تيسير بركات .. فنان تشكيلي منحاز إلى الفقراء
شاكر فريد حسن
حين نتحدث عن تيسير بركات فنحن نتحدث عن واحد من الاسماء الفنية المتميزة في الحركة التشكيلية الفلسطينية في المناطق المحتلة.
ولد تيسير بركات في مخيم جباليا ونشأ وسط الفقر والمعاناة والجوع ، ونما على حب الفن وأظهر مقدرة على الابداع منذ نعومة اظفاره. انهى دراسته الفنية في كلية الفنون الجميلة في الاسكندرية عام 1983، وبعد عودته الى ارض الوطن عمل في تدريس الفن في كلية مجتمع المرأة في رام اللـه.
أقام تيسر بركات أول معرض فني له في القدس سنة 1986 ثم شارك في الكثير من المعارض في الاسكندرية وعمان وايطاليا والمانيا ، وشغل عضواً في "جماعة التجريب والابداع".وهو من مؤسسي مركز "الواسطي للفنون" في القدس.
عرفنا تيسير بركات في اعماله الفنية الابداعية فناناً رافضاً للواقع وباحثاً عن التغيير في عالم من الخوف والقلق والضياع. وهو يعكف على تصوير معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم ،ورسم حياة العذاب والشقاء والفقرالتي تحياها الانسانية الكادحة والمعذبة.وقد صاغ مشاعر الغضب المتأجج في قلوب الغلابا والجياع في وطنه وفي كل بقاع واصقاع الدنيا ، محرضاً على الثورة والتمرد والكفاح من اجل بناء المستقبل الانساني المنشود.
تيسير بركات فنان مغمس من رأسه حتى اخمص قدميه ، نفسياً وروحياً وفكرياً وفنياً ، بالمعاناة المرة ، التي يحياها شعبه ولا يزال في ظل الاحتلال. وتظل لوحاته تحمل طابعها الفلسطيني ونكهتها الفلسطينية الخاصة وابعادها الانسانية ذات الرؤية التقدمية الواعية، وهي مسحوبة من لب الواقع الفلسطيني ، ويشهد على ذلك عناوينها ومضامينها وموضوعاتها.
وخلاصة القول، تيسير بركات فنان شق طريقه من بين ركام الفقر والالم والعوز ،متحدياً الصعاب نحو معانقة نورالشمس، مقتحماً بوابة الفن بثقة وجواز سفر هو لوحاته الزيتية ، التي تصب موضوعاتها في صدر وعمق المقهورين والمحرومين ، وتشعل فيهم الامل والثقة والتفاؤل بالغد المشرق الآتي حتماً.