أدوات منهجية حديثة.. لدراسة النص القديم

أدوات منهجية حديثة.. لدراسة النص القديم

عماد كامل

العراق- البصرة

[email protected]

للتراث العربي قيمة تتجدد كلما تقدم الزمن وتعاقبت العصور شريطة ان يتحرى المرء الدقة المرتكزة على التأمل والبحث وهو يقرأ نصوصه،ولعل ابرز ما سعى اليه بحث الدكتور ثائر عبد الزهره البصير في كتابه (امالي المرتضى بحث في المنهج والنقد والتأويل) الصادر عن دار الينابيع السورية بواقع 442 صفحة من القطع المتوسط، هو ربط القديم"النص العربي" بالجديد المعاصر،اذ اثبت الباحث ان امالي المرتضى مجموعة من النصوص التراثية طرح فيها الشريف المرتضى افكارا ورؤى جديرة بالبحث والمدارسة لما لها من صلة وثيقة بالاصالة.

ويرى الدكتور البصير ان النص الادبي ايا كان زمنه يمثل صورة التجربة الابداعية في مادة الاتصال بين المبدع والمتلقي،لذا كان لزاما علينا اذا اردنا فهم النص القديم فعلينا ان نستظهره من خلال بعث الحياة فيه مجددا ليقدم ذاته لنا على انه ابداع فني ورسالة تعبر عن مشاعر صاحبه وافكاره ومعاناته وتاريخه ومعارفه التي لا تنفصل عن العصر والمجتمع الذي نشأ فيه الكاتب.

وقد توزع الكتاب على مقدمة وتمهيد فضلا عن اربعة فصول تناول في الفصل الاول منها"الرؤية المنهجية" اذ بحث في هذا الفصل المنهج،المنهج النقدي والتأويلي خاتما الفصل بموازنة بين امالي المرتضى والامالي الاخر.اما"الرؤية البلاغية" التي بحثها في الفصل الثاني فقد تمحورت حول الاعجاز القرآني التي جاءت اثناء تأويلات الشريف المرتضى في امالي،عارضا بعض الفنون البيانية التي يتصدرها المجاز.كما جاءت الرؤية النقدية للمرتضى في فصله الثالث لدراسة النقد الادبي وتجلياته عند المرتضى وكذلك دراسة المشكلات النقدية،وختم الباحث كتابه بفصله الرابع الذي سبق الخاتمة متناولا فيه الرؤية التأويلية لدى المرتضى متخللا الفصل عدة مباحث كتعريف التفسير والتأويل لغة واصطلاحا والفرق بينهما فضلا عن نشأة التأويل وتطوره في الفكر الاسلامي والغربي.

هذا وقد استخدم الباحث ادوات منهجية مختلفة لدراسة امالي المرتضى كالعرض والتحليل والمقارنة والتأويل كون النص تداخلت فيه قضايا متعددة تنمتمي للبلاغة والنقد العربي القديم والتأويل العربي الاسلامي مما يعد مجالا رحبا لاختلاف وجهات النظر في مسائل متنوعة.