لوحات الفنان محمد حرب
لوحات الفنان محمد حرب:
ألوان في الرماد تتحول إلى ضوء إلكتروني
أسماء الغول
يتحول اللون إلى نور في لوحات الفنان محمد حرب في معرضه الأخير 'ألوان في الرماد' الذي نظمه المركز الثقافي الفرنسي مؤخرا.
ويعتقد المتلقي في البداية أن سبب ذلك استخدام حرب للألوان القوية وبطريقة مختلفة، إلا أنه سرعان ما يكتشف أن الفكرة تكمن في وسيط الفن المعاصر 'التكنولوجيا'، التي تأثر بها الفن التشكيلي بشكل خاص، كونه فناً بصرياً.
وكثير من النقاد يرفضون أن يتحول الفن التشكيلي إلى فن تكنيك دون جمال ورؤية بمعنى فن كابلات والكترونيات، إلا أن حرب استغل رؤيته وخياله للحصار المفروض على غزة والزمن الفني للوحة بتأويل جديد ومثر ساهمت فيه الألوان الزيتية، وما يستطيع أن يفعله الحاسوب من مزج اللون بالضوء.
ألوان في رماد غزة هي ما تبقت من أمل وما يشبه الفرح عند أهالي قطاع غزة، مشاعر وأفكار وظفها حرب بذكاء وحرص على متابعة تطور الفن المعاصر ومجالاته في العالم.
ولم يقتصر المعرض على اللوحات المعلقة على جدار المركز الفرنسي، بل هناك أيضاً مقطع الفيديو آرت الذي حمل عنوان 'أجساد'، ليضيف دهشة أخرى على وعي المتلقي من سهولة وجمالية استغلال التكنولوجيا في صنع فن حديث، فخلال ست دقائق يتم عرض 24 لوحة كل ثانية، تم رسمها عبر الجرافيك والكمبيوتر.
خطوط سوداء وبيضاء تتشكل معاً وترسم أجساداً أو أجزاء منها 'الجذع، السيقان، بروفيل الوجه، البطن والصدر'، وبطبيعة الحال اختار حرب جسد امرأة هيفاء بحثاً عن الجمال، وجذبا للمتلقين الذين وقفوا يتابعون ظلال الأجساد المتلاحقة على وقع موسيقي عذبة وحيوية.
ويقول محمد حرب لـ 'الأيام' حول مقطع الفيديو آرت، إنه اعتمد على أحدث تركيبات الصور على برنامج الحاسوب لخلق تشابكات في محاولة لاكتشاف الجمال وتقديمه الكترونياً بشكل مختلف.
وأوضح أنه اختار جسد امرأة لأنه يعتقد أنه رمز البشر والعناصر الحية في الكون، لذلك أراد التعريف عن بدائية الجمال، واختصار الكائنات الحية بجسد امرأة عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة.
ولفت إلى أن هذه تجربته الأولى في توظيف التكنولوجيا بشكل شبه كامل في لوحته التشكيلية، فاستخدم طباعة 'سلس سكرين' على ورق الأكريلك، في خلفية سوداء متدخلاً فيها بتحكمه بالألوان التي أدخلها عن طريق الكمبيوتر، وأخرى رسمها.