تنفست الصعداء
طه حسين ابو غالي
معرض الوان في الرماد للفنان التشكيلي محمد حرب -هي محاوله للخروج من الدائرة الرمادية المغلقة في غزة و البريد الوارد 250
ألوان في الرماد
هي محاوله للخروج من الدائرة الرمادية المغلقة في غزة وكسر الحصار الخانق
والمحاولة إلى التسلسل إلى عالم أفضل ورفض الخضوع في هذا السجن الكبير
ورفض كل ما هو رمادي
ألوان في الرماد وهو عنوان لغزة والتي تعيش الآن المرحلة الرمادية ومحاولة لخروج هذه الألوان من بين ركام هذه الرماد لأحياء التفاصيل
الأجساد في الأعمال محشورة في زواياه التكوينات والكل ملتصق بالآخر
وكان الشخص يبحث عن نقيضه أو يبحث عن مكلمة تلك هي غزة التي تبحث عن مكملها في وسط هذا الرماد الكالح
دقت الساعة لتعلن عن التانية ظهرا .. انه الحادي عشر من مايو و بعد ساعة من الان سيتم افتتاح معرض الاخ الفنان محمد حرب في غزة - المركز الثقافي الفرنسي .
ساخرج من سجني الصغير الى السجن الاكبر و كاني اخرج من رمادي .. هكذا اسمي غزة و لكن لطالما تعودت منذ ايام الدراسة ان استقل السيارة الاجرة من خانيونس الى غزة في نص ساعة و لكن هذه المرة لا اعرف ماهو التوقيت الذي ساصل به طبعا ان كنت محظوظا ووجدت السيارة التي تقلني الى غزة في ظل الحصار و انقطاع الوقود منذ اكثر من ثلاثة شهور .. لذلك دون ادنى شك ان السائق يضع في خزان الوقود زيت قلي بدلا من السولار هذا ما يجعلك تشعر بانك في وسط مقلى فلافل كبير .. و هكذا خرجت من سجن بيتي الصغير الى مقلي فلافل كبير .. و لكني ما زلت مصمصا للوصل الى المعرض لالمس عن قرب الالوان التي خرجت من الرماد و احذوا حذوها في النهوض من موتي الاكيد
وصلت الى محطة السيارات ووجدت سيارة اجرة منتهية الصلاحية و كانها خارجة من الرماد للتو دون ان تطرق بابا واحدا للقدر مستاذنة له بتحدي الموت .. المفاجئة اننا ركبا السيارة احدى عشر راكبا و السائق و انا في مركبة لا تسع الا لسبع ركاب عجاف ... و بدينا حقا و كاننا نخرج من بين الرماد .
و ليس كالعادة وصلنا بعد ساعتين مما جعلني اصل متاخرا و بعد افتتاح المعرض الفني ....
ها قد وصلنا الى المركز الفرنسي .. ياااااااااااااه لقد وصلت سالما و نزلت من مقلى الفلافل مشبع بالزيت فعلا ما كان ينقصني الهواء الطلق و ها انا اخيرا امام الاعمال الفنية اتنفس الصعداء ..
انها تشكل حالة من التمرد على الفراغ و الملل القاتل اللذين يعتلون النفس الفلسطينية القابعة في سجن غزة الكبير ... انها متعة التمرد يسكن جسد امرأء تتخلص من سلبيتها المحايدة و تطلق العنان لملاممحها الغريبة الجديدة بان تصرخ بالوان طيف محاصرة .. مشبعة بالزيت و يكاد الرماد ان يجعل من ايامها كمون لوني .. هكذا تخرج الكلمات كما تنطلق الخطوط صوب اللامعقول تعبر عن اسرار تكاد ان تنطق من احشاء جسدا هزيل انها غزة .. انها غزة تخرج من بين الرماد .. تعانق اعنان السماء يلتفها الدخان كما لو انها في مخاض عسير ..
لازلت انتفس الصعداء كلما انتقلت من لوحة للوحة و ارى فيها ميلاد جسد جديد يعاند ظلمة الحصار و يلتف حوله يحمي ملامحه التاريخية تارة و يجهز اعضاءه ليكون جسدا واحدا ينطلق نحو الشرق .. الى موطن الاجداد .. ليتسلل من حصار الموت الى الموت انها زفرات قلب مزبوح .. و كانه جسدا ينوح .. بالالم يبوح
أنها صرخة تخرج من بين هذه الخربشات لتلعن البقاء للحياة وتصرخ لتبتعد عن كل ما هو رمادي
صراحة الألوان في الأعمال هي إصرار على تأكيد اللون في مرحلة يائسة ولكن ينجح اللون في كسر هذا الرماد رغم مساحاته الكبير
ألوان في الرماد في ظل مرة رمادية
هذا الاسم يجسد ليس فقط المعرض ولكن هي حاله غزة البائسة
هي حالة تمرد على الواقع
هكذا في غزة نخرج من الرماد و هكذا نتنفس الصعداء
تمني الفنان في العرض القادم ان يستطيع الخروج من الدائرة الرمادية المغلقة .. غزة يستطيع السفر وحضور افتتاح المعارض الخارجية وان تكون المعارض القادمة في جدران ليس رمادية
- محمد لا ينتمي الى مدرسة معينة ..فمدرسته الخاصة بىه هي من اسلوبه الجديد ولا يعتمد على مدرسة معنيه ولا ينتمي الى مدرسة فيعتبر اعماله هي مدرسة خاصة واسلوب خاص يتميز به
- مكان العرض المركز الثقافي الفرنسى بغزة يو الآحد 11-5-2008 الساعه 3
وسيتم نقل المعرض الى القدس ونابلس ورام الله و العديد من الدول العربية و الاجنبية انشاء الله
كل التحية للاخ الفنان محمد حرب ( معرض الوان في الرماد )