من مذكرات الأستاذ عدنان سعد الدين
[دار الأرقم في حلب]
عدنان سعد الدين
المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية
د. عبد الله السوري
[email protected]
معرفة الماضي تلقي ضوءاً على الحاضر ، وهذه أدلة ماضية شهد بها الجميع ، عندما كان
العمل الدعوي ومنه السياسي مسموحاً للشعب السوري ؛ زمن الانتداب الفرنسي ، وقبل عهد
الاستقلال ، كان النشاط علنياً يعرفه الجميع ، فأسألوا من بقي حياً لتتأكدوا من
صحـة مانقول :
سأنقل بإيجاز ( أحذف ما لا يضر حذفه المعنى ) من ذكريات ومذكرات فضيلة الأستاذ
عدنان سعد الدين المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا يقول في المجلد
الأول ص (63) :
عاد الشيخ عبد الوهاب التونجي إلى حلب بعد إكمال دراسته في كلية الحقوق بدمشق ،
وكان ( ناشطاً ) في الجامعة السورية ، وأسس دار الأرقم بالتعاون مع عبد القادر
السبسبي ، وعبد الحميد الأصيل ، ويوسف الصقال ، وعبد الحميد ميري ، وعمر بهاد الدين
الأميري ، ثم لحق بهم عبد الفتاح أبو غدة ، وسامي الأصيل ، وعادل كنعان ، ولم يكن
عددهم في البداية يزيد على الأربعين ، لكنهم تمكنوا من جلب أعداد كبيرة من علماء
المدينة وشيوخها وطلاب العلم ، ومن أبناء ريف حلب ، بما قاموا من أنشطة ومشروعات
منها :
1-
إنشاء مكتبة عامرة بصنوف الكتب .
2-
شكلوا فرقاُ كشفية ورياضية جذبت الشباب برعاية الأخ عبد الحميد الأصيل ، والأخ فوزي
حمد ، وسامي الأصيل .
3-
وضعوا برنامجاً حافلاً بالمحاضرات في مقرهم وفي المساجد وخلال ثلاث سنوات وصل عدد
المنتسبين بضعة عشر ألفاً .
4-
استقبلوا المسلمين اليوغسلاف والرومان والبلغار والأبان الفارين من حمامات الدم
ومجازر الشيوعيين في أوربا الشرقية .
5-
أنشأوا مدارس ليلية لمحو الأمية ، فتخرج منها كثير، حملوا الشهادات ، ووصل بعضهم
إلى الدكتوراة .
6-
أسسوا شركات صناعية وزراعية وتجارية مثل شركة النسيج ، والبناء ، والعقارات .
7-
عندما اشتعلت الثورة في العراق ضد الانجليز أرسلوا فرقة من الشباب يقودهم الأخ فوزي
حمد يرحمه الله عام (1941) ويعاونه الأخ سامي الأصيل ، وعادوا برفقة مجاهدين
فلسطينيين مطلوبين بشدة من الإنجليز فأمنوا لهم الملاذ الآمن ريثما رحلوا إلى
فلسطين ...
من اللافت للنظر أن معظم قادة الأحزاب في سوريا التحقوا بدار الأرقم لفترة أو لأخرى
، ثم شعروا بثقل الالتزامات الدينية والأدبية ، وأداء الطاعات ، واجتناب المحرمات ؛
فتركوها والتحقوا بالحركات السياسية كالبعثيين والناصريين واليساريين وأمثالهم ...