(مونديال) الدراما الرمضانية
حسام حسين الزعبي
بالأمس القريب ودع العالم (مونديال) كرة القدم بعد مرور أشهر من المتابعة والضغوطات، والتزاحم أمام المقاهي في التشجيع، والجلوس لساعات طويلة، وضياع الوقت إلى ما بعد منتصف الليل، ومن المشجعين من رسم على وجهه علم الدولة التي يشجعها، والآخر اشترى ملابس بعبارات ورسومات لأبطال المونديال.
لقد سرق هذا (المونديال) الكثير من ساعات العمل والإنتاجية، وأصبح حديثَ جميع وسائل الإعلام المفهومة وغير المفهومة، والغريب بأننا نصفق ونرفع أعلام دول غير عربية لتشجيعها على الفوز.
فهل لو تأهلت دولة عربية للنهايات، سيصفق الغرب ويرفع أعلام دول عربية للتشجيع؟
- لا أعتقد ذلك.
لقد انقضى (المونديال) على خير قبل حلول شهر رمضان المبارك كي يتفرغ العالم الإسلامي للصوم والعبادة، ولكن ... (يا فرحة ما تمت)، فالعالم الإسلامي يستعد لاستضافة ما يُسمّى (مونديال) الدراما الرمضانية، والفارق بينه وبين الآخر أنه مونديال سنوي بقنوات هائلة مجانية، يطرح العديد من المسلسلات والأفلام وغيرها، وهو متوفر في كل بيت، وفي أي وقت،فهل أنت مستعد أخي المشجع للبدء في تقييم وتشجيع المسلسل المتميز والممثلين أبطال المونديال؟
- هل أنت مستمع متميز؟
- هل أنت مستعد للتضحية بشهر رمضان المبارك من أجل مشاهدة جميع الأعمال التي ستعرض ؟
لابد أن نشحن جميع الطاقات للاستفادة من الوقت في برمجة هذا المونديال، لأن المباريات أكثر بكثير من المونديال السابق رغم تكرار الوجوه والأحداث، إلا أنها بأسلوب يختلف قليلا من حيث الموسيقى و المؤثرات،لأن أبطال المونديال الرمضاني يكبرون عاماً بعد الآخر وهذا يتطلب الاهتمام أكثر بفنون التجميل والألوان.
"المونديال الرمضاني" عربي بامتياز رغم دخول الدراما التركية المترجمة مؤخرا فهل سيصفق لنا الغرب ويرفعون أعلام دولنا المشاركة في المونديال؟ وهل سيضحون بأوقاتهم وأعمالهم وأعصابهم في سبيل تشجيعنا كي نخطو خطوات سريعة في الدراما؟
إذا فكر الغرب في تحدي العرب في الدراما والتمثيل أعتقد بأن الدول العربية لن تستطيع التأهل إلى النهائيات وعندها سوف يتأكد الجميع من ضعف الدراما العربية رغم أنها في عصر الازدهار كما يدعي البعض.