مدام بترفلاى
مدام بترفلاى..
لؤلؤة أوبرالية تلمع فى سماء القاهرة
د. كمال يونس
[email protected]
قدمت فرقة أوبرا القاهرة على المسرح
الكبير بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة أوبرا مدام بترفلاى (تشوتشوصان ـ الفراشة )
للمؤلف الموسيقى العالمى جياكومو بوتشينى ،والتى كتب نصها الأدبى اللبرت لويجى
إليكا ، وجوريبى جياكوزا ، وقيادة الأوركسترا هيروفومى يوشيدا ،قيادة الكورال
ألدومانياتو ، تصميم ديكورمحمد الغرباوى ، تصميم ملابس هالة محمود ،إضاءة أكرم
كمال، بطولة ميتسوكو مورى ، جالا الحديدى ، وليد كريم ، رضا الوكيل ، عماد عادل ،
إنجى محسن ، تامر توفيق ،إخراج د.عبد الله سعد مخرج الأوبرا الأول فى مصر والعالم
العربى .
وجدير بالذكرأن الاوبرابشكل عام تنقسم
الى نوعين الجادة (اوبرا سيريا) لخلوها من الهزل ، وموضوعاتها مستمدة ومستوحاة من
الأساطير الإغريقية والرومانية، وكتابات المؤلفين الكبار، وجمهورها من المثقفين
والطبقات الأرستقراطية في المجتمع مثل اوبرا مدام بترفلاي لبوتشيني، اما النوع
الثاني فيسمى اوبرا بوفا (الكوميدية) ، وتتضمن مواضيع ومواقف هزلية،تستهدف اضحاك
وترفيه جمهورها من الطبقات الشعبية، ومن امثلة هذا النوع أوبرا زواج فيجارو
لموتسارت.
تتكون أوبرا مدام بترفلاى من ثلاثة
فصول،فى الفصل الأول تقع تشوتشوسان ( الفراشة )، وهى فتاة يابانية من فتيات الجيشا
فى حب ضابط البحرية الأمريكى بنكرتون،وتعتنق لأجله الديانة المسيحية ، فى الوقت
الذى يحذره صديقها القنصل شاربلس من أن الفتاة تأخذ أمر الزواج بجدية، وقد صارحه
بنكرتون بعزمه العودة لأمريكا، والزواج من أمريكية مثله ، وعلى الرغم من المعارضة
الشديدة لهذا الزواج من قبل أهل تشوتشوصان،وعمها الكاهن البوذى،ناصحا إياها بالعدول
عن زواج الأمريكى، فأصمت أذنيها، متحدية الجميع،فيشفق عليهابنكرتون،ويتم الزواج
طبقا للطقوس اليابانية ،ولكن الكاهن يرفض أن يبارك هذا الزواج،زواج ابن العم سام
بزهرة اليابان البريئة،وحجته أن هذا الزواج لا ترضى عنه الآلهة، ولا تقره التقاليد،
فالشرق شرق، والغرب غرب، و لن يلتقيا ابدا، وفى الفصل الثانى تترقب بترفلاى عودة
زوجها بعد ثلاث سنوات من سفره لأمريكا ، رافضة عرض الزواج من الأمير اليابانى الثرى
يامادورى، رغم ما تعانيه من ضائقة مالية،أثناء وجود شاربلس حاملا رسالة من
بنكرتون،لم يكمل قراءتها حين رأى تصرفها النبيل،وقد احتضنت طفلها من بنكرتون فى
حضنها، منتظرة زوجها فى حب وإخلاص ، وفى الفصل الثالث يدخل بنكرتون مع شاربلس تتبعه
زوجته الأمريكية كيت ، وتدرك سوزوكى خادمة بترفلاى حقيقة كيت فتصاب بالإحباط الشديد
، ولكنها توافق على حمل الأخبار لسيدتها ، وقد تملك بنكرتون احساس شديد بالندم ،
فيسرع مبتعدا لتفاجىء بترفلاى بكيت عند دخولها بدلا منه ، وقد خمنت الأمر الواقع
وحقيقة كيت ، وتعلن موافقتها التخلى عن ابنها فى حالة عودة أبيه إليه ، وتطلب من
خادمتها سوزوكى الانصراف،وتمسك بالخنجر الذى استخدمه والدها فى الانتحار، وقد
اختارت الموت بشرف عن الحياة الغير كريمة المليئة بالغدر،وترسل ابنها إلى خارج
الغرفة ليلعب فى الحديقة ، بعد أن ودعته ، ثم تغمد الخنجر فى صدرها على طريقة فرسان
اليابان طريقة الهاراكيرى،وبينما تلفظ أنفاسها الأخيرة، يسمع صوت بنكرتون وهو ينادى
عليها ، وكأنها تعلن حقيقة واقعية أن الشرق شرق ، والغرب غرب ، ولن يلتقيا
.
تميز التأليف الموسيقى لبوتشينى (1858
ـ 1924)، بالألحان الأوبرالية الرقيقة الناعمة، والتى أثراها بالعاطفة الدرامية ،
نظرا تحتويه من شخصيات واقعية، ذات أبعاد إنسانية عميقة،رقيقة ملأى بالشجن ، نتيجة
لمعاناتها الإنسانية ،ومعظمها من الشخصيات التى تزخر بها الحياة العامة للناس،كما
أن قصصها يسهل تتبعها،لاستحوازها على مشاعر الجمهور وتعاطفه وتجاوبه معها،فالفعل في
اوبراته ليس معقدا بل واضحا، لدرجة ان المشاهد حتى لو لم يفهم الكلمات سيفهم ما
الذي يحدث فوق خشبة المسرح، فى الوقت الذى تخلو فيه من أوبراته أية عناصر كوميدية ،
وهذا من أدق أسرار نجاحه ، معبرا عن تصوره للبنية الدرامية بقوله:" الأساس في
الاوبرا هو الموضوع وطريقة معالجته"، متفهما بعمق لأسس تحويل القصة لدراما حركية
على المسرح، بنفس قدرة تفهمه للتأليف الموسيقي نفسه، وقد ظهر هذا جليا فى أوبراته
لابوهيم، توسكا، مدام بترفلاي، وفتاة الغرب الذهبي ، وكلها تدور حول قصة حب واحدة ،
وفيها تركيز كامل على البطلة المرأة ، وتنتهي نهاية مأساوية، وتعكس رؤيته محددة
إياها في عبارة بأوبرا (تابارو) «من عاش للحب يموت من اجله» ، وهذه الرؤية لعبت
دورا في أقدار البطلات النساء اللائي يكرسن أجسادهن وأرواحهن لعشاقهن، والمعذبات
بالشعور بالذنب ،والمعانيات من محنة الألم حتى يصلن للدمار في النهاية، جامعا بين
العاطفة والشفقة على بطلاته، وكلها تتحدث بنفس اللغة الموسيقية النقية
والشفافةالصادقة التعبير للاوركسترا، مما يخلق مسرحية بارعة تدور فكرتها الرئيسية
على الذكريات الانسانية، فالموسيقى دائما ما تنبثق من الكلمات،وهى وثيقة الصلة
،ومرتبطة بمعناها وللصورة التي تستحضرها ،لذا تعد أوبراته نماذج للاتجاه الواقعى (
الفيريزمو )،الذى أسسه مع مؤلفى الأوبرا من معاصريه ليونكافللو وماسكانى ،حيث
استقوا موضوع أوبراتهم من الحياة الواقعية فى المجتمع كبديل عن الموضوعات التاريخية
والاستعراضية، وقد كان يشارك فى كتابة معظم نصوص أوبراته،بل ويبتكر أحيانا بعض
الخطوط الرئيسية للقصة مما يساهم فى الإعلاء من محتواها الدرامى ، وكان يعرف عنه
اختيار مواضيع أوبراته بعناية ،ويعد لها بعناية ،مثل ألف للأوبرا فيليسات ، إيدجار
، مانون ليسكوه( تلك الأوبرا سبب شهرته العالمية ومجده كمؤلف موسيقى ) ،لابوهيم ،
توسكا ، مدام بترفلاى ، فتاة من الغرب الذهبى ( وقد تأثر فيها بألحان موسيقى الجاز
لزنوج أمريكا ورغم نجاحها فى أمريكا إلا أنها لم تلاقى نفس النجاح فى أوروبا)، وقد
تميز يوتشينى بإطلاق أسماء بطلاته عليها ، فى سبعة من اثنتى عشرة أوبرا أبدعها فنية
خالصة.
أما الملمح الرئيس لاسلوب الدراما
الموسيقية الخاصة ببوتشينى، فهو تركيز اهتمامه على أحسن ماتركه سابقوه من مونتفردى
حتى فيردى، وهو أخر من حافظ على تقاليد الأوبرا الإيطالية الخالصة ،فموسيقاه تصلح
للتمثيل المسرحى وفهمه العميق لأسرارالكتابة للمسرح الغنائى، والبناء الدرامى
المتوازن، محترفا صياغة الأجواء الدرامية ، وتكوين الشخصيات الإنسانية مع الوعى
التام لبوتشينى بإمكانيات وحدود الصوت البشرى،إذ تجمع بين الألحان الميلوديات،وخفة
آلات الأوركسترا،وسرعة التطوير والتوافق الدرامى طبقا للظروف والموضوع، بحيث أن
موسيقاه تواكب الحدث ، وتدفعه بسرعة للأمام ، مع تصاعد الحدث ، دون انقطاع من
البداية للنهاية ،مع استخدام رائع احترافى للمؤثرات الموسيقية بحيث يستحوذ على
المتفرج،فلا يعطيه أية فرصة للانصراف عن متابعة الأوبرا ولو للحظة، مع سهولة
ترديدها ، والتعرف عليها وتمييزها،بسبب ايقاعاته المميزة ، وقد ألف بوتشينى أربعة
من أشهر وأحب الأوبرات فى تاريخ الأوبرا هى : لابوهيم ، وتوسكا ، ومدام بترفلاى ،
متميزا بمقدرته على التعريف بنفسه عن طريق موضوعه، فكل اوبرا لها موضوعها المميز،
إذ كان محترف مسرح عظيم إذ عرف بوتشين أن الأوبرا ليست مجرد فعل وحركة وصراع، بل
يجب أن تحتوي أيضا على لحظات من السكينة والتأمل والغنائية، ولهذه اللحظات اخترع
أسلوباً جديداً من الألحان العاطفية المتألقة ، مثل الأغانى الفردية(الآريات ) مثل
أريةالوداع، وأرية الموت، والتي تعكس الإصرار الجنوني على التخلص من الألم الذي
عاناه في حياته الخاصة،ولقد أتضح الفهم العميق لبوتشينى للحن المنتظم القوي، كأحد
تقاليد الاوبرا الايطالية في القرن التاسع عشر، ولكن أسلوبه الهارموني
والأوركسترالي يدلل على وعيه للتطورات المعاصرة،معطيا للأوركسترا دورا أكثر فعالية،
كما أنه غيرالتقاليد الخاصة بالأسلوب الصوتي في الأوبرات الإيطالية ، حيث كان يتحمل
المغنيون عبء الموسيقى، ومن هنا ندرك أن بوتشينى من أعظم الموسيقيين في القرن
التاسع عشر ومطلع العشرين، وعلى يديه تطور فن الاوبرا، والتأليف الموسيقي كثيرا،وقد
أثبت التاريخ أنه آخر ممثل عظيم للأوبرا العظيمة ،حيث أنه وازن مابين المحافظة على
روعة القديم ، مع الترسيخ لتقاليد جديدة ورائعة للأوبرا بوجوده فى المسرح الموسيقى
، وسر عظمته الحقيقية يكمن فى جمعه بين التأليف الدرامى المسرحى ، وموهبته
الموسيقية الفذة ، ليعضد كل منهما الأخر ، فتلاقى استحسان لدى الجمهور،وتبقى أعماله
خالدة كروائع من التراث المسرحى الغنائى العالمى.
أوبرا مدام بترفلاى وصفها بوتشينى
بأنها أكثر أوبراته المعبرة والنابعة من القلب،ويذكرالتاريخ فشلها الذريع حين عرضت
لأول مرة فى ميلانو برأى الجمهور،ربما لطول الفصل الثانى،ولكن بعد فترة وجيزة حول
نسخة ميلانو من فصلين إلى ثلاثة، وأجرى بعض التعديلات وقدمها فى مدينة بريش، لتنال
نجاحا فاق التصور، وردد الشعب ألحان أوبرا مدام بتر فلاى،وفيها أضفى بوتشينى على
أجوائها النكهة اليابانية وذلك باستخدام الألحان الشعبية اليابانية ذات التكوين (
التونات )الخماسى والسداسى المميز ، وكذلك استخدام ألوان صوتية مزج فيها بين آلات
الهارب ، والفلوت ، والبيكولو ، والأجراس التى أضفت صوتا مشابها للآلات التقليدية
اليابانية ، مع بعض التصرفات الموسيقية من تدرج النغمات فى إنسيابية،والقفلات
،والحليات المميزة لهذه البلاد ،مع استخدام بعض الإيقاعات غير المألوفة فى الموسيقى
الغربية التقليدية، وقد استخدم كذلك أصداء من النشيد الوطنى الأمريكى للتعبير عن
الهوية الأمريكية لبنكرتون والقنصل شاربلس ، وتعتبر أريا بترفلاى ( الأغنية الفردية
) سنرى فى يوم جميل من أشهر أريات السوبرانو فى ريبورتوار الأوبرا ، ومن الألحان
الشهيرة أيضا لحن دخول بترفلاى فى الفصل الأول ، وكذلك الأغنية الثنائية ( الدويتو
) بين شاربلس وبنكرتون،والليل يضمنا بين بنكرتون وبترفلاى.
قيادة الأوركسترا للموسيقار اليابانى
الشاب هيروفومى يوشيدا، والذي قاد من قبل الأوركسترا السيمفوني لأوبرا الشهامة
الريفية وريجوليتو ولابوهيم وتوسكا وعايدة ، بمشاركة أعضاء مسرح روما، والحاصل على
جائزة المسابقة الدولية للقيادة التاسعة عشر بإيطاليا ، وجائزة أفضل موهبة أوبرالية
بمسابقة جوتوه الثقافية عام 2002 ، والمركز الثالث بالمسابقة الأولى في قيادة
الأوبرا برومانيا .
المخرج د. عبد الله سعد تخرج من معهد
الكونسرفتوار، ثم درس الإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية و يعمل أستاذا بمعهد
الكونسرفتوار ، وحصل على دبلوم في المسرح الموسيقى ، وحصل على جائزة الدولة في
الإبداع في مجال الإخراج ، ودرس بالأكاديمية القومية للمسرح بروما وحصل على أعلى
مؤهل في الإخراج ، وقد عمل مساعدا ومنفذا لكبار مخرجي الأوبرا العالميين ، وأخرج
العديد من الأوبرات مثل أوبرا عايدة ، زواج فيجارو ، إكسير الحب ، سر سوزانا ،
التليفون ، الامبرزايو، الصوت البشرى ، مدام بترفلاى ، يتميز المخرج د.عبد الله سعد
بأسلوب معين ، لما جمع بين دراسة الإخراج المسرحى العادى ، والإخراج للمسرح
الموسيقى ،مما حقق له تميزا كأحد أبرز مخرجى الأوبرا فى الشرق الأوسط ،له بصمة فنية
خاصة فى كل أوبرا يقدمها، فهو يجيد اختيار الممثلين المغنيين فى الأوبرا التى يقوم
بإخراجها، ويهتم بترقية أداء الممثل الأوبرالى وصولا للأداء التمثيلى المسرحى
المتقن ، بحيث يتوحد واللغة التى يغنى بها ويؤدى بها دوره ، وصولا إلى التعبير
الجيد ، بتجسيد الشخصيات بسيماتها الداخلية والخارجية ، وبكافة أبعادها النفسية على
وجه خاص ، والإنسانية على وجه العموم ،وفى أوبرا مدام بترفلاى أجاد اختيار وتوظيف
طاقات ممثلى العرض الذين وصلوا لذروة الأداء الرفيع المتمكن من أدوات الأداء
الدرامى وخاصة ميتسوكو مورى ( بترفلاى ) ، جالا الحديدى ( سوزوكى ) ، عماد عادل (شاربلس)،
رضا الوكيل ( الكاهن ) ،وليد كريم (بنكرتون)، إبراهيم ناجى (يامادورى) ، إنجى محسن
(كيت) ، تامر توفيق ( جورو ) ، مع التوظيف المتقن ذى الدلالات الدرامية لعناصر
الديكورمثل المنزل اليابانى الأشجار ، الخضرة ، القناطر المائية ، والجسور الخشبية
،والمجرى المائى فى مقدمة المسرح أمام المنزل ، مع تعدد مستويات الديكور ،
والإكسسوارات اليابانية الخالصة ، وإقامة العلاقات الدرامية الحميمية المتوافقة بين
باقى عناصر العرض من إضاءة موحية ذات تأثير درامى يعزز البعد والتأثير الدرامى
للأوبرا ،وقد وافقت تغير المشاعر مابين فرح وحزن وقلق وألم وقهر ،مع تعزيز جمالى
للبيئة اليابانية بمفرداتها ، مثل الإضاءة أسفل القنطرة التى توحى بانعكاس الشمس
على الماء والموج ، مع استخدام الملابس للتوافق والشخصيات من حيث ألوانها ، وطرزها
، فألوان ملابس تسوتسوصان خير دليل على هذا ، فلون ملابسها كعروس الأحمر وفيه دلالة
موحية على تأجج مشاعر الحب نحو بنكرتون ، ثم النحاسية القاتمة نوعا ما فى حالة
قلقها من غياب بنكرتون ، ثم ارتداء الرداء اليابانى أبيض اللون ذى البطانه الحمراء
فوق ملابسها النحاسية القاتمة لتموت على هذه الحالة ، وكأن ألوان تلك الملابس
مجتمهة دللت على ما جرى لها من أحداث فى حياتها ، وهكذا يتضح من أسلوبه كمخرج أنه
يراعى أدق التفصيلات فى إخراج أعماله ، ليؤكد على الجو الزمانى والمكانى للعرض فى
انسيابية وتوافق رائع، محققا أعلى درجة من الجمال السينوغرافى ( تشكيل الصورة
المسرحية ) ، وليحقق إيقاعا عاما للعرض حين أحكم الربط والتوافق والانسجام بين
مفرداته ،مما ميز إيقاعه الخاص كمخرج ، ولأنه مبدع حقيقى دائما مايأتى بالجديد ،
بعيدا عن الاستسهال الفنى ، والتقليد الأعمى للأوبرات كما قدمت فى الخارج،وكما يفعل
البعض كى لايجهد نفسه ، وهكذا يضيف المخرج عبد الله سعد للأوبرا المصرية درة فنية
ثمينة ، ويؤكد صدارته للإخراج الأوبرالى ، وأنه مخرج عالمى بحق.