العلماء العزاب

عبدالحكيم الزبيدي

العلماء العزاب

الذين آثروا العلم على الزواج

 

 

 

 

تأليف: الشيخ عبد الفتاح أبوغدة

عرض: عبدالحكيم الزبيدي

 

يقع الكتاب في 131 صفحة من القطع المتوسط، وهو من نشر مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب وبيروت. والكتاب –كما ذكر المؤلف- "مبحث طريف". ذكر فيه المؤلف: "أكابر أئمة العلم والدين والمفسرين والقراء والمحدثين والفقهاء والقضاة والمفتين والأدباء والمؤرخين والنحاة واللغويين والزهاد والعباد ممن عُرف فضلهم واشتهر علمهم ووهبوا حياتهم كلها للعلم وعاشوا له عُزاباً متفرغين وحُرموا أنفسهم من أغلى متع الحياة المشروعة: متعة الزواج والنسل والأولاد بغية الازدياد من العلم وخدمة الدين ونفع المسلمين" (ص 5-6) وذكر المؤلف أن غايته من تأليف هذا الكتاب هي: "أن يدرك شبابنا اليوم غلاء العلم عند الآباء والأجداد .. فتتبارى فيه هممهم ، وتتنافس في تحصيله عزائمهم ، فيعيد الأحفاد مجد الأجداد" (ص 6) وقد قدم المؤلف لكتابه  بمقدمة وافية حول عزوبة هؤلاء العلماء الكبار وذكر أن ذلك: "مسلك شخصي فردي اختاروه لأنفسهم ، مايزوا فيه ببصيرتهم الخاصة بين خير الزواج وخير العلم الذي يقومون به، فرجح لديهم خير العلم على خير الزواج، فقدموا مطلوباً على مطلوب، ولم يدعوا أحداً من الناس إلى الإقتداء بهم في هذا المسلك، ولا قالوا للناس : التبتل للعلم خير من الزواج ،ولا ما نحن عليه أفضل  مما أنتم عليه .. ووضحت لهم السلامة من غوائل العزوبة وشرورها، بما حفظهم الله تعالى به من التقوى والإيمان والعلم" (ص 9-10) ثم ذكر بعد ذلك طائفة من الأقوال المأثورة عن مشاغل الزواج والولد، مثل قول الرسول ÷ "الولد مبخلةٌ مجبنةٌ مجهلةٌ محزنةٌ" وقول عمر – رضي الله عنه – " تفقهوا قبل أن تسوّدوا" ذكره صاحب القاموس في مادة (سود) وقال:"التسوّد: التزوّج" وذكر المؤلف قول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "وأختار للمبتدئ في طلب العلم أن يدافع النكاح مهما أمكن. فإن أحمد بن حنبل لم يتزوج حتى تمت له أربعون سنة، وهذا لأجل جمع الهِم-أي العلم" وما أورده الغزالي في (الإحياء) عن آفات الزواج، بعد حديثه عن الآيات والأحاديث المرغبة في الزواج، وشرح فوائد الزواج، وقد ذكر الغزالي أن للزواج آفاتٍ ثلاثاً هي: "(1) العجز عن تحصيل المال الحلال للمعاش (2) القصور عن القيام بحقوق الزوجة والصبر علىأخلاقها واحتمال أذاها (3) أن يكون الأهل والولد شاغلاً له عن الله تعالى، وجاذباً له إلى طلب الدنيا" وختم المؤلف مقدمته ببحث لغوي عن مادة (عزب) وذكر أنها تدور على ثلاثة معانٍ: الانفراد، البعد، التنحي، والمعنى الملائم للمقام هنا هو: الانفراد، فقد قيل كل منفرد عَزَبٌ.

وبعد المقدمة التي استغرقت 25 صفحة، ذكر المؤلف تراجم 19 رجلاً وامرأة واحدة من العلماء المحدثين واللغوين والزهاد .. الخ الذين آثروا العزوبة على الزواج. ومنهم على سبيل المثال: عبدالله بن أبي نجيح – من تابعي التابعين- والإمام يونس بن حبيب النحوي، والمحدث الفقيه الزاهد بشر الحافي، والمفسر والمؤرخ ابن جرير الطبري، والمفسر ابن الأنباري، وإمام العربية أبو علي الفارسي، والمفسر واللغوي الزمخشري، وإمام الأولياء الإمام النحوي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وختم كتابه بترجمة العالمة الفاضلة المحدثة كريمة المروزية.