الكرك ثالثة الأثافي وبوابة فتوح

كتاب جديد للدكتور حسن ربابعة

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

الموضوع : كتاب " الكرك "

ثالثة الأثافي تاريخا، وبوابة فتوح "

كتاب  نشرته  حديثا  وزارة الثقافة الأردنية ، من ضمن إصدارات وزارة الثقافة "الكرك مدينة الثقافة الأردنية ،2009م "، وعن مطبعة السفير في عمان ،2009م ، صدر للدكتور حسن محمد الربابعة ،الأستاذ المشارك في قسم اللغة العربية في جامعة مؤتة  يتضمن إهداء ، وهذا رأي ، ومعارضة لأرجوزة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه  التي ارتجزها، على ثرى مؤتة .ومشاهد من غزوة مؤتة ودور ثالث الأمراء فيها ،وفصلين هما :مشاهد من غزوة مؤتة بين التاريخ والأدب، والفصل الثاني وسمه ب"ثالث أمراء مؤتة ودوره في غزوتها ".وانتهى الكتاب بقصيدة للمؤلف ذكر فيها حركة الغزوة وأشاد بجامعتها أم الجناحين العسكري والمدني .ويقع الكتاب بين دفتي (160) مائة وستين صفحة من القطع الكبير .، عززه بعشرات المصادر والمراجع ورفع تهما نالت من  قدر  بعض الصحابة ، وصححها، أما إهداؤه فكان للقادة القدامى الذين تحرروا من ربقة "عمري العبراني" كما هو في نقش" ميشع"  في ديبون ،و"عجلون"الذي حرَّر أريحا من يهود ، وشمل إهداؤه قادة الفتوحات الإسلامية في عهدي الصديق والفاروق وأبي عبيدة  ، رضي الله عنهم ،وسيف الله المسلول، وقد تقطعت بيده في مؤتة تسعة أسياف ،  ولم تصمد بيده الا صحيفة يمانية، وقد نال خالد  لقبه "سيف الله "في ميدان مؤتة فعاد إلى المدينة  المنورة بسيفين، سيفه ولقبه , وأهدى كتابه إلى صلاح الدين قاتل ارناط حاكم الكرك ، في حطين ،   والى الظاهر  بيبرس المملوكي  لدوره  في دحره الصليبيين في المنصورة ،والتتار في عين جالوت ،  كما أهداه إلى جند الكرامة ، الذين صالوا في الغور الأوسط عام 1968م ضد الطغمة اليهودية في عهد وزيرهم "دايان" وأهداه  أيضا  إلى  أبناء الكرك الذائدين قديما حديثا عن بيضة الأردن، ولأجله قدموا أنفسهم مجاهدين في سبيل الله لحمايته من شر الأعادي . أما الرأي فشمل مقاطع ملحمية لمدن أردنية عبق المجد فيه عبر التاريخ منها ا عمان والبتراء واربد والسلط والكرك والطفيلة ومعان وغيرها  ، وتوقف عند حدود بلاده الصغرى والكبرى قائلا:

"فحدود بلادي مشرقُ شمس

ومغاربُها روحُ القدس

وأخي في كلِّ الكون

من ذكر الله جهارا

أو في همس 000                "(ص10)

وأشار إلى تاريخ  تليد  لبلاده العربية والإسلامية ، فهي أقدم مسكون في الأرض وهي مهبط وحي ورسالات فيقول "

"ف"بلادي صغرى أو كبرى "

أقدمُ مسكون في الأرض

زغرُ ،أريحا ، جلق شام

وبلادي مهبط وحي ورسالات

مكة ، أو سينا  ، أو عرفات ،

موصل، مصر ، والقدس

ومسلة "ميشع" في ديبون ،

تركت "يهوه" دون عيون ،

من أي تقرأ تلق المجد                              "(ص9 10"

أما من معارضته أرجوزة جعفر الطيار رضي الله عنه القائل فيها :

ياحبذا الجنة واقترابها                           طيبة وبارد شرابها

والروم روم قد دنا عذابها                       كافرة بعيدة أنسابها

عليَّ إذ لاقيتها ضرابها

قوله:

ذي مؤتة الطيار ذا ترابُها                مضمخٌ  ومثلهُ  سحابُها

على ثراها سُندستْ أثوابُها              لمَّا الوطيسُ صاح؛ من طُلابها

تلك  الجنان ؛هه ؛أنا طَلابها      (ص31)

وأدرج مقاطع ملحمية في الكرامة عام 1968م كقوله :

فأعلوا في كرامتِنا كرامتَنا

وخابت هجمة ُالدجال في

نيروز ماضينا                                   (25)

***

وعرض للأنباط ودورهم في التصنيع من نحو "القار" من البحر الميت إذ كانوا يغلقون به مسامات القوارب  وبرسل إلى مصر الهكسوس فيحنطون به موتاهم  فيقول "

وأنباط أهم تصنيع من قبل:

فمن "قار "طلوا سفنا من "الميت "

ومن "قار" حنوطٌ يحفظ "الميت"

فجابوا البحر في الأسفار

ومن ريحا الى زغر 

شروا من نخلها الأثمار ومن "زغر "شروا من بحره الأحجار

وحنط ذكرهم أخبار

من الهكسوس والأحبار

وفي البتراء مساكنهم

عجائب تذهل الزوار

ورشَّحها مليك يقرأ الآثار

بعيني خضرة الأشجار

ففازت في عجائبها

وقد زخرت خزائنها

بأموال من الزوار 

 (ص28)

 واستوقفته حدود دولة الأنباط ، فكانت من الدلتا المصرية من الجنوب الغربي مرورا بغزة وساحل البحر   المتوسط غربا ثم إلى  البقاع اللبناني  والجولان ودمشق وديار ثمود وحدود دولة الأردن الحالية فيقول :

حدودهم من "الدلتا "ل"غزت"نا "

تمدد من بقاع الشام والجولان

أضف جلق

وحد ثمود مشمول وحد الأردن الحالي

فتلك حدودهم كانت                    (ص43)

  أما أسماء ملوكهم  فعربية منها الحارث وعبادة وقد بلغ عددهم عشرة ملوك فيقول :

تعاقبهم ملوك عشرة افذاذ

صناديد من الفولاذ

فجابوا صخرهم بالواد

وبترا حصنهم وملاذ

وذي أسماؤهم عرب ،فحارث أول رابع

عبادة أول ثان

وبعض مثله تابع

كتابتهم من العرب

ومجدهم من العرب

تليد عزهم وجديد                  (ص44)

  أما مياههم فجابوها من أبار حفروها في الصحراء وملئوها ماء في الشتاء والربيع وأخفوها عن أعدائهم لخطة حربية  حتى إذا داهمهم عدوهم  هربوا بخيولهم إلى الصحراء حتى إذا يئس العدو منهم رجعوا فعاد فرسان البتراء يستخدمون مياه آبارهم"يقول :

وماء في بطون البيد

فجابوا صخرها بحديد

لها أسرار

صحارى تحفظ الماء

نقيا باردا آبار

فلله عقول العرب إن شاءت

تدير خلائف الأرض فمن طول إلى عرض

بحكمة خالق جبار

******

أما مشاهد من غزوة مؤتة ، فشملت حركة جيش الأمراء من جرف المدينة المنورة إلى أجأ وسلمى من ديار طيء في منطقة "حائل" اليوم ثم إلى وادي القرى ثم إلى حسمى من محافظة معان اليوم ، ثم إلى العيص من محافظة الطفيلة ثم إلى أبنى وهي "أبو بنا "ثم إلى وادي الحسا ثم إلى مآب ثم الى مؤتة ثم إلى مشارف "المشيرفة "شمالي جامعة مؤتة ثم ارتدوا إلى ساح مؤتة وجرت معركة دامت سبعة أيام ثم قفل خالد بن الوليد بالجيش راجعا سالما بانسحاب مدبر .

أما المشهد الثاني فبين دور عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في غزوة مؤتة منها مرافقته الحملة قائدا ثالثا ووصف مشاهد منها ولم يتأخر عنها كما زعم من لم يطلع على مواقفه وفيها على من اتهمه خائفا لأراجيزه التي يحرض جنده على القتال وكان البادئ فيهم رضي الله عنه ومنها تشجيعه الجند على المضي إلى العدو فإما نصر وإما شهادة فأطاعه الجند في معان ومنها توقفه عند شؤون إدارية كالإطعام والماء وصيانة الخيل والجمال بانعال الأولى واسبات مناسم الإبل بقوله "

حذوناها من الصوان سبتا                 أزلَّ كانَّ صفحته الأديم

( ص121)

وقد عكم من أجا العشب لإطعام الخيل والإبل بقوله "

جلبنا الخيل من أجأ وقرح                   تغرُّ من الحشيش لها العكوم

(ص119)

 وتنبه للاستراحة وأهميتها بقوله في معان وقد استراحوا ليلتين

أقامت لبيتين على معان                             فأعقب بعد فترتها جُموم

 (ص121)

أما القصيدة من المؤلف فمن أربعين بيتا نشرت على رابطة أدباء الشام بينت حركة الجيش المؤتي من الجرف إلى مؤتة ثم العودة إلى المدينة بانسحاب خالدي مدبر رضي الله عنه وعن رفاق سلاحه المجاهدين .