عمر بهاء الدين الأميري شاعر الإنسانية المؤمنة

المؤلف: د. خالد بن سعود الحليبي

عرض: محمود حسين عيسى

يقع كتاب "عمر بهاء الدين الأميري – شاعر الإنسانية المؤمنة" في /608/ صفحة، وقد قسمه المؤلف إلى مقدمة وتمهيد، وثلاثة فصول مقسمة إلى عدة مباحث.

في المقدمة نوه المؤلف بصلته الحميمة بشعر عمر بهاء الدين الأميري، وأنه وجد في هذا الشعر نَفَساً شاعرياً راقياً، ومعالجة فنية ناجحة لكثير من تجارب الحياة بشتى ألوانها: الشرعية والاجتماعية والسياسية والإنسانية والنفسية، في ضوء الرؤية الإسلامية الصافية.

وقد اتفق المؤلف مع كثير من الأدباء ممن تعرفوا وتعرضوا لشعر "الأميري" على الصفة العالمية التي أطلقت عليه وهي "شاعر الإنسانية المؤمنة".

ويقول "الأميري" عن هذا اللقب: "اتصل بي قنصل ألمانيا في "حلب" يريد شراء نسخ من ديواني (مع الله)، طلبها عدد من الأدباء والشعراء الألمان، وجلهم من المستشرقين، فأهديته النسخ المطلوبة، فجاء لي بكتاب يتضمن تقديراً وشكراً ممن وصلتهم النسخ، ثم زارني القنصل وقدم لي نسخة مختارات من الشعر الألماني الإلهي، مهداة إلى صاحب ديوان (مع الله) إلى الإنسان المؤمن، الذي استطاع أن يعبر في هذا الزمن المادي عن مشاعر الإنسانية المؤمنة بأسلوب غير محلي، وبطريقة إنسانية عامة". فأطلق عليه الذين اطلعوا على الكتاب من الأدباء وأهل الصحف هذا اللقب.

أما التمهيد فقد خصه المؤلف للحديث عن حياة "الأميري" السياسية، والاجتماعية والثقافية.

وجاء الفصل الثاني بعنوان "آثاره الشعرية" وقد قسمه المؤلف إلى ثلاثة مباحث:

- الدواوين المطبوعة.

- الدواوين المخطوطة.

- الصحف.

- الدواوين المطبوعة: أصدر الأميري اثنين وعشرين ديواناً، بدأ طباعتها منذ عام 1959م. منها: (مع الله، وألوان طيف، وأب، وأمي، وأذان القرآن.

- الدواوين المخطوطة: لم يعن الأميري – مثل غيره من شعراء الرعيل الأول في سورية – بجمع وطبع دواوينه، وكان بطيئاً في إصدار دواوينه، فقد أصدر ديوانه الأول وهو في الخامسة والأربعين من عمره، وأصدر ديوانه الثاني بعد ست سنوات من صدور ديوانه الأول.

ويقول المؤلف: "إذن فالمخطوط من شعر الأميري كثير، ولكن نسبته إلى المطبوع (الآن) لا تعدو في ظني (30%)".

- الصحف:

كان الأميري حريصاً على نشر شعره في الصحف في سن مبكرة جداً (الخامسة عشرة من عمره) على عكس تأخره في طبع دواوينه الشعرية.

وقد جاء الفصل الثالث تحت عنوان: "الدراسة الموضوعية" وقد قسمه المؤلف إلى ثمانية مباحث.

أولاً: الشعر الديني:

حيث أشار إلى:

- عوامل كثرة الشعر الديني عند الأميري.

- محاور الشعر الديني عند الأميري، وتشمل:

1) حب الله.

2) الدعاء.

3) الشعائر والمناسبات الدينية.

4) فكرة خلافة الإنسان في الأرض.

5) بدء الخلق ونشأة الصراع بين نوازع الجسد وطموح الروح.

6) بين الإنسان والشيطان.

7) الإنسان والنفس الأمارة بالسوء.

8) شعر الزهد والوعظ وتقرير العقيدة.

9) التفكر في خلق الله.

ثانياً: الشعر الوجداني، ويشمل:

1- شعر القلق: لعل من أهم ظواهر القلق في شعر الأميري تعرضه لصراع الغربة، والوحدة والعزلة، وأخيراً المرض.

2- شعر الغزل: وقف الأميري في الموقف الوسط بين شعراء الغزل المسرفين في الحس والشهوة، وشعراء الغزل المثاليين.

ثالثاً: الشعر الاجتماعي:

وتحدث فيه المؤلف عن شعر الأميري الخاص بالأسرة، وشعر الإخوانيات، والشعر الخاص بالقضايا الاجتماعية العامة.

رابعاً: الشعر السياسي: وفي هذا المبحث تحدث المؤلف عن:

1- الهم الإسلامي.

2- القضايا الداخلية.

3- بعث الأمل في الأمة.

خامساً: شعر الوصف، ويشمل:

أ- علاقة الأميري بالطبيعة.

ب- الوصف عند الأميري بين مفهومين.

ج-  النزعة التاريخية في الوصف عند الأميري.

د- الخصائص الفنية في شعر الوصف عند الأميري.

سادساً: الشعر الإنساني.

سابعاً: شعر الرثاء: يقول المؤلف: "لم يعر الأميري هذا الغرض التقليدي أهمية خاصة بعد نضج شاعريته، مع أنه كتب عدداً من المراثي لبعض ذويه وزعماء بلاده في مطلع شبابه".

ثامناً: شعر الفخر: يقول المؤلف: "لقد كان كثير من فخر الأميري يتراءى للعين شجراً باسقاً، ولكنه في الواقع يتغذى على مخلفات القلق والألم في قلبه.

وفي الختام: إن هذا الكتاب يدل على جهد كبير بذله المؤلف في جمع مادته، وتصنيفها، وعرضها بأسلوب رشيق، فهو بحق إضافة للمكتبة الأدبية.

وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى 1427هـ/2006م، عن نادي جازان الأدبي في المملكة العربية السعودية.

عرض كتاب

عمر بهاء الدين الأميري

شاعر الأبوة الحانية..

والبنوة البارة..

والفن الأصيل..

المؤلف: د. محمد علي الهاشمي

عرض: شمس الدين درمش

يلقي هذا الكتاب الصغير في حجمه نسبياً – الضوء على جانب من شعر عمر بهاء الدين الأميري من خلال تقديم دراسة عن ديوانين من دواوينه هما ديوان أب، وديوان أمي.

وجعل المؤلف عنوان الكتاب الخارجي متضمناً ثلاثة عناصر في شعر الأميري هي: الأبوة الحانية، والبنوة البارة، والفن الأصيل، ويحدد هدفه من الدراسة في مقدمة الكتاب قائلاً: (وكان همي في هذا منصرفاً إلى التقاط الومضات الفنية ذات الدلالات الأدبية والإنسانية والشعورية التي تثري الدراسة الأدبية وتؤصل للظاهرة الفنية...) وتضمنت دراسته لديوان أب العناوين الآتية: الأبوة الحانية، المثل العليا، الفن الأصيل.

أما دراسته لديوان أمي فتضمنت العناوين: البنوة البارة، الأمومة الحانية الحكيمة، الإيمان والتسليم، المعاني السامية، العواطف النبيلة، الأصالة الفنية.

ويضم ديوان (أمي) أربعين قصيدة، بينما يتضمن ديوان (أب) عشر قصائد، والشاعر في ديوان (أب) يعبر عن مشاعر الأبوة نحو أبنائه، بينما يعبر في ديوان (أمي) عن مشاعره نحو أمه، ويقرن أمه بأبيه في بعض القصائد والمشاهد، بيد أنه يخصها بكثير من المشاعر والمآثر لأنه عاش معها ربع قرن كاملاً بعد انتقال والده إلى الرفيق الأعلى (ص42).

ويقول المؤلف في خاتمة دراسته: "وإذا كان الشاعر عمر بهاء الدين الأميري قد شدّ في ديوان أب إلى قيثارة الشعر العربي المعاصر وتراً جديداً، فإنه شد إلى هذه القيثارة في ديوان أمي وتراً آخراً جديداً...".

صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى عن دار البشائر الإسلامية في بيروت، عام 1406هـ/1986م.