نسرين حسن: اكتشافي للرسم أحدث نقطة التحول في حياتي
فضلت حسن بورتريه كَنوع من التحدي
لا تؤمن كثيرًا بالموهبة التي تأتي مع نعومة الأظافر بل بالرغبة والإعجاب بمجال ما، ولكي تصنع الفرق بغية الوصول إلى الأسمى لا بد من توفر أرضية العبور أي المثابرة والإرادة ثم التشجيع ... ولها من الثقة والحماس كاف لملامسة أعلى درجات فنية واحترافية بعد أقل من أربع سنوات قادمة كما تعتقد مثلما أنتجت ريشتها مئات اللوحات في السنوات الأربع الماضية وبوضع صعب.
ربما القهر والاكتئاب الذي أصابها جراء ما مرت بها من ظروف قاهرة نتيجة حرب التي لم تتوقف بعد في بلادها جعلتها تصافح الريشة وتفرغ أوجاعها على شكل ألوان وخطوط مختلفة على المرسم الأبيض بدل أن تسلك دروب أخرى قد تكون عواقبها وخيمة! فهي لم تتلقى تعليمًا أكاديميًا أو مساعدة من أي جهة كانت أنما تعلمت نفسها بنفسها من خلال متابعة أعمال الفنانين المشهورين.
لها مشاركات في بعض معارض جماعية في كل من تركيا واليونان، وكما أغلفت لوحات لها وجوه بعض الكُتب والروايات.
المقربين منها يلقبونها بـحفيدة فان كوخ فهي متأثرة بـحياة وأعمال هذا الفنان بشكل غير طبيعي، إلى حد الثمالة، وتتمنى أن تصل إلى مرتبته ونجاحه ولكن، لا تحبذ نهاية كنهايته.
الرسامة ذات عشرين ربيعًا، تدرس رعاية الأطفال في إحدى الجامعات التركية.
نسرين حسن، فنانة كُردية من مدينة الرقة السورية
حوارٌ أجراهُ: خالد ديريك
نص الحوار ....
بداية الولوج في عالم الفن...
الرسم كان بمثابة حبل النجاة ثم نقطة التحول، وتقول:
لقد بدأت في الرسم في عام 2016 أي بعد هروبي من مسقط رأسي بعامين، بسبب الآلام النفسية والجسدية خلال هذين العامين وجدت في الرسم منفذًا لي بل المهرب الوحيد من الضوضاء الذي كان يعج في رأسي ومحيطي. اكتشافي لهذه الموهبة أحدثت نقطة التحول في حياتي...
تتابع: ولن أنسى أيضًا مساندة الفنان (بشير مسلم) لي ولأدائي كَمبتدئة، لقد مد لي يد العون في ذاك الوقت وأنا ممتن له كثيراً.
فيما بعد ستقضي نسرين ساعات طويلة وهي منغمسة بين الألوان:
كنت أقضي ثماني ساعات يومياً برفقة ألوان، ولست نادمة قط على قضائي كل هذا الوقت وعلى محاولاتي الكثيرة من أجل إتقان هذه الموهبة أكثر فأكثر.
عن طقوسها أثناء الرسم، تجيب قائلة:
مع مرور الزمن تمكنت في خلق طقس يناسبني أي ما يحفزني على الإبداع وأنا أقف أمام اللوحة البيضاء...إنني أمارس الرسم في الظلام، بجانب الشموع والقهوة والموسيقى الهادئة التي تجعلني أنفصل عن العالم كليًا دون حاجتي لأي شيء آخر!
تميل إلى المدرسة التعبيرية أكثر، لأنها " تعتمد على الذاكرة والخيال معًا، وهذا الأمر يشعرني بالحرية في تكوين الصورة التلقائية بجانب إنها سهلة وممتعة.
تعتقد إن السريالية من أصعب المدارس الفنية التشكيلية لما تحتويها من التعقيدات:
بلا شك أن كل مدرسة لها ما يميزها عن غيرها، أما أنا فأعتقد أن المدرسة السريالية من أصعب المدارس بسبب تعقيد اللوحة بما تحملها من الرموز فتصعب فهمها بشكل مباشر.
فضلت بورتريه كَنوع من التحدي لنفسها:
متعمقة وأحب بورتريه وأقلام أكثر، لذا أجد متعة في فن رسم الأشخاص مع إظهار المشاعر في ملامح الوجه .... وأرى إنه أيضًا من أنواع الصعبة مما جعلني أتحدى نفسي وأباشر بالتركيز على هذا النوع.
تضيف: بعض الوجوه من خيالي ولدي الكثير من الرسومات التي لم أشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن أكثر بورتريهات هي لأشخاص في الواقع من الأصدقاء والمشاهير...
رسالتها من بورتريه: أن أبرز الشعور الداخلي من خلال رسمي لِتعابير الوجه. وفي كل لوحة أرسمها يكون مضمونها رسالة أو فكرة في مخيلتي ودائمًا ما تصل الفكرة إلى كل من يشاهد أعمالي.
تحبذ رسم أغلفة الكُتب أيضًا:
هذا يعتمد بسبب حبي للكتب، حيث إنني دائماً أرى أنه من المهم جداً الاهتمام بأغلفة الكتب بقدر الاهتمام بالمحتوى. كما إنني من خلال أغلفه الكتب أستطيع إيصال أحاسيسي بشكل أفضل.
من أعمالها في أغلفة الكتب: _ طلائع الطل لـ أكثم أديب _ الذروة لـ كرزان عبد الرحمن بوي _ أقلام زرقاء (عمل لأكثر من كاتب) _Neyê لـ Mouhemed Ehmad محمد أحمد
لوحاتها المفضلة والمحببة:
لدي لوحتين... الأولى التي أسميتها "الجنف" نسبةً إلى مرض الجنف وأردت من خلال هذا العمل أن أساند مرضى الجنف الذين يشعرون بالألم دائمًا، وغالبًا لا علاج لهذا الداء. الثانية، كانت لوحة "مارلين مونرو" رسمتها لمدى تأثري بها وحبي لها.
مستقبل لوحاتها، المنتهية منها:
لدي المئات من لوحات، وقد تم بيع أغلبها في المعارض، وبعض آخر من خلال طلبات خاصة.
المعارض المشاركة فيها:
1 ـ معرض إسطنبول 2017. 2 ـ معرض اليونان 2018. 3ـ معرض أورفا 2018. 4 ـ معرض إزمير 2019
جميعهم كانوا معارض مشتركة، والمعرض الأول أظنه كان أول خطوات نجاحي. يهمني تنظيم المعرض الفردي وأحلم بتفاصيله كثيرًا، أتمنى أن تتاح لي الفرصة قريباً لإقامته.
مَثلها الأعلى:
الرائع والعظيم والخالد في قلبي الفنان فان كوخ. ليلة النجوم...حقل القمح والغربان...الكرم الأحمر في آرل.. أكلو البطاطا ... كل تلك اللوحات دفعتني للإعجاب بفن الرسم واعترف أنه كان له تأثيرًا كبيرًا في حياتي.
مواهب أخرى:
أحب الكتب والقراءة، لا أظن بأنني أستطيع العيش من دون الكتب، إنها جزء من الروتيني اليومي، وأفضل الروايات الأدبية وكتب التنمية البشرية. أيضًا، أعزف على الجيتار، تعلمت العزف من خلال الأرقام بدلًا من السلم الموسيقي، وأحب الرقص والتمثيل.
الطموحات والأهداف:
أطمح لتأسيس شركة خاصة باسمي لصناعة مستلزمات الرسم وكل ما يحتاجه الرسام، وأفتح معهد الرسم لتنمية المواهب،
إضافة لطموحي أن أكون فنانة عالمية، أود أيضأ من خلال فني إيصال رسالة لكافة الشعوب؛ رسالة كل السوريين المتمثلة في الحب والسلام. وهذا الطموح قد لا يكون مستحيلًا أمام نشاطاتي التي أنجزتها في فترة زمنية قصيرة.
التمنيات:
أتمنى العودة إلى مكان الذي خلقت وكبرت فيه، وأن أقيم فيه المعارض وأشارك أعمالي ... متأكدة سأستمد قوتي وشغفي منهم وسيفتخرون بـ ابنة مدينتهم أيضًا.
وأخيرًا، استمتعت كثيرًا بهذا الحوار اللطيف، وشكرًا للأستاذ والصديق خالد ديريك على اهتمامه بالفن والفنانين.
وسوم: العدد 875