مقابلة مع المنشد أبو راتب
مقابلة مع المنشد أبو راتب
عادل الأنصاري
"الفن الإسلامي".. مصطلح جديد لاح في الأفق منذ فترة ليست بالبعيدة.. فهو ما زال غامضاً عند بعض أبناء الصحوة، وربما يحاط بعدد من علامات الاستفهام لدى بعض آخر. وقضية "الفن الإسلامي" لم تأخذ منا القدر الكافي من الاهتمام رغم خطورة الفن بشكل عام وفعاليته في التأثير أياً كان مضمونه إسلامياً أو غير إسلامي. ولأن القضية على قدر من الأهمية أردنا أن نناقشها مع الأستاذ المنشد محمد مصطفى أبو راتب.
س1: "الفن الإسلامي" جاء ليطرح نفسه كبديل عن الفن الفاسد... ولكن مستوى الأداء ما زال يحتاج إلى مزيد من الصقل والاهتمام.. ما رأيكم؟
أبو راتب: ربما تكون هناك عوامل جعلت الخلط موجوداً بين الفن والفساد.. نشأة الفن ارتبطت بالفن الفاسد.
الأصل في المجتمع الإسلامي أن يكون الفن المعبر عنه إسلامياً.. ولكن عندما انحرف المجتمع عن قيمه الإسلامية انحرف معه الفن. وبذلك صار هناك انفصال بين الدين والفن وأصبح الفنان لا يؤمن بالدين والدين لا يؤمن بالفن.
ونحن نريد الفن الطيب الذي يرتقي بالأذواق وينسجم مع تعاليم الإسلام ويعبر عن آلام الأمة وآمالها.
وأنا اتفق معكم في قضية أن الفن الإسلامي يحتاج إلى مزيد من الصقل والاهتمام.. فالنشيد لم يصل إلى المرحلة المطلوبة من الخبرة والتخصص.. ومع هذا نلاحظ أن هناك بشائر تدل على أن هناك مستقبلاً جيداً للفن الإسلامي.. فعشرات الفرق والمهرجانات انتشرت في كل مكان.
س2: ماذا يمكن أن نفعل حتى نطور الأداء؟
أبو راتب: يجب أن نحرص على وجود مؤسسات فنية متخصصة تهتم بالتدريب على أسس علمية مدروسة.
وأحب أن أقول أن هناك مؤسسات قامت بالفعل في الأردن ودول الخليج وأوروبا وأمريكا تهتم بهذا الجانب وبدأت تظهر أناشيد وأفلام إسلامية.
س3: نلاحظ أن هناك بعض المواقف المسبقة الموجودة عند بعض أبناء الصحوة تحول بينهم وبين الاهتمام بالفن الإسلامي.. أو بالأحرى هناك أزمة قناعة بالفن الإسلامي.. هل هذا صحيح؟
أبو راتب: نعم هذا أمر موجود وأرى أن هناك سبباً رئيساً في هذا الأمر وهو افتقارنا إلى قضية التأصيل الفقهي.
لذلك فإنني أوجه رجائي إلى العلماء والفقهاء بأن يقوموا بتأصيل الفن الإسلامي من الناحية الفقهية في أسرع وقت.. حتى لا ندخل في متاهات.
س4: نشعر أن هناك لدى بعض الفنانين الإسلاميين أزمة قناعة في جدوى الفن الإسلامي:
أبو راتب: أريد أن أقول للفنانين المسلمين نحن لا نقول بنظرية الفن للفن.. وإنما نعتبر الفن وسيلة لتوصيل الدعوة وقد نشأت منذ عامين رابطة الشباب المسلم في أمريكا والتي أنشأت رابطة الفن الإسلامي.
لا شك أن مثل هذه الرابطة سيكون لها دور فاعل في إيجاد وتنمية هذه القناعات لدى الفنانين المسلمين.
كما أننا في مؤسسة الهدى الدولية نحاول أن نستكتب بعض كبار المفكرين والفقهاء حول بناء نظرية وتحديد أطر شرعية للفن الإسلامي.. ونعتقد أن هذا بإمكانه أن يضع النقاط على الحروف.
س5: لغة الخطاب في الفن الإسلامي ما زالت تخاطب قطاعاً من المجتمع وهم أبناء الصحوة فقط... فهل هذا يكفي؟
أبو راتب: نحن قدمنا –في مؤسسة الهدى- سلسلة أناشيد الجهاد وسلسلة الهدى.. وحديثاً قدمنا ألبومين مع عدد من المنشدين وشموع لا تنطفئ وحداء على طريق النصر.. وكلها محاولات للوصول إلى قاعدة المجتمع.. ونحن نؤيد فكرة أن يكون الخطاب الإسلامي شاملاً غير مقصور على شريحة معينة من الجمهور وغير قاصر على موضوعات بعينها.