مع شاعرنا المبدع صالح عبد السيد

مع شاعرنا المبدع صالح عبد السيد (أبو صلاح)

مبدع من الزمن الجميل

توثيقي للفن السوداني

سليمان عبد الله حمد

أغنية العيون النوركن بجهرا من أغاني أبو صلاح التي تدفقت فيها دموعه وسالت كالأمطار وقال إن سبب نزول هذه الدموع هي الشلوخ العشرة المسطرة والنسائم المتعطرة برائحة المحبوبة الجميلة والشلوخ العشرة المسطرة يشرحها مبارك المغربي ويقول إنها المطارق وهى ستة شلوخ على الخدين ثلاث على كل خد مع عارض أفقي ليكون المجموع ثمانية وتحت ذلك العارض عارض آخر ليكون المجموع عشرة والمقطع الذي سكب فيه الدموع هو السادس ويقول فيه ...

هل حبيبي نسى أم لي طرا ...... يا ام شلوخا عشرة مسطرة

النسائم بالند عطرا.........   دا الدفق لدموعي ومطرا

يقول الأستاذ مبارك المغربي إن هذه الأغنية لا ترتقى إلي مستوى أغنيات أبو صلاح الأخرى بالرغم من انتشارها ولكنني أقول إنها أغنية جميلة وقوية وصادقة وذات ألفاظ ومعاني جميلة أبدع أبو صلاح وصف محبوبته وهى في ساحة الرقص وفى الأغنية صورا بديعية جميلة وللأغنية قصة رواها لي الفنان مبارك حسن بركات حيث قال إن أبو صلاح طلب من إحدى البنات الرقص ولكنها استنكرت ذلك وعابت عليه حول عينيه فانشد أبو صلاح هذه الأغنية على الفور وقال إن سبب حول عينه وسهره هو نور وجمال هذه الملهمة وقال الأستاذ مبارك حسن بركات إن كرومه لحن وغنى هذه الأغنية في نفس الحفلة ورقصت هذه الملهمة على إيقاعها ....

وفى الأغنية وصف رائع لقوام هذه الملهمة حيث يصف صدرها بانه عالي وكبير حتى انه اتعب الأعطاف وبرا الخصر حتى اصبح رقيقا وعلى هذا الصدر جوز رمان جل الذي خلقه وهذه النهود باعت واشترت في الشاعر اى أنها أتعبته وسلبته لبه وفكره أما الشعر فمن طوله فانه يستر الأقدام وطلب منها أن تلقط القلوب التى بعثرها هذا الشعر ويصف الشاعر الجزء الأعلى من قوام الملهمة مع الأرداف كأنها خطيبة في منبر والمنبر هو الأرداف.... أما الرشيم  والرشمة كما يشرحهما مبارك المغربي فالرشيم هو فصدتين تحت شلخ صغير على اعلى الخد ( نقرابى ) اما الرشمة فهي سلسلة ذهبية تصل ما بين الزمام والميسرة ويقول الشاعر إن الرشيم لشدة خضرته غير لون السلسلة الذهبية فصارت خضراء اللون مثل فرع الشجرة الأخضر على سطح المرآة... أما ابو الحاج المذكور في الأغنية فهو الحاج محمد احمد سرور ووهبة هو عازف الملوديكا وهى نوع من الأكورديون ابو زراير كما يسميه البعض و وهبة هو والد لاعب المريخ المشهور بشرى وهبة اما عبد الرحمن فهو العريس ....

الأغنية من الحان كروم وسجلها للإذاعة مبارك حسن بركات كما أبدع فيها الفنان محمد الامين .اخبرنى الاستاذ مبارك حسن بركات ان ملهمة الاغنية اسمها جواهر وقد قابلها فى الستينات فى تاكسى اجرة وبالصدفة كانت هذه الاغنية تذاع على راديو السيارة بصوته فقالت هذه المرأة كل شئ فى الدنيا يفنى عدا الشعر فسألها مبارك انت بدور ام جواهر فقالت انا بدور اما الشاعر مبارك المغربى فقد اشار ان اسم الملهمة هو مدينة ومذكور فى الاغنية (مدينة الجوف).

تصور عبقرية الشاعر السوداني وهذا الوصف الذي لا يتمكن أن يصوره أشهر المصورين في العالم بكاميرا ، أعتقد فقد وفق المبدع والشاعر صالح عبد السيد (أبو صلاح) بأنه رسمه بقلمه بدون كاميرا محمولة أو كاميرا ديجتيال ولكنه ابدع في توصيل الصورة لنا فنحن نتحسس الحفلة وما فيها من أبداعات فيها كثير من رؤي خيال الشاعر... فهذه المدرسة يجب علينا أن نوثق لها ...  كما قال المبدع الراحل أبو داؤود ( منو بكتب مثل هذا الكلام أو يكتب مثل هذه الدرر الغوالي من القصيد واللحن العقد الفريد) صدقت يا أبو داؤود عليك الرحمه وعلى مبدعين زمانك ... وإلى لقاء قادم لكم صادق محبتي أحبتي...