كتاب تراجم القراء لـ ابن الجزري
وضع الإمامُ ابن الجزري كتاباً في تراجم القرّاء هو " غاية النهاية " ؛
ما تركَ أحداً من القرّاء وصل إليهِ خبرُه في بلاد الشام ومصر والحجاز إلا خرّج له ترجمةً ،
إلا أنه أغفل - أو تجاهل - ترجمة قرينه الإمام محمد بن خليل القباقبي الحلبي الشافعي ..
ولم يأتِ بذكره ( إطلاقاُ ) بين صفحات الكتاب والبالغ عددها أكثر من 2000 صفحة ..
مع أن القباقبي وُلِد عام 1375م أي بعد 15 عام فقط من ميلاد ابن الجزري ومات بعده بـ 15 عام كذلك ..
ونبغ في القراءات وقرأ بالقراءات الأربعة عشر على فخر الدين الضرير إمام جامع الأزهر الذي لقيه ابن الجزري في إحدى رحلاته لمصر فبُهِر به الضريرُ كما ذكر في " جامع الأسانيد " ..
وقد زكّى القباقبي أتباعُه حتى عدّوه أعلمَ من ابن الجزري لتبحّره في هذا العلم ..
فوضع كتاباً في القراءات الأربعة عشر أسماه " إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز " ونظمه بـ " القباقبية " ؛
فكُتِب له قبولٌ شديد ، وأَقرأ بمضمنه أكابرُ القرّاء والعلماء من بعده ،
كالشيخ عبدالباقي بن عبدالباقي الحنبلي شيخ قرّاء بلاد الشام ومفتي الحنابلة في عصره ،
والشيخ سلطان المزّاحي شيخُ قرّاء الأزهر ، والإمام محمد المتولّي شيخ قرّاء الديار المصرية ..
ومازال لإسناده بقاءٌ بالقراءات من قراءةِ رُضوان العقبي على القباقبي كما نصّه المتولّي في أجايزه ..
وقد قرأنا بالقراءات الأربع الشواذ من طريقه وأُجِزنا بإسناده المتّصل حتى هذا اليوم ..
وخرّجتُ للقباقبي ترجمة كاملة على صفحتي وذكرتُ مناقبه وفضائله وسعة علمه ..
ومع ذلك ... يُطبق كتاب ترجمات ابن الجزري عن ذكره تماماً وأهمله وكأنّه لم يوجد ... فلماذا ؟؟
لا أعرف .... ولكن مجرد فضفضة ...
د. ماجد بن حسّان بن وصفي شمسي باشا .. 20/4/2017 م ،،
وسوم: العدد 718