الثنائيات النسائية.. الغياب بأمر (الزواج)..!
مبدع من الزمن الجميل
توثيقي للفن السوداني
في الساحة الفنية
سليمان عبد الله حمد
الساحة الفنية تعج بالأصوات النسائية منها ما يبقى ملتصقا بالذاكرة والبعض الاخر يذهب دون اي تأثير او بصمة واضحة لكن الملاحظ للساحة الفنية اليوم يلاحظ قلة الثنائيات النسائية وحتى تلك القلة لا تدوم طويلا بعكس الثنائيات الرجالية التي تدوم طويلا ومعظم تلك الثنائيات تقف مابين التلاشي والثبات بعضها ثبت واستمر مثل البلابل والبعض الاخر كتب له الانسحاب مثل تومات خيري ،...
فلاش باك:
في عشرينيات القرن الماضي جاء كرومه، مستلفا شكل الاداء الغنائي من الطريقه التي كان يؤدي بها المديح فكون ثنائيته مع الفنان الفاضل احمد،ثم شكل ثنائيه اخرى مع الجاغريو ،ومع عوض شمبات وهي اول التجارب الغنائيه في مرحلة الحقيبه، حتى ظهر اولاد الجريف و اولاد توتي والثنائي الشهير عوض و ابراهيم شمبات. واولاد المورده واخيرا ميرغني المامون واحمد حسن جمعه وهو ما حدث في فترة الحقيبه وفي فترة الغناء الحديث جاء ظهور ثنائي الجزيره ،والثلاثي المكون من محمد الحويج والسني الضوي وابراهيم ابوديه في فترة الستينيات وبعد وفاة الحويج تحول السني وابوديه الي ثنائي العاصمه .وبعد ظهور ثنائي النغم جاءت البلابل في فترة هامه ليغنين غناء مختلفا لتظهر التجربه ثم اتت بعد ذلك الساحه بتومات خيري وتومات شندي.
اعمار قصيرة :
الدكتور محمد سيف الاستاذ بكلية الموسيقى والدراما تحدث الينا قائلا بأن المسألة ليست مربوطه بنوعية المعاملة والفهم والثقافة الموسيقية انما الثنائي ايا كان رجالا ام نساء لابد ان يعتمد على قدر كبير من الثقافة العلمية الفنية والمهنية الاحترافية لذلك نجد ان الثنائيات النسائيه تختلف عن الرجالية لانها تتحكم بها الاوضاع الاجتماعية وتغير الظروف يؤثر على استمرار تلك الثنائيات وفي العالم ليست بالكثيرة لذلك نجد ان تجربة الرجال تطول ربما لأنهم يمكن ان يقضوا وقتا اطول في البروفات لوجودهم مع بعضهم دائما اما المرأة فوجودها مربوط بزمن معين وقد يتعارض هذا الزمن مع الفرقة الموسيقية او الملحن فالجوانب الفنية تساعد على الاستمرارية وجانب اخر ان الثنائيات النسائية لا تهتم بالاحتراف كثيرا وهي احد اسباب التلاشي لذلك اساس اي استمرارية التحصيل العلمي فأية تجربة عمرها 4 أشهر او ذلك لا تسمى تجربة فالشرط الاساسي للاستمرارية الانسجام الصوتي والفهم العلمي ومعرفة الحدود الصوتية واكرر التحصيل العلمي هو اساس اية مهنة.
استهداف الطبيعة
(يتعلق الامر بالظروف الاجتماعية التى تحيط بالمرأة بشكل عام والمتعلقة بالمرأة العاملة على وجه الخصوص باعتبار ان المجتمع السوداني لم يكمل نصاب تحرر رؤيته للمرأة المبدعة)... بتلك العبارات ابتدر الكاتب الصحفي والناقد الفني الاستاذ الزبير سعيد حديثه مضيفا: (عدم الاستمرارية يجعلني اعود بكم الى ثنائية تومات خيري عندما وصلن قمة التوهج اذكر حينما سالت احداهن هل يمكن ان يهدم زواج اي منكن تلك الثنائية اكدت بـ(نعم) ، وهو ما تحقق فعلا عندما تزوجت واحدة منهن تعثرت التجربة وتوقفت بعدها فالزواج هو سنة الحياة لكن يعد من اكبر المهددات في الوسط الفني والعيب ليس في الزواج بل في نظرة المجتمع والظروف المختلفة التى توضع فيها المرأة عندما تتزوج ولا يختلف الامر اذا كانت المرأة مبدعة او غيرها ومن الصعب جدا تداركه ومعالجته لانه اصبح يمتد حتى الى الفنانات بشكل منفرد وكثير جدا هزمتهن ظروف الزواج باعتبار انه في المجتمع السوداني يعني الكثير من القيود وتقديم التنازلات)..
.ويواصل سعيد حديثه متأسفا بان هذا الامر سيظل الهاجس والمكبل لكل التجارب التي يمكن ان تظهر في المستقبل والتجارب في السودان منذ ثنائي النغم مرورا بي تومات خيري وهي قليلة جدا في الساحة والتقارب الصوتي في الاصوات النسائية قليل مقارنة مع الرجالية وكل هذا بفعل قوة الطبيعة ومع قلتها تستهدفها الظروف الطبيعية.
مما يعني ان الزواج قد يكون عائق إبداعي في سبيل مسيرة الفن في المستقبل عجباً لهذا !!! ... ولكن فيما مضي من عطاء ذاك الجيل من الرواد أو غيرهم من الأصوات الغنائية الرجالية أو النسائية التي لم تتوقف عن الغناء بسبب الزواج أو غيره إلا فيما ندر وتلك الأصوات النسائية قد اندثرت قبل أن ترتقي في سلم مجد الأغنية السودانية أو يصبح لها تاريخ وإسهامات فنية ولها سجل في ذاكرة الإرشيف ...
لنا لقاء مع مبدع وزمن في ذاك الزمن الجميل أحبتي ...