في البناء والتنمية.
*أخلصوا: نياتكم لله تعالى في أعمالكم وجهودكم الصالحة. *اعملوا: اشتغلوا في البناء والتعمير والتنمية. *تُقض المواعيد: تُنجَز وتحصل كل موعوداتكم ومقاصيدكم وأمانيكم وآمالكم.
وسوم: العدد 1111