قراءة زيد بن علي "كتاب صدر حديثا"
قراءة زيد بن علي "كتاب صدر حديثا"
د. يحيى العبابنة
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
عن دار الكتاب الثقافي للطباعة والنشر والتوزيع، اربد ، الأردن ، طبعة أولى 1430هـ 2009م صدر كتاب للأستاذ الدكتور يحيى العبابنة ،استلذ النحو واللغة في جامعة مؤتة وهو العالم البحاثة المصنف المكثر بفضل الله ومننه، ممن يجيد اللغات العربية القديمة، وله غير ثلاثين مصنفا علميا منهجيا وإبداعيا عنونه
ب" قراءة زيد ابن علي رضي الله عنه "ـجمع وتحقيق وتوثيق ودراسة في (438) صفحة من القطع الكبير ، معتمدا على (116)مائة وستة عشر مصدرا ومرجعين ،، وأقام لكتابه ثلاث فهارس فنية ،لمصادره ،و للآيات القرآنية التي بلغت (939) تسعمائة وتسعا وثلاثين آية قرآنية رتبها جيدا بدءا بسورة الحمد وانتهاء بسورة الإخلاص في (112) مائة واثنتي عشرة سورة كريمة ، ولم تظهر خلافات في قراءته في سورتين هما الفلق والناس ،وتوازعت فراءه زيد بين (109)مائة كلمة في سورة البقرة إلى كلمة واحدة في سورتي المسد والإخلاص ، أما ابرز مصادره فعلوم القراءات القرآنية وأسفار التفاسير نقلا وعقلا ، وعلماء القراءات وأمات مصادر النحو والصرف والبلاغة ،أما ابرز دوافعه لتأليف الكتاب ، كما في مقدمته أن يرد على آرثر جيفري الذي زعم في دراستين نشرهما عام 1938 و1979م في مجلة (stuudi oriental)زعم من فرضية خاطئة بوجود نص قرآني شيعي إلى جانب النص القرآني ، بحيث خلط خلطا فاسدا بين آل البيت والشيعة ، وتعامل مع المصطلحين كأنهما منطلفان من حقيقة واحدة ،والصواب أن الشيعة ذوو مذهب ، أما آل البيت فهم لا يزيغون إلى باطل ولا يشتمون أبا بكر والفاروق رضي الله عنهما ،وذهب جيفري الى ان الشيعة يعارضون النص القرآني كما يزعمون ان عليا كرم الله وجهه عن كل دنية وفساد رأي قد اعد نسخة منقحة للنص القرآني سابقة لنسخة عثمان التي جمعت في مصحفه ، وهذه فرضية فاسدة لا ظل لها إذ لو كان الإمام عليٌّ حمع مصحفا جهد بتنقيحه فأين هو ؟ويحتج بعض الشيعة بان عليا لم يغير نصا من القرآن " وحجته أن أي القرآن لا تهاج اليوم .ويبدو أن جفري نقل فكرته عن اليعقوبي في تاريخه في رواية ضعيفة يتابعها البروفيسور يحيى العبابنة فيفسده بالحجج ويسقطها ، اما قول ابن النديم بان عليا جمع القرـن بثلاثة أيام وقد توارثه أولاده كما ينسب القول لابن النديم فقول غير صحيح نسب له ، كما فصل القول في هذه المسالة تفصيلا ينقض أو يصحح ما وقع فيه جفرى من أوهام ، وكان الأستاذ يحيى عرب نصي جفري ثم حشد من البيانات والبراهين ما رد على جفري أوهامه ، وبين الأستاذ عبابنة في مقدمته أن زيد بن علي حفيد الحسين بن علي رضي الله عنهم احمعين ، انه ليس من الأئمة الاثني عشر وانه كان لا يشتم الخليفتين الكبيرين الصديق والفاروق وكان لا يحب أن يسمع من احد شتمهما ، وعليه فان قراءته كانت من القرآن الكريم معتمدا على القراء المعروفين من قبل،وبين الأستاذ عبابنة أن مصدر جفري كان مخطوطا في الاميروزبانا ورقمها289)لم تشمل الا قراءات تفسيرية اوردها أبو حيان الأندلسي بل هي قطعة صغيرة تبدأ من الآية (35) من سورة المرسلات ، كما ذكر الأستاذ العبابنة ، ويبدو أن جيفري لم يستوعب القراءات السبع التي ابتدرت في عهد نزول القرآن على سبعة أحرف، يعني على سبع من لغات العرب ، ولعل مما بشكر له جفري تنبهه إلى قراءة زيد التي تتفق مع قراءة الحسن البصري .، أما عرض الأستاذ عبابنة لقراءة سيدنا زيد فهي من القراءات المعروفة فبله ، واثني البروفيسور العبابنة على جهود العلماء قبله من نحو عبد اللطيف الخطيب صاحب "معجم القراءات القرآنية " الذي أفاد منه توثيقا وتخريجا ، ويقال مثله عن عبد العال مكرم واضع "معجم القراءات القرآنية "وقد درس الأستاذ عبابنة في كتابه على ستة مستويات لم بسبق لأحد فعله من قبل هي المستوى الصوتي ورسم المصحف والمستوى الصرفي واللهجات العربية والمستوى النحوي ، كل كان بدقة وأمانة تحسب لهذا العالم الجليل المبدع ،والناقد الفذ المنِّقر كما عهدناها في كثير من بحوثه ودراساته .