الفرق في الإسلام، في مئة سؤال وجواب

د. مأمون فريز جرار

(جذورها وحاضرها)

د. مأمون فريز جرار

[email protected]

 باتساع مئتين وثمان وثلاثين صفحة، صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع في عمان كتاب للأديب والكاتب العربي " محمد السيد " بعنوان: الفرق في الإسلام في مئة سؤال وجواب (جذورها وحاضرها)، وكان ذلك في بداية عام 2012م/1433هـ.

 وزع الكاتب أبحاثه عن الفرق على ثلاثة أبواب: في الباب الاول تكلم الكاتب عن الباطنية (من عمل بنية مسبقة للهدم والتدمير) ، وقد ركز السيد في هذا الباب على أ_الأصول والجذور والعقائد التخريبية. ب_ امتداد تلك الفرق الباطنية وحضورها المعاصر بأسماء وأشكال جديدة. ج_ أهدافها وخطورة الانخداع بشاراتها الجديدة الهدامة المتخفية خلف شعارات وطنية وقومية ومقاومة وممانعة. ومن خلال ذلك بين كيف أن تلك الباطنية بنت كيانات في عصرنا الحاضر، حملت بعض سماته الشكلية، لكنها في الحقيقة ظلت وفيّة للجذور والأصول والنوايا المبيتة.

 أما الباب الثاني من الكتاب، فقد دارت أبحاثه حول الفرق التي جرى على يديها التخريب، وإن كانت هذه الفرق لم تعمل بنوايا مسبقة للهدم، وقد تناول بحث هذا الباب أهم فرقة من هذه الفرق لتكون نموذجاً عنها، وهي فرقة الخوارج، حيث تكلم الكتاب عن الجذور والأصول وأسباب الانحراف وتشتيت الجهود وظواهر التخريب. ثم بين الكاتب مدى امتداد تلك التوجهات إلى عصرنا الحاضر، وأبرز مخاطر وجودها، إذ كان الفقر في العلم وضعف الفهم وضيق الأفق التي اتسمت وتتسم به تلك الفرق، وبالاً على أصحاب المذهب وعلى الأمة.

 وفي الباب الثالث من الكتاب، تطرق الكاتب إلى فئة ثالثة من الفرق وهي الفئة التي انبهرت ببضاعة الغير، وأرادت الدفاع عن حياض الدين بلغة ذلك الغير، فأخفقت من حيث أرادت الخير، فأدخلت في الدين ما ليس منه، وتطرفت في اعتبار العقل، وجعلت منه حاكماً حتى على العقائد والشرائع، فهو الأول، وهو الذي يُحسِّن ويُقبِّح وليس الشرع. ونتيجة لذلك الانبهار بالفلسفات الوثنية اليونانية وغيرها؛ فقد أخضع أصحاب ذلك المذهب العقيدة والشريعة والأخلاق للعقل، وقد سمى الحسن البصري هؤلاء بالمعتزلة، الذين قالوا بالمنزلة بين المنزلتين، وتكلموا في الذات الإلهية والصفات كلاماً أولعوا به باستنساخ مصطلحات الفلسفات الإغريقية واليونانية المغرقة بالوثنية والغموض والطِّلِسْمات. وقد أثبت الباحث صاحب الكتاب أن امتداد فكر المعتزلة وتفكيرهم وطريقتهم إلى عصرنا الحاضر تحت مسميات وقامات نخبوية، أثارت الجدل العقيم، الذي يتسم بالتنظير الذي لا ينم عن عمل، وإنما هو ترف في النظر، يشغل الناس عن المهم في حياتهم ومستقبلهم، ويشككهم في دينهم وعقائدهم، ومن هنا كانت خطورة هذا المنهج في التفكير.

 فإلى مطالعة الكتاب لأن في التفاصيل الواردة عن كل ما ذكرناه فائدة علمية وتنبيه إلى المخاطر وتحذير من الاتباع فهل إلى فعل ذلك من سبيل..؟