قصر الفن في غراتس النمساوية
تحفة معمارية ومزيج بين الحضارة والحداثة
بدل رفو المزوري
النمسا\غراتس
يعد قصر الفن في مدينة غراتس النمساوية احدى معالم المدينة الحضارية التاريخية والتي انصهر جزء منها في بوتقة الحداثة وقد كان القصر تتويجاً لاستقبال المدينة للثقافة الاوربية حين غدت غراتس عاصمة للثقافة الاوربية عام 2003.
فتح القصر ابوابه للزوار بداية عام 2003 واحتضن خلال العام عدداً كبيراً من المعارض الفوتوغرافية وكذلك كانت بعض الاعمال جسراً حضاريا ثقافياً يربط الغرب بالشرق مثل المعرض الفوتوغرافي حول الجزائر أبان الاحتلال الفرنسي وكذلك معرض الايراني بهمن جلالي حول المكان وايران في زمن الشاه وكذلك العديد من الاعمال الاخرى والتي كانت مركز الثقل في ابداعات المدينة وقصر الفن لزوار العاصمة الثقافية.
لقد تفنن المهندسان المعماريان (بيتر كوك،كولين فورنير)في تصميم القصر بالصورة هذه،وكان الهدف والغاية من تشييد القصر مع الاحتفاظ بالواجهة الامامية الواقعة بين ساحة تيرول ونهر مور ليس فقط لجذب الزوار من جميع انحاء اوربا بل لجعل المدينة رمزاً حضارياً من معالم الهوية الغراتسية وكذلك يعد القصر مركزاً مهماً للفنون المعاصرة بالاضافة الى فنون العالم منذ عام 1960.قصر الفن تحفة فريدة من الانصهار في بوتقة الهندسة المعمارية والتكنولوجيا ومركز الثقل للتواصل مع العالم عبر اقامة المعارض الفوتوغرافية من خلال(عدسة النمسا)وقد عرضت خلال الاعوام المنصرمة اعمال كبار المصوريين الفوتوغرافيين من افريقيا واسيا واوربا وبقية انحاء العالم.
يقع قصر الفن على عدة طوابق واما الطابق الاخير فهو قمة جاذبية القصرلرومانسية مكانه و لكونه يسيطر على المدينة كلها ويطل على نهر مور وفيه تقام الندوات الثقافية والموتمرات الصحفية قبل اقامة المعارض الفوتوغرافية .
لقد شيد القصر على ارقى مستويات المتاحف العالمية وربما اكثر من الناحية التقنية والحداثة وتستخدم مساحة اكثر من 11 ألف متر مربع لاقامة المعارض ومن اجل المشاركة على اعلى المستويات والمعارض العالمية وكذلك تقنية خاصة لاجهزة التبريد من اجل الحفاظ على الاعمال الفنية الكبيرة ومن اجل الانماء والتطور الاحترافي للمشاريع الفنية الكبيرة في الواجهة والاضواء تتوزع بسخاء كبير لتنير المدينة وتبدو الاضواء على شكل زخارف ولوحات فنية وذو تقنية كبيرة وكذلك توجد في القصر انظمة امن دقيقة بالاضافة الى ساحة لوقوف المركبات تحت بناية القصر لأكثر من 150 مركبة.
يعد قصر الفن في غراتس ذو الاروقة الداخلية والساحرية والتي تشبه اماكن تصوير افلام (جيمس بوند) نقطة التواصل ما بين الفن المعاصر ووسائل الاعلام الحديثة والتصوير الفوتوغرافي والمعارض المتعددة ويقول المصمم المعماري (كولين فورنير)بان الاروقة الداخلية للقصر هي بمثابة الصندوق الاسود للقصر واما الواجهة الامامية والاضواء التي تضئ ليالي غراتس وبالاخص للجالسين فوق قمة جبل القصر سحر للاعلام والزوار والادباء والفنانين .
يعد مشروع القصر للمهندسين المعماريين مزيج بين الحضارة القديمة والمتمثلة ببقاء الواجهة الامامية على الشارع الرئيسي وبين التحفة الحديثة في عالم الهندسة المعمارية في مدينة قديمة ضمتها اليونسكو الى سجلاتها الانسانية ،واليوم يعد القصر احدى تحف دولة النمسا .
في الطابق الارضي وقبل الخروج من القصر حانوت لبيع المجلات والكتب المتعلقة بالادب والفن والهندسة المعمارية والهدايا التذكارية للسواح القادمين من خارج النمسا وبهذا القصر تزداد التحف المعمارية في مدينة غراتس لتكون قبلة للسواح والفنانين ومهرجانات الموسيقى.