الفتح الرباني والفيض الرحماني
الفتح الرباني والفيض الرحماني
د. ماجد عرسان الكيلاني |
د. حسن الربابعة قسم اللغة العربية جامعة مؤتة |
صدر اخيرا عن دار الخير في دمشق وبيروت للعالم الكبير فضيلة الاستاذ الدكتور ماجد عرسان الرباعي الكيلاني كتاب عنوانه "الفتح الرباني والفيض الرحماني "لسيدنا القطب الرباني العارف بالله سيدي عبد القادر الجيلاني ، قدم له وقرظه الاستاذ الدكتور ماجد عرسان الرباعي الكيلاني واعتنى به الدكتور علي ابو الخير ،ط1، 1430هـ 2009م ، وقد احتوى الكتاب بين دفتيه تقديما للبروفيسور الكيلاني واثنين وستين مجلسا لسيدنا الشيخ عبد القادر الكيلاني ، في (390) ثلاثمائة وتسعين صفحة من القطع الكبير وبطباعة انيقة وعلى مصادر دقيقة ، اضفى الكيلاني على كتاب جده الكيلاني روحانية خاصة وعلمية فزاده القا على الق ، اما المقدمة فعرض فيها الى مولد سيدنا عبد القادر الكيلاني قدس الله سره والى نسبه المتصل بجده الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما والى حركاته وتنقله من جيلان غرب الى بغداد سنة 488هـ/1095م لاكمال دراسته وكان ابن ثماني عشرة سنة، وقد امتازت بغداد في عهده بالحركة والاضطراب في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية ، اما الضععف السياسي فتمثل بضعف الخليفة والتنافس بين سلاطين السلاجقة فعاث الجند فسادا، وصادروا الاموال ونهبوا المتاجر وخاف الفقر، واختلط بالعلماء من شيوخ الفقه والتصوف فدرس الفقه الحنبلي واحكم الاصول والفروع واتجه للتصوف في ما بعد وبرز في الوعظ ولازم الانقطاع والخلوة والمجاهدات الصوفية ،فما ان بلغ الخمسين حتى استوى وبلغ من العلم مبتغاه ،فاخذ على العلماء مخالفة اقوالهم لاعمالهم وحدد الطريق التي تجعل العالم لا يعتمد في رزقه الا على الله ، وقد اعتمد الدكدتور الكيلاني على امات المصادر في ما ذهب اليه من نحو التادفي في كتابه "قلائد الجواهر "وابن الاثير في كتابه "الكامل في التاريخ "وابن العماد في "شذرات الذهب "والشطنوفي في "بهجة الاسرار " والشعراني في "الطبقات "وابن فضل العمري في "مسالك الابصار "وابن رجب في "الذيل على الطبقات "وابن الجوزي في "المنتظم "واليافعي في "مرآة الجنان "وياقوت الحموي في "ارشاد الاريب "وغير ذلك من العلماء وامات المصادر في مجاله ،وقد امتدت مقدمته ستا وثلاثين صفحة ،ثم دخل في مجالسه الاثنين والستين منها المجلس الاول الذي وسمه بعدم الاعتراض على الله، والثاني عنوانه الفقر ، ثم في عدم تمني الغنى، ومجلس في التوبة، وفي محبة الله وفي نصيحة المؤمن لاخيه، وفي الصبر، وعدم المراءآة ،وفي ابتلاء المؤمن وعدم التكلف، وفي معرفة الله عز وجل، وفي النهي عن الطلب من غير الله، وفي تقديم الاخرة على الدنيا ،وفي النهي عن النفاق، وفي ايثار المؤمن على نفسه، وفي حقيقة التوكل على الله، وفي مجاهدة النفس والهوى والشيطان، وفي مخافة الله عز وجل ،وفي القول بلا عمل، وفي عدم الالتفات الى الخلق، وفي خروج حب الدنيا من القلوب ،وفي حلاء صدإ القلوب ،وفي عدم الشكوى الى الخلق ، وفي النهي عن الكذب ، وفي الحب في الله ، وفي عدم التواضع لغني لغناه ، وفي الاعتراف بنعم الله ، وفي الغضب المحمود والمذموم ،وفي اداء الاوامر واجتناب النواهي ، وفي رؤية الله يوم القيامة ، وفي النهي عن المنكر ،وفي مخافة الله واخلاص العمل له، وفي عيادة المرضى ، وفي فضل لا اله الا الله ، وفي حب الاولياء والصالحين ، وفي التقوى ،وفي مخالفة النفس ، وفي ان الدنيا سجن المؤمن ، وفي التمسك بالعروة الوثقى ، وفي اتباع الرسول الكريم ، وفي هجر الخلق وبغضهم عند الخبث ، وفي العمل الصالح ، وفي اعطاء السائل والمحروم وفي التفرغ من الدنيا ، وفي عدم الركون الى الدنيا ، وفي النظر للناس بعين الفناء ،وفي الاختبار والابتلاء ،وفي التفكر في اليوم الاخر ، وفي الرضا بقضاء الله وفي لقاء الموت وفي الصدق ،وفي العمل مع الاخلاص ، وفي عدم المداهنة ،وفي ترك المسلم ما لا يعنيه ، وفي خواطر الانسان وانتهى المجلسلستون ب"التوحيد "وقد اهتدى على يديه خلق كثير واسلم من النصارى واليهود عدد مماثل وقد حددت محاضراته في اليوم والشهر والسنة واعتمد في وعظه على ]ات من القرآن الكريم واحاديث الرسول الكريم وسير الصالحين ، بلغة فصيحة وحجة نصيعة ، وكان له اعوان يرددون اقواله ليسمعه آلاف المريدين والحضور، وقد ااحتذى نور الدين زنكي وصلاح الدين من بعده بطريقته وبطريقة الغزالي، فكانتا من اقرب الطرق لتحرير بيت المقدس من الصليبيين بعد ان قبع الاقصى اسيرا في ايديهم اثنتين وتسعين سنة رحم الله مشايخنا من اهل الصلاح والفلاح وكتب لنا ولهم صالح الاعمال وهدانا على اصوب السبل في سبيله انه سميع الدعاء وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.