الأمن الوطني وعناصر قوة الدولة

في ظل النظام العالمي الجديد

للباحث هايل عبد المولى طشطوش

هايل عبد المولى طشطوش

  باحث ومؤلف

ماجستير علوم سياسية

[email protected]

صدر في الاونه الاخيرة هذا الكتاب الذي يرصد التطورات المختلفة التي اصابت جسد الدولة وعناصر قوتها واثر التغيرات في النظام العالمي عليها حيث يقع الكتاب في في 262 صفحة .

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبي الهدى والرحمة والعلم محمد وعلى آلة وصحبة أجمعين وبعد :

منذ أن نزل الإنسان على سطح هذه البسيطة نزلت معه جملة من الحاجات والغرائز التي كان لابد له -ولكي تستقيم حياته-  من إشباعها والحصول عليها ، ولعل ابرز ما احتاجه الإنسان بعد حصوله على الطعام الذي يعني بالنسبة له الحياة هو الأمن ، فكان الأمن ابرز واهم مطلب للإنسان على هذه الأرض ، وقد تطور شكل الأمن ومفهومة ومعناه ومستواه حسب تطور الحياة الإنسانية ،فعندما كان الإنسان يعيش بشكل فردي او بشكل جماعات صغيرة لم يكن يحتاج سوى أن يحمي نفسه من الحيوانات المفترسة مستخدما من اجل ذلك المغاور والكهوف وأدوات بسيطة يذود بها عن نفسه ،وعندما استوطن الإنسان وبدأ  يعيش في تجمعات اكبر توسعت حاجته للأمن واتسع نطاق أملاكه فكان لابد له من التوسع في توفير وسائل الأمن والحماية له ، وهكذا استمر الحال حتى وصلت البشرية إلى أعلى ما يمكن للعقل البشري أن يقدمه من إبداع واختراع وهو عصرنا الذي نعيش فيه اليوم في ظل ثورة هائل من العلوم والتكنولوجيا وتوسع المصالح وتشابك العلاقات بين الأمم والشعوب والتي كان لابد لها أن تفرز قضايا ومستجدات تتناسب معها ،ومع هذا التطور العلمي الهائل الذي تعيشه البشرية ازدادت وتوسعت حاجتها للأمن واختلفت مستوياته وأساليبه وتنوعت وسائلة والياته ،فبعد أن كان يقتصر على توفير الحماية للفرد او المجموعة من خطر ما يحيط بها برزت أنواع ومستويات أخرى  جديدة للأمن ، فلم يعد الأمن فقط هو امن عسكري بل أصبح لدينا امن عسكري وامن اقتصادي وامن اجتماعي وامن ثقافي وأخر علمي وسياسي بل وصل الأمر في زمن التكنولوجيا المعاصرة إلى ما يسمى بأمن المعلومات وامن الشبكات وامن الحاسوب ومحتوياته وهكذا ، وكذلك الحال تطور مستوى الأمن من امن فردي إلى امن جماعي وامن عالمي وامن عام وامن شامل وهكذا .

إن هذا التوسع والتطور لم يأت من فراغ ، بل وكما قلنا  جاء نتيجة تطور المجتمع الإنساني وتغير شكل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع الإنساني وكذلك فان تغير نمط وشكل العلاقات الدولية وشكل النظام الدولي السائد لعب دورا هاما في التأثير على موضوع الأمن فكان لابد من دراسته ورصده لكي نضع المتابع والقارئ في صورة الأحداث فيما يتعلق بهذا الموضوع الهام والحيوي والذي لا يمكن لدولة او فرد الاستغناء عن دراسته والإحاطة به .

من اجل ذلك فقد اقتطعت جزءا من وقتي زاد عن العامين لدراسة ورصد هذا الموضوع والإحاطة به من جميع جوانبه، ولكني اكتشفت من خلال بحثي بأن هذا البحث إنما هو أرضية لدراسة تطورات موضوع الأمن وما هو اثر النظام العالمي علية وذلك لسبب بسيط هو أن الأحداث التي يدرسها هذا الكتاب إنما هي أحداث جارية ومتغيرة يوميا لذا فهو مدخل للمتابعة واستمرار عملية البحث والاستقصاء في هذا الموضوع .

أما بالنسبة لهذا الكتاب فقد ارتأيت أن ادرس فيه كل ما يحيط بالأمن ابتداء من الأمن الوطني والقومي والعالمي وكذلك عناصر قوة الدولة وبيان اثر النظام العالمي المعاصر عليها من خلال عدة فصول :الفصل الأول يبحث في المفاهيم والمعاني ودلالاتها ، والفصل الثاني يبحث في النظام العالمي المعاصر وبنية هذا النظام وأطرافه ،والفصل الثالث يبحث في العناصر التقليدية للأمن وأثر النظام العالمي(المعاصر) الجديد فيها ،أما الفصل الرابع فهو مخصص للبحث في موضوع الأمن القومي العربي وتحديات العصر أما الفصل الخامس فانه يبحث في أهمية الأمن في الإسلام ، والفصل السادس خصص للبحث في  موضوع الأمن والسلام العالميين ، وبذلك اعتقد أن الكتاب يكون قد شمل جميع ما يتعلق بموضوع الأمن بمستوياته وأنواعه المختلفة .

راجياً من الله أن يكون هذا العمل خدمة للأمة والوطن  ولكل طالب علم يبحث عن المعرفة والمعلومة المفيدة وغرسا جديدا في المكتبة العربية ،إضافة إلى انه إضافة جديدة إلى سلسلة كتبي السابقة التي أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون علما نافعا لي ولذريتي وللمسلمين أجمعين إلى يوم الدين وأخر دعواهم أن

الحمد لله رب العالمين