قراءة في "لا تقولي وداعا"
قراءة في "لا تقولي وداعا"
موسى أبو دويح
كتب السيد هاني عودة رواية بعنوان "لا تقولي وداعا" صدرت في نيسان 2008، دون ان يذكر اسم الناشر أو دار النشر على الكتاب. ولقد أهدى الكاتب روايته إلى أبنائه: هنيدة ورامي و رولى ونائل. وقام الاستاذ جمال بنورة بتقديم الرواية تقديما بين فيه أن الكاتب انقطع عن الكتابة أربعة عقود كاملة لظروف خاصة بعد ان كتب رواية بعنوان: "لحظات من الحب".
لقد قسم الكاتب روايته إلى أحد عشر قسما أعطاها أرقاما متسلسلة من 1 – 11.
وتتناول الرواية قصة لقاء رنا بعادل وزواجهما وتكوينهما عائلة ثم إصابة رنا بمرض السرطان وانتشاره في جسدها ووفاتها وحيرة عادل بعد موتها بمدة طويلة هل من حقه أن يتزوج؟ أم يبقى بدون زوجة وفاء لزوجته؟ ويتخلص من هذه الحيرة بأن يكتب لزوجته الراحلة رسالة يشرح لها فيها حياته بعد رحيلها، وينهي روايته بهذه الرسالة نهاية مفتوحة، لم يدر فيها القارئ هل تزوج عادل أم لم يتزوج.
بدأ عادل روايته بقوله: "نظرت رنا إلى عادل وابتسامتها ترتسم فوق قسمات وجهها قائلة: أحبك".
ما أظن أن هناك مكانا ما في مجتمعنا العربي تقول فيه إمرأة لرجل "أحبك" من أول لقاء وأول نظرة.
وتكاد تكون الرواية مقتصرة على موضوع مرض رنا بالسرطان وموتها متأثرة بهذا المرض بعد سنوات، ولذا، فالرواية تعالج موضوع المرض والموت بإسهاب، ويصل عادل إلى النتيجة التي مفادها أن "الموت أقوى من الحب".
والحقيقة أنه ليس في مقدور الإنسان أن يرد عن نفسه مرضا ولا موتا، فهما قضاء قضاه الله على الإنسان، ولا حيلة له ولا حول ولا طاقة له بردهما. وإن كان على الإنسان أن يبذل كل ما يستطيع في معالجة المرض، بغض النظر عن النتائج. وليس له أخيرا إلا أن يستسلم لأمر الله، فلا راد لقضائه.
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
وصدق الله العظيم القائل: "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" و "قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون"
موسى أبودويح"ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الشريف".