مهرجان الفلم النمساوي العالمي في غراتس
مهرجان الفلم النمساوي العالمي في غراتس
ألق ورونق للفن وصناعة السينما النمساوية
بدل رفو المزوري
النمسا\غراتس
اختتمت فعاليات مهرجان الفلم النمساوي يوم 25\3 بعد عروض دامت 5 ايام وكان الافتتاح مساء يوم 20\3 في قاعة هيلموت ليست بعرض الفلم النمساوي (اسبانيا) ،وقد احتفلت مخرجة الفلم (آنيا سالومونوفيتنز)بالعرض الاحتفالي وقالت كلمتها المقتضبة بقضاء وقت ممتع للمشاهدين ورافقها الممثلين (تاتيانا الكساندر،لوكاس ميكو)والفلم يعرض حياة لاجئ اتفق مع المهرب بان يوصله من مالدوفيا الى اسبانيا ولكن المهرب يفارق الحياة في حادث سيارة في النمسا ويخرج اللاجئ واذا به في النمسا وبعدها يعمل في احدى الكنائس ويعشق فتاة نمساوية لتكون نهايته الاستقرار في النمسا .
على هامش العرض الاحتفالي تم تكريم الفنان النمساوي(يوهانيس سيلبر شنايدر)بجائزة المهرجان الكبرى تكريما على دوره الريادي ومشواره في اغناء السينما النمساوية وادواره الكثيرة والفنان(شنايدر) من اقليم شتايامارك وسافر الى ميونيخ وباريس من اجل تطوير صناعة السينما والتمثيل والبعض قال بان الفضل يعود له في تطوير صناعة السينما في النمسا وقد ارتاح الفنان كثيرا بهذا التكريم.
يعد مهرجان الفلم النمساوي في دورته 15 في غراتس من اهم المهرجانات السينمائية التي تستقطب الكم الهائل من الضيوف الى المدينة وفي الحفل الافتتاحي في قاعة ليست والذي حضره مشاهير السياسيين والفنانين والصحفيين وقد كانت مجلة صوت الاخر حاضرة في هذا التجمع وبعد العرض الافتتاحي(اسبانيا)كانت الوليمة المفتوحة على نفقة رئيس اقليم شتايامارك (فوفيس).وفي هذا المهرجان قدمت مجموعة كبيرة من العاملين في الحقل السينمائي اعمالهم والبعض الاخر طرق باب السينما وهذا المهرجان للمرة الاولى.
لقد كان قصر الفن في غراتس المقر الرئيسي للمهرجان والصحفيين وقد اذاعت اذاعة (ف م 4) وبصورة حية ومن قصر الفن لقاءات مع الفنانين واصحاب الشان السينمائي والعاملين في صناعة السينما برامجها ومن تقديم (بيترا اردمان،مارتين بيبر).
جائزة كارل ماير الكبرى للتاليف منحت على هامش المهرجان مناصفة للمؤلفين (كريستوف برونار،كيفن لوتس)والجائزة قدرت ب 14 ألف و500 يورو.
قناة تلفزيون النمسا عرضت بصورة مكثفة نشاطات وفعاليات المهرجان.
جائزة كارل ماير التشجيعية والتي تقدر ب 7 الاف و 200 يورو، كانت من نصيب المؤلف (حسين تباك)عن فلمه(كان يا ماكان في فيننا) واما لجنة التحكيم فلم تتوقف على النمساويين فقط بل على جنسيات اخرى.وضمت جوائز التاليف ايضا جائزة توماس بلوخ الرئيسية والتي قدرت ب 11 الف يورو ونالها المؤلف(ماركوس شلاينتسر).
ليلة الاحد توزعت جوائز المهرجان على الفنانين وقدرت الجوائز ب 150 الف يورو، فجائزة المهرجان الكبيرة للفلم الروائي السينمائي وكانت مقدمة من اقليم شتايامارك للفنان(سباستيان مايس)وقيمتها 21 الف يورو وجائزة المهرجان الكبرى للفلم الوثائقي وكانت هدية اقليم شتايامارك ايضا للفنانة(داريوس كوفالسكي)وقيمتها 21 الف يورو واما جائزة المهرجان للفلم الروائي القصير وهي مقدمة من قناة سيرفوس التلفزيونية للفنانة (كاتالينا مولينا)عن فلمها(اغنيتنا)وجوائزا اخرى ثمينة في احتفال كبير .
تنوعت افلام المهرجان السينمائي ما بين الافلام الروائية والوثائقية والتجريبية وبرامج خاصة والافلام القصيرة جدا وتوزعت هذه الافلام على اربع صالات سينما وهي(رويال،شوبارت بصالتين،انين هوف بصالتين،ريخباور).
تزينت مدينة غراتس باعلام المهرجان ورفرف علم المهرجان على جبل القصر في مركز المدينة وباصاتها ومحلاتها ولانه يجمع ابطال السينما النمساوية في مدينتهم حيث وفرت ادارة المهرجان الفنادق الفاخرة في مركز المدينة للوفود المشاركة من الفنانين والضيوف والاعلاميين والقادمين من خارج النمسا ايضا.اما عن اسعار التذاكر فلاحظت تخفيضات كبيرة ولاول مرة اراها في مهرجان فني للطلبة والمتقاعدين والمعوقين والعاطلين عن العمل وكانت تباع في مقاهي المدينة الشهيرة بالاضافة الى صالات السينما وقصر الفن والانترنت ايضا.
عرضت الافلام الكثيرة والتي تعدت 130 فلما ومن الافلام التي حالفني الحظ بمشاهدتها فلم نهاية الايام وهوفلم نمساوي ـ الماني ومن اخراج المخرج النمساوي (بيتر رابار) ومن تاليف( كاي هينسل)ومدة عرضه 92 دقيقة،واما الفلم الذي ابهرني بقصته الرومانسية الجميل(بداية الثمانينيات)وهو فلم نمساوي ومن تاليف واخراج(سابينا هيبلرو كيرهارت ايرتل)وهي قصة حب حقيقية بين فتاة ورجل وهما في بداية الثمانينيات واستقبالهم للحياة والبحث عن بيت للايجار ليعيشا معا وهما يمنحون دافعا للمشاهد بان قصص الحب ستستمر والحب والتجارب جزء من الحياة وفي نهاية العرض حين تودع بطلة الفلم الحياة شاهدت الكثير من المشاهدين وهم يذرفون الدمع ومدة عرضه 90 دقيقة.فلم(التنفس) وهو فلم نمساوي ومن تاليف واخراج (كارلوماركوفيج)يمثل قصة سجن للاحداث وطريقة التعامل مع العالم الخارجي في اطار اصلاحي جميل .فلم (كوما )باللغة التركية وتعني بالعربية الزوجة الثانية وهو فلم نمساوي ناطق بالتركية وقد صورت مناظره الاولى في احدى القرى التركية في الاناضول وقد اشترك الفلم في مهرجان برلين السينمائي ايضا وتحدث المخرج في بداية العرض بانه سعيد بعرض الفلم في مدينة غراتس والمخرج (اوميد داغ)يعيش في فيننا ومن ابويين كورديين وقصة الفلم عائلة كبيرة تركية تقيم في فيننا والام مصابة بالسرطان ولهذا يقرر الاب بان يتزوج فتاة تركية ويجلبها من القرية لخدمة اولاده وشاءت الصدفة بان الاب ودع الحياة قبل الام المصابة بالسرطان وبهذا تتخلل الفلم مفاجات وبعضها بعيدة عن المجتمع التركي مثل الابن الاكبر له شذوذ جنسي وحتى المشاهد النمساوي استغرب كيف بوسعه ان يجلب الثانية ومازالت الاولى على قيد الحياة!!علامات وتعجب كبير توقف عنده الفلم ومدة عرض الفلم 93 دقيقة.
رئيسة المهرجان بربارا بيخلير سعدت كثيرا بالعدد الكبير للمشاهدين والزوار وقالت بالرغم مما يمر به العالم والبلاد من الازمة المالية لكننا قررنا وبمساعدة رعاة المهرجان ان نقيم المهرجان وبنجاح باهر واما فرانس يود مسؤول القسم الصحفي للمهرجان قال يؤسفني باننا لا نرى افلاما عن بلادكم الجميلة وبالرغم من ان النمساويين طرقوا ابواب العالم كلها وابعد بكثير من بلادكم!!
ايام وليال عاشتها غراتس النمساوية مع مهرجان الفلم النمساوي وحين كانت تعرض صالات السينما افلام المهرجان كانت شعلة نوروز تتوقد في الساحة الرئيسية في مدينة غراتس وترافقها الرقصات والدبكات وراية كوردستان خفاقة في مركز المدينة.
مهرجان الفلم طرق ابواب العالم وبيوغرافيا الشخصيات الثقافية والافلام الوثائقية ويظل الفن والابداع حلقة الوصل بين البشر.