المسرح يهذب السلوك و يفتح الآفاق
المسرح يهذب السلوك و يفتح الآفاق
رضا سالم الصامت
في مناسبة اليوم العالمي للمسرح نشيد بكل رجال المسرح و رجال التعليم الذين علموا التلاميذ ولو ضمنيا معنى البناء الدرامي ، ومعنى السيناريو والحوار. نشيد بأولئك الذين ساعدوا تلاميذهم على اكتساب جرأة مواجهة الجمهور وتهيئ الديكور والإنارة والملابس وتقمص الشخصيات.... مثلما نشيد بكل أولئك الذين يعتمدون مبادئ المسرح في تقديم دروسهم أو مساعدة المتعلمين على تخطي صعوباتهم التواصلية والتعبيرية. نريد لهذا اليوم أن يكون نقطة انطلاق عروض مسرحية ناجحة لمجموع المؤسسات التربوية و تحسيسهم بقضايا شعوبهم و التعريف بها من خلال عروض مسرحية هنا و هناك ..
إننا بحاجة إلى مسرح فيه معرفة و شعب بلا مسرح هو شعب بلا هوية كما يقولون ربما يحترق و الصحيح أن المسرح يوفر لنا فرصة الاستفادة منه و من عروضه التي ينالنا منها قسط من التنوير الفكري و الثقافي و حتى الروحي ويجعلنا نحس بابداعاتنا و بالتالي نتطور و ننفتح على الآخر الذي يقبل على مشاهدة العروض المسرحية.. هذا إلى جانب ما يقدمه من حلول لمشكلة التعصب و الأبعاد العنصرية و على المبدعين في هذا المجال أن يقدموا للعالم في كل تعقيداته رسالة حقيقية عن أي مجتمع و بذلك يساهم في بناء جسور تفاهم و سلم بأفكار جديدة يقبلها المتلقي و يفهم مغزاها و يكتشف مزاياها و حقيقة إنسانيته من زيفها .
فالمسرح يهذب السلوك و يفتح الآفاق نحو مستقبل فيه تفاهم و حضارة و يعلم الإنسان الاستقامة و كيف يكون مستقيما و نزيها مع نفسه و مع الآخرين ...
فالمسرح هو فن من فنون التعبير البارزة عبر التاريخ. وهو نموذج من نماذج الثقافة العالمية التي رصعت تاريخ الإنسانية وعبرت عن أفراحه و أتراحه وتناقضاته وطموحاته وتصوراته. كيف لا و هو مرآة الشعوب بما تحمله أفكارهم و نفوسهم من أمانيهم و أحلامهم ومشاكلهم .
بقاء المسرح و ديمومته ، يعتمد على قدرة فائقة في اكتشاف نفسه و هو أداة تعبير للغير من خلال استيعابه لكل ماهو جديد من معدات و تقنيات و لغات و من خلال المسرحيات التي تعرض على خشبته مما يسهم في حل عديد المشاكل الاجتماعية العالقة في كل مجتمعاتنا العربية و نشر لغة التسامح و التفاهم بين الناس كما يحمل الجمهور قضايا شعوبنا العربية بروح متفتحة.