اعترافات ناس طيبين
عرض: يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
مجموعة قصصية تضم ثماني قصص تعرض عدداً من المشكلات كالعنوسة وقتل المواهب، وعجز القوانين، وتشويه صورة العربي في الغرب، والعلاقة بين المستأجر والمؤجر، وتكاليف رد المظالم، واختيار الزوجة؟
ففي قصة (الأول) ينجح في اجتياز المسابقة ولكنه يُرفض لنقص في ولائه فهو لم يُرَ يوماً يمشي في مسيرة مثلاً، وكان حصوله في الشهادة على نسبة 99,99 مشكلة أخرى، لأنها محصورة في شخص واحد، لا يجوز لأحد أن يشاركه فيها؟! وفي (فتى دنكرك) تصوير للتشويه المتعمد لصورة العرب في الغرب حتى على مستوى حفلات التنكر؟! وقد اجتمع على الغرب جهله بالإسلام، والتخويف من أهله لكونهم يملكون النفظ الذي هو عصب الحركة في الصناعة؟!
وأما (قصاصة من ورق) فتعالج إشكالية حشر المرأة في دوائر توظيف الرجال حتى لو لم يكن لها مكان، وما يجر ذلك على الموظف الملاصق لها من مشكلات وظيفية ومنزلية بسبب تصرفات هذه الموظفة الغريبة والمحيرة، وفي (العقدة) تراجع عن الشروط والمواصفات التي وضعها في زوجة المستقبل، فغلبت المواصفات النفسية والفكرية والمواصفات الجسدية من خلال إعجابه بشجاعة فتاة وإقدامها على متابعة الامتحان، وقد توفي والدها في بدايته بعد مرض! وفي (سر ساكن الجبل) فرضت عليها أمها الاكتساب بشرفها، فدخلت السجن، وحاول القاضي الذي عرف مشكلتها أن يبحث في نصوص القانون الجامدة عن ثغرة لإعادتها إلى زوجها الذي يخشى مقابلته، لأنه تزوجها من غير أوراق ثبوتية!!
وفي (دعيني أحب يا أمي) أراد أن يتزوج الفتاة التي يختارها بنفسه وأرادت أمه أن تزوجه بحسب رأيها من أجمل فتيات البلدة، ثم لم تجد بداً من الموافقة على اختياره! وهي أضعف قصص المجموعة، فالعقدة بسيطة ولحظة التنوير لا تتناسب معها، فوقوف الأم أمام صورة الأب الراحل وبكاؤها منفردة في الغرفة لا يمكن الاقتناع به كسبب لتبدل موقف الأم؟!
وفي (نزعة إنسانية) نجح في المرة الأولى في رد مظلمة، وأخفق في الأخرى حين اتهمه السائق والجابي بالتهجم عليها والتهرب من الدفع وساقاه إلى مخفر الشرطة، لأنه ناصر أحد الركاب وتعاطف معه بعد ما صدماه بالباب ووبخاه؟! وأما (نجمة الصباح المنشودة) فقد عالجت قضية حياتية مؤرقة، وهي العلاقة بين المؤجر والمستأجر، والعجز الذي يبدو في القوانين لحل المشكلة، انقلبت اعترافات شخصيات هذه المجموعة إلى بث للهموم، وطرح لمشكلاتهم ومعاناتهم، وقد فُرضت عليهم ظروف لا يَدَ لهم في إيجادها، ولا قوة لديهم على احتمال تبعاتها.. وقد غلب الحوار في بعض قصصها كما في قصة (الأول، فتى دنكرك) وأخذ السرد بلسان المتكلم نصيبه منها كما في (العقدة، قصاصة من ورق) وتحدثت بضمير الغائب كما في (سر ساكن الجبل) فالقاضي فيها ينقلب إلى محام متعاطف مع أناس هو أفصح منهم لساناً، وأقوى حجة!! كا استعملت أسلوب الرسالة في (دعيني أحب يا أمي) واستعانت بالخيال في (نجمة الصباح المنشودة) فعاد الأموات لحل مشكلة السكن التي عجز عن حلها الأحياء.. وفي الإجمال فإن المجموعة تجد صداها في نفوس القارئين، لأنها قريبة من مشكلاتهم، وقد اعتمدت أسلوباً رفيعاً يشير إلى تمكن الكاتب من لغته واستخداماتها.
وهي تناسب الجامعيين ومن في مستواهم.
الناشر: دار إشبيلية بدمشق ط2/ 2002م
الحجم: 153 صفحة – مقاس 21X14